رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

سير الصالحين.. عروة بن الزبير استأثر بالعلم دون غيره

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عروة بن الزبير بن العوام الأسدى القرشي، أبو عبد الله، أحد الفقهاء السبعة فى المدينة، كان عالمًا كريمًا، يُعد من الطبقة الثانية من أهل المدينة والتابعين، عاش بها وانتقل إلى البصرة ثم إلى مصر وعاد إلى المدينة.
توفى فيها سنة ٩٤هـ عن عمر يناهز السبعين عامًا، وروى الحديث عن كثير من الصحابة، وكان ثقة، كثير الحديث فقيهًا عاليًا مأمونًا ثبتًا.
كان «عروة» مؤثرًا للعلم، دون غيره، ومحبًا له، حتى إنه أوصى أبناءه على طلب العلم، قائلًا لهم: «يا بنى تعلموا العلم، وابذلوا له حقه، فإنكم إن تكونوا صغار قوم؛ فعسى أن يجعلكم الله بالعلم كبراءهم».
وحينما اجتمع إخوته مع عبد الملك بن مروان قال «عروة»: «أتمنَّى أن أكون عالمًا عاملًا يأخذ الناس عنِّى كتاب ربّهم وسنَّة نبيِّهم وأحكام دينهم، وأن أفوز فى الآخرة بِرِضا الله عز وجل، وأن أحظى بِجَنّته».
التابعى الجليل كان يقرأ كل يوم ربع الختمة فى المصحف ويقوم الليل، فلم يترك القرآن إلا فى الليلة التى قطعت فيها قدمه، بعد أن أصيبت بالأكلة، فنشرها له الطبيب وصبر على نشرها وهو يقرأ القرآن.
عُرف عن عروة بن الزبير السخاء، فكان سمحًا فيما يعطيه للناس، ومما أثر عن جوده أنه كان له بستان من أعظم بساتين المدينة، عذب المياه، ظليل الأشجار، باسق النخيل، وكان يسور بستانه طوال العام؛ لحماية أشجاره من أذى الماشية وعبث الصبية، حتى إذا آن أوان الرطب وأينعت الثمار وطابت، واشتهتها النفوس كسر حائط بستانه فى أكثر من جهة ليجيز للناس دخوله فكانوا يدخلونه، ويأكلون من ثمره ما لذ لهم الأكل، ويحملون منه ما طاب لهم الحمل، وكان كلما دخل بستانه هذا ردد قوله تعالى: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ}.
وكان «عروة» يُعد الصدقة هدية تُهدى لله عز وجل، فيقول لأبنائه: «لا يهدين أحدكم إلى ربه ما يستحى أن يهديه إلى عزيز قومه، فإن الله تعالى أعز الأعزاء، وأكرم الكرماء، وأحق من يختار له».