الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"الزردة" رحلة إلى الحياة البدائية في مطروح

متنفس ترفيهى للأهالى

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم المساحة الشاسعة التي تتميز بها محافظة مطروح، فإن وسائل الترويح عن النفس تكاد تكون قليلة، مما يدفع أبناء المحافظة الساحلية الصحراوية إلى البحث عن متنفس لهم للاستمتاع بالطبيعة الخلابة الساحرة التى وهبها الله لمحافظتهم، ومن أبرز هذه الوسائل هى الرحلات الخلوية والبحرية المعروفة فى اللهجة البدوية باسم «الزردة»، والتى يحرص عليها أبناء القبائل البدوية بالصحراء الغربية، وتعد متنفسًا ترفيهيًا للكبار والصغار.
ويحرص بدو الصحراء على تنظيم مثل هذه الرحلات فى شهر رمضان الكريم، حيث يقصدون الأودية الجبلية، أو المناطق الساحلية بالشواطئ البعيدة عن مدينة مرسى مطروح العاصمة، مثل منطقة أبو لهو البحري وسيدي حنيش ورأس الحكمة وغيرها، أو التوجه إلى المنطقة الصحراوية غرب المدينة وعلى طريق مطروح ـ سيوة الصحراوي.
ويبدأ الإعداد لهذه الرحلات قبلها بعدة أيام وبفترة كافية، ويتم شراء مستلزمات الرحلة، والتي قد تمتد لأكثر من يومين، من المواد الغذائية ومياه الشرب وأواني الطهي اللازمة، وتجهيز السيارات التي تقل أعضاء الرحلة وخاصة السيارات ربع النقل أو ذات الدفع الرباعي والتي تتمكن من السير وسط رمال الصحراء والأودية الجبلية والصخرية.
ودائمًا ما يصطحب الشباب معهم خروفًا أو جديًا حيًا، ويقومون بذبحه وسلخه في المكان الذى يقع عليه الاختيار، لتنفيذ رحلتهم والاستمتاع بالطبيعة الساحرة والمناخ المعتدل، ويقوم أحد أعضاء الرحلة بتقطيع الذبيحة وإعدادها للطهي، ويقوم شخص آخر بجمع الحطب الجاف من المنطقة المحيطة وإشعال النيران فيه لطهي الطعام.
وتعد المكرونة الجارية والأرز الأحمر أو الأصفر بلحم الضأن، من أهم المأكولات البدوية التي يتم إعدادها فى الزردة، كما يتم إعداد القلاية وهي عبارة عن «الكبد والكرش والطحال»، وهناك «المكمورة» وهي عبارة عن تقطيع الخضراوات شرائح مع اللحم وتترك على النار دون تقليب، وهناك العديد من الأكلات البدوية الشهيرة، وهذه الرحلات تعود بالشباب إلى الحياة البدائية القديمة التى كان يعيشها البدو قديمًا، وإذا كانت الزردة على البحر أو في منطقة قريبة منه، فقد يلجأ الشباب إلى صيد الأسماك والقيام بطهيها على الحطب وأكلها مع الأرز، بينما يقوم الباقون بالسباحة في مياه البحر، ولعب الكرة الشاطئية وعمل بعض مسابقات الجرى على الرمال، ويقوم بعض الشباب بطهي الخراف بطريقة الردم في الرمال، من خلال حفرة ليست بعميقة في الأرض يوضع بها الحطب وفروع الأشجار الجافة ويتم إشعال النيران فيها، ويوضع الخروف فوق هذه النيران على سطح معدني، ثم توضع صينية معدنية فوق الحفرة وتهال عليها الرمال ويترك حتى ينضج.
وبعد تناول الإفطار بهذه الطريقة، يقوم أحد أعضاء الرحلة بطبخ الشاي أي عمله، ويتم ذلك على الحطب وهو له مذاق مختلف عن الشاي الذي يتم إعداده على المواقد الحديثة أو الساخنات الكهربائية، وهناك نوعان هما الأخضر والأحمر ولكل منهما مذاق خاص.