رابع فراعنة الأسرة الرابعة، ابن الملك خوفو واسمه يعنى «التجلى مثل رع»، تزوج من الأميرة «مراس عنخ»، لا يوجد اتفاق حول تاريخ حكمه، والمرجح أنه حكم بين عامى 2558 ق.م. و2532 ق.م، وهو بانى ثانى أكبر هرم فى الجيزة، بالإضافة إلى أبوالهول، إنه الملك خفرع، أحد أبرز ملوك الفراعنة وحُكام مصر.
بنى الملك خفرع، ثانى أهرامات هضبة الجيزة الشهيرة، من نوعية غير جيدة من قوالب الحجر الجيرى الصغيرة. والهرم يبدو للناظرين أكبر من هرم خوفو العظيم، وذلك لأنه بنى على مرتفع يزيد حوالى عشرة أمتار أو ثلاثة وثلاثين قدمًا عن مستوى الأرض الذى بُنى عليه هرم الملك خوفو.
كان الارتفاع الأصلى للهرم يبلغ حوالى ١٤٣.٥ متر، أما الآن فهو ١٣٦.٥ متر، كما يبلغ كل ضلع من أضلاع المربع الذى يُشكل قاعدة الهرم حوالى ٢١٥.٢٥ متر، وكان التخطيط الأصلى للهرم هو أن تُقْطَع غرفة الدفن تحت الأرض ويبنى الهرم فوقها، ومع ذلك فقد تم تحريك غرفة الدفن إلى الجنوب تحت الهرم.
للهرم مدخلان وطريقان هابطان على الجانب الشمالى، يؤدى أحدهما إلى غرفة الدفن، أما الفتحة الأخرى فهى أعلى من الأولى بحوالى ستة عشر مترًا، وما زالت قمة الهرم محتفظة بكسوتها من الحجر الأبيض المصقول حتى الآن، أما باقى الهرم فقد تآكل بعض الشىء نتيجة للنوعية الرديئة من الأحجار التى استعملت فى بنائه، ولكن بعض الأجزاء السفلى للهرم ما زالت محتفظة بغلافها الجرانيتى.
أما قمة الهرم فهى مفقودة، وتذكر المصادر أنه عند وفاة الملك خوفو هم ابنه «جد إف رع» لزوجة ملكية أن يقبض على مقاليد الحكم، إلا أن أخاه «خفرع» من أم ثانوية، تخلص منه لينفرد بالحكم، وبالفعل أصبح الملك «خفرع» ثالث ملوك الأسرة الرابعة بعد الملك سنفرو والملك خوفو.
بنى خفرع هرمه أقل من هرم أبيه من حيث الطول والحجارة، ولكنه اختار الهضبة العليا، لذلك نجد أن هرمه أطول من هرم خوفو، وهو مصنوع من الديوريت الصلب وتُبرز ملامح جسمه مدى قوة بنيانه، ويصوره التمثال وهو جالس على العرش ويرتدي الرأس الملكي والذقن المستعار، قابضًا يدًا وباسطًا أخرى كدليل على الشدة واللين مع رعيته وأيضًا توجد ألقابه تحت قدميه ويقف الإله حورس خلفه، وتضاربت الآراء حول الإله، فهناك رأي يقول إن الإله حور يقف وراءه دليلًا على أنه خليفته على الأرض، وأنه يقف بجانبه وساعده والرأي الآخر يقول إنه وراءه، لأن الملك عندما يموت سيصعد حورس مع الروح يحميها من الإلهة الشريرة مثل ست.
ويقع معبد الوادي للملك خفرع على حافة الوادي القريب من قرية نزلة السمان، ويواجه الشرق حيث يوجد ميناء كان متصلا بمرفأ، ومعبد الوادي هو أكثر أبنية المجموعة الجنائزية الخاصة بالملك اكتمالا، فيما عدا السقف، وكانت مداخل المعبد مغلقة بأبواب ضخمة، يعتقد أنها من خشب الأرز، بين المدخلين دهليز، عثر مارييت فيه على تمثال رائع للملك خفرع معروض حاليًا فى المتحف المصري، ومن الدهليز باب يقود إلى أكبر قاعات المعبد، ويحمل سقف المعبد بواسطة ستة عشر عمود جرانيت لا يزال العديد منها بحالة جيدة.
ومن المعروف أنه كانت توجد فجوات فى الأرضية، معدة خصيصًا لتثبيت وإقامة ثلاثة وعشرين تمثالًا ملكيًا، ويعتقد أن عمليات غسل وتحنيط الملك كانت تقام داخل المعبد، بالإضافة إلى الطقوس والصلوات.
