بمجرد أن تطأ قدماك المتحف القومى للمسرح؛ يطاردك عبق التاريخ من تماثيل نصفية لعمالقة ورواد المسرح والموسيقى والفنون الشعبية، مثل على الكسار ويوسف وهبى وسيد درويش وداود حسنى وزكى طليمات وأمينة رزق، وزوزو نبيل، ونجيب الريحاني، وناجى شاكر، وجورج أبيض، وغيرهم كثيرون، وحتى تقترب أكثر من أجواء هؤلاء العلامات الفنية، يعرض المتحف متعلقاتهم الشخصية، فى مقره الحالى فى فيلا الأميرة رقية حليم، حفيدة محمد على باشا، وهو المبنى الذى شهد أعمال تجديد وترميم أوشكت على الانتهاء.
ففى المتحف تجد قلم وحقيبة زكى طليمات، إضافة إلى سماعة أذنه ونظارته ومفاتيح شقته التى كانت فى شارع عبدالخالق ثروت، إلى جانب "بدلته" وصوره النادرة.
أما يوسف وهبى فتجد ملابس أهم أعماله المسرحية مثل "سفير جهنم"، التى ألفها وأخرجها وقام ببطولتها، إضافة إلى الطربوش الذى كان يرتديه وباقى مقتنياته الخاصة.
كما تجد المقتنيات الخاصة بالمخرج الراحل السيد راضى وكارنيهاته وأقلامه والدروع والتكريمات التى حصل عليها طوال حياته وملابسه.
ومن خلال متحف المركز القومى للمسرح يمكنك أيضا أن تطلع على ٢٣٥ نصا مسرحيا و٩٤٦ نصا منسوخا و٥٠٣ من المخطوطات وهو ما يؤرخ لتوثيق الحركة المسرحية منذ بدايات المسرح المصرى عام ١٨٧٦ وحتى عام ١٩٦٠ وبعض النصوص المسرحية منذ عام ١٩٦٠ وحتى الآن.
حيث يمتلك المركز القومى للمسرح بمكتبته السمعية والبصرية أغلب العروض التى عرضت على مسارح الدولة مع لقاءات نادرة لأبطال العروض والندوات التى أقيمت على هامش تلك العروض، ويظل المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية بما يملكه من النوت الموسيقية والأسطوانات الحجرية لرواد الموسيقى المصرية مرجعًا وحيدًا للتراث الموسيقى المصرى.
ومن مقتنيات المركز أيضا، ماكيتات مجسمة لدار الأوبرا المصرية القديمة، وللمسرح القومى قبل التجديد، والمسرح الشعبي، والمسرح الروماني، والسيرك (عائلة الحلو)، ومسرح شكسبير، ومسرح سيد درويش بالإسكندرية، ومسرح قهوة نزهة النفوس، ومسرح الارتجال، إلى جانب تمثال من البرونز لمحمد عبد الوهاب، وكم كبير من صور كبار الأدباء والفنانين.
من جانبه، قرر الدكتور عماد سعيد، رئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، استقبال المثقفين والنقاد والباحثين والأكاديميين والدارسين والإعلاميين مجانا بمتحف المركز تسهيلا عليهم ولتيسير نشر مقتنيات أبرز رواد المسرح والموسيقى والفنون الشعبية للجمهور والمتخصصين.
وأعلن رئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية الدكتور عماد سعيد فتح أبواب متحف المركز أمام الزائرين، بغرض نشر الثقافة المسرحية، وتعريف الأجيال على تاريخ وإنجازات رواد هذه المجالات الثلاثة "المسرح والموسيقى والفنون الشعبية"، وأكد أن أبواب متحف المركز مفتوحة أمام الطلبة والطالبات والباحثين والدارسين والمهتمين بمجالات المسرح والموسيقى والفنون الشعبية؛ بغرض نشر الثقافة المسرحية، وتعريف الأجيال بتاريخ رواد المجالات الثلاثة، ومشاهدة مقتنيات أبرز رواد المسرح طوال تاريخه والتى يحتفظ بها المركز داخل متحفه.
وأكد رئيس المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية حرص وزارة الثقافة على توصيل خدماتها لجميع مستحقيها، والتعامل مع مختلف الثقافات، وتقديمها بأساليب جذابة من خلال الوسائل المرئية والمسموعة، فضلا عن الوسائل المقروءة، إضافة إلى تطوير فنون الفرجة، مشددا على ضرورة أن تكون هناك أكثر من وسيلة لدعم أبناء الوطن كى تصل الثقافة المصرية والعربية إلى جميع المراحل العمرية.
