تستعد دار فابر آند فابر للنشر بلندن لطرح المجلد السابع من كتاب "رسائل تي إس إيليوت" خلال شهر يونيو الجاري؛ على أن يضم ذلك المجلد مراسلات الشاعر الإنجليزي الكبير خلال عامي 1934 و1935 تلك الفترة التي أنفصل خلالها عن زوجته الأولى فيفيان هايود حيث تسلط الضوء على زوجته وكواليس انفصالهما وعلاقتهما الشائكة لتكشف تفاصيل لأول مرة في حياة الشاعر الإنجليزي تهز الأوساط الثقافية في لندن حسب تقرير نشرته صحيفة الجارديان.
يضم الكتاب مراسلات فيفيان التي أرسلتها لعدد من الأصدقاء ومكاتب المحامين والناشرين والتي رفضت خلالها ان تقر بفشل زواجهما مبررة خروجه من حياتها بأعذار وهمية وكانت قد انهارت حين انتهت علاقتها مع واحد من أهم شعراء القرن العشرين بالانفصال في عام 1933؛ وبررت واقعة الانفصال بأن اقنعت نفسها أن اليوت خطف ويجب انقاذه من خاطفيه، أو انها التقت نصابا انتحل شخصيته في مكتب محاماة لبحث انفصالهما.
وكتبت في يومياتها "أحسب انه يريد العودة إلي، وهو يرسف في القيود"؛ وبعد أشهر ورغم محاولاته الابتعاد عنها ظلت تنتظر عودته إليها.
وكتبت أيضًا أن الشيء الوحيد الذي تتلهف عليه وينزف له قلبها هو "يوم يدير توم المفتاح بهدوء في الباب الأمامي ويمشي داخلا على مهله ويجد مفتاح باب الغرفة حيث يجول بنظره حولها ويبتسم بقناعة تامة، ويأخذ نفسًا عميقًا ثم يذهب بهدوء الى كتبه الحبيبة والى فراشه وإذا استطاع ان يقول بارك الله زوجتي الويلزية الصغيرة فيفيان فإنه سيقول ذلك بكل تأكيد".
ويكشف الجزء السابق من مراسلات إليوت حصرًا عن محاولاته اليائسة للهروب من زواجهما الذي سماه "مهزلة بشعة"؛ كما يتوسع في الحديث عن تردي صحة فيفيان العقلية ورفضها التسليم بأن اليوت لم يعد يطيق الحياة معها.؛ وظلت تطارده في كل مكان وتهدد حياته وحياة زملاءه.
وقال جون هافندن محرر الرسائل إن المادة تعطي إحساسًا غريبًا بدخول دوامة عقلها حين يزداد اضطرابها أكثر فأكثر؛ وهذا كله فظيع ورهيب ويبين حالتها العقلية فيظهرها معذَّبة وتعذب نفسها؛ مضيفاُ أن إليوت قد أرسل في النهاية -وكان الغضب قد امتلكه- وكلاء في أواخر 1934 ليأخذوا كتبه واوراقه من بيتها؛ وبعد أسابيع كتب إلى شقيقه إن ضغط الالتزام بكتابة مسرحية في غضون ثلاثة اشهر يزداد وطأة عليه بسبب المتاعب والمصاريف القانونية الناجمة عن طلاقه؛ ما يعني أن مشاكل عديدة قد حدثت له من قبل زوجته.
وأضاف "هافندن" أنه في عام 1957 قد تزوج اليوت من سكرتيرته فاليري التي توفيت عام 2012 بعد ان قررت وضع مراسلات زوجها في متناول الجمهور حيث شعرت أنه من الإنصاف أن يطلع قراء رسائل اليوت الاطلاع على أفكار فيفيان وأن يفهموا اضطراباتها العقلية الفظيعة".
تزوج شاعر بريطانيا الأشهر الحائز على جائزة نوبل من فيفيان عام 1915 ولكن صحتها العقلية القت بظلالها على علاقتهما وكانت أعراضها تشير الى اصابتها بالشيزوفرينيا؛ وتوفيت فيفيان عام 1947 عن 58 عامًا بعد ان أُدخلت احد المصحات في عام 1938.
وتدرج مقاطع يوميات فيفيان بعد فك شفرة كتابتها الناعمة ضمن الطبعة الجديدة لمراسلات إليوت التي من المقرر أن تنشرها الدار في 950 صفحة في 22 يونيو الجاري وهي الجزء السابع من 20 جزء تخطط الدار لنشرها عن حياة توماس ستيرنز اليوت الفائز بجائزة نوبل للآداب عام 1948 وصاحب تحفة "الأرض الخراب".
