اتشحت مدينة بنها، محافظة القليوبية، بالسواد حزنًا على النهاية المأساوية التى لقاها أحد سكانها، ويدعى محمد جلال، تاجر سيارات، فى العقد الرابع من العمر، حينما تربص ليه ليلًا 4 شياطين من الإنس، واستغلوا سيره بسيارته بمفرده واستوقفوه داخل نفق الظلمات، وأطلقوا عليه النيران وتركوه داخل سيارته بين يدى الله ليلفظ أنفاسه الأخيرة.
توجهت "البوابة
نيوز" لمنزل أسرة المجنى عليه، فالتقت "توفيق سراج"، نجل شقيقته،
الذى قال: "إن محمد لديه 3 أطفال مريم لديها 10 سنوات وأحمد 3 سنوات وأمير سنة
ونصف"، مضيفًا أن خاله كان يعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 15 سنة،
وفى عام 2009 قرر العودة إلى مصر حتى يستقر بين عائلته، وقام بإنشاء مشروع عبارة
عن مكتب لبيع السيارات أسفل العقار الخاص به وبأسرته".
وأشار نجل شقيقة المجنى عليه، إلى أن يوم الواقعة فى حوالى الساعة العاشرة
مساءً استقل المجنى عليه سيارة أحد زبائنه متجهًا إلى ورشة دوكو حتى يقوم برشها،
لافتًا إلى أن زوجته قالت إنه حدثت مشادة كلامية بينه وبين أحد الزبائن بالهاتف
قبل خروجه من المنزل لم تعلم سببها.
وفى الساعة الحادية إلا عشرة تحديدًا فوجئنا بأحد الجيران يخبرنا بأن خالى
مصاب داخل سيارته أسفل نفق كوبرى كفر سعد.
توقف "سراج"، عن الكلام مسترجعًا بشاعة المشهد الذى شاهد خاله
عليه، واستكمل قائلًا: "توجهنا إلى مكان الواقعة ووجدنا خالى داخل سيارته
ومصاب بطلق نارى برقبته".
واختتم: "حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى كان السبب فى حرمان 3 أطفال من
حضن أبوهم بالشكل ده".
والتقينا "أحمد جلال"، شقيق المجنى عليه، الذى كان متأثرًا
ومذهولًا جراء ما حدث لشقيقه، قال: "محمد ده كان أطيب خلق الله بشهادة الناس
كلها، وكان فى حاله ومعندوش أى عداء مع حد".
وبسؤالنا عن أن يكون المجنى عليه على خلاف مع أحد الزبائن على مبالغ مالية؟،
قال: "وارد أنه يكون فى مشاكل بس أخويا كان عينه مليانة عمره ما يعمل مشكلة
مع زبون عشان خاطر الفلوس، وحتى لو حصل عمرها ما توصل للقتل".
ولفت شقيق المجنى عليه، إلى أن هناك شاهد عيان على الواقعة يدعى "مصطفي"،
قال: "أنا لقيت عربية واقفة داخل النفق وفى 3 ملفوفين حواليها، وأثناء دخولى
النفق واقترابى منهم فى واحد رابع معاهم اقترب منى وثبتنى بمسدس، مقدرتش أتعرف على
ملامحهم، لأنهم كانوا ملثمين، كل اللى خدت بالى منه إنهم قصيرين وأجسامهم ضعيفة".
وتوجهنا إلى مكان نفق
منطقة كفر سعد الذى كان شاهدًا على الحادث، فالتقينا أحد الشهود الذى رفض ذكر
اسمه، يقيم على بعد أمتار من النفق، وقال: "إن المجنى عليه كان حسن الخلق،
مؤكدًا سيرته الطيبة بين جيرانه، لافتًا إلى أنه يحمل الجنسية الأمريكية".
وأضاف الشاهد، أنه رأى المجنى عليه يوم الواقعة يعبر من أمام منزله بسيارة،
وحينما دخل النفق وجدنا السيارة توقفت قائلا: "العربية وقفت فجأة بس كانت
دايرة وكشافات الفرامل اللى ورا منورة، وبعدين لقيته شال رجله من الفرامل والعربية
اتحركت خطوة قدام".
وذكر الشاهد، أنه لم يتمكن من معرفة التفاصيل التى حدثت داخل النفق نظرًا
لظلمته وصعوبة الرؤية خلاله، قال: "سمعت صوت ضرب النار بس افتكرت العيال
بتضرب صواريخ، وبعد عدة دقائق سمعنا أقاويل عن وجود قتيل بالمكان المذكور، فتوجهنا
إليه فوجدنا محمد جلال مقتولًا داخل سيارته، بطريقة وحشية أدت إلى دخول الطلقة من
الرقبة عبورًا من جانبه حتى تسببت فى ثقب بباب السيارة".
تعود الواقعة، بتلقى مركز شرطة بنها بلاغًا من الأهالى بوقوع جريمة قتل
بمنطقة كفر سعد بمدينة بنها بمحافظة القليوبية، بالانتقال والفحص تبين وجود جثة
"محمد. ج"، تاجر سيارات، فى العقد الرابع من العمر، مصاب بطلق نارى بالرقبة،
داخل سيارته، ومعه جميع متعلقاته.
وشكلت مديرية أمن القليوبية فريق بحث مكونا من قوات مباحث مركز بنها برئاسة
المقدم محمد درويش، ومعونه الملازم مصطفى بيومي، وقوات قسم شرطة أول بنها برئاسة
النقيب محمود عادل ومعاونه الملازم محمد غلاب، بالتعاون مع مباحث قسم شرطة ثان
بنها برئاسة النقيب محمود علام ومعاونه الملازم محمد حسام، لسرعة ضبط الجناة،
وقاموا بتمشيط منطقتى عزبة المربع واتريب، وإلقاء القبض على المسجلين والمشتبه بهم
بالمنطقتين.
وفى إطار دائرة البحث، عثرت القوات على متعلقات خاصة بالقاتل عبارة عن
"شال"، كان يستخدمه لإخفاء هويته، وسقط من على وجهه داخل سيارة المجنى عليه
خلال مقاومته ودفاعه عن نفسه، كما رصدت كاميرات المراقبة بالمنطقة ٣ ملثمين
استقلوا دراجة بخارية، وقاموا بتتبع المجنى عليه حتى نفق منطقة كفر سعد، وبالوصول
للمكان المذكور، ورصدت الكاميرات شخصا رابعا انضم لباقى الجناة، وقاموا باستيقاف
المجنى عليه وقتله.
