الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

مسلسل "واحة الغروب" في مكتب النائب العام بعد دعوى أهالي سيوة

مسلسل «واحة الغروب»
مسلسل «واحة الغروب»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قام المحاميان محمد محمد هادى، وعبدالرحمن جبريل عبدالله، بالنيابة عن أهالى واحة سيوة التابعة لمحافظة مطروح، برفع دعوى قضائية للنائب العام، ضد فريق عمل مسلسل «واحة الغروب» الذى يعرض على الشاشة الصغيرة خلال شهر رمضان، لما آثاره المسلسل من احتقان شديد لدى سكان الواحة، لتزييف الحقائق التاريخية الخاصة بسيوة وتلفيقه بعض العادات والتقاليد التى التى لا تمت للحقيقة بصلة.
وتم رفع الدعوى ضد كل من رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية «النايل سات» بصفته، ورئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للإنتاج الإعلامى بصفته، ومخرجة العمل كاملة أبو ذكرى، وكاتبتا السيناريو والحوار مريم ناعوم وهالة الزغندى، والفنان خالد النبوى، والفنانة منة شلبى.
وأشار المحاميان إلى أن المسلسل تم بثه على بعض القنوات الفضائية الخاصة، وتدور أحداثه على أرض واحة سيوة فى نهاية القرن التاسع عشر الميلادى عقب فشل الثورة العرابية وإبان المرحلة الأولى من فترة الاحتلال البريطانى لمصر الذى بدأ فى أواخر عام 1882م، حيث قامت السلطات الحكومية والاحتلال بإصدار أحكامًا قضائية حيال الضباط الذين شاركوا أو أيدوا تلك الثورة بالنفى أو النقل لمناطق نائية، ومنهم ضابط بوليس يجسد شخصيته الفنان خالد النبوى، على أنه تكريم له فى الظاهر ولكن القرار يحمل بين طياته عقاب شديد لهذا الضابط، وتصحبه زوجته الإيرلندية الجنسية والمهتمة بالآثار وتجسد شخصيتها الفنانة منة شلبى، ليصطدم الاثنان بالواقع الأمنى والاجتماعى للواحة فى ذلك الوقت.
وأوضحت الدعوى أن الرواية الأصلية المأخوذ منها العمل من تأليف الكاتب الكبير بهاء طاهر، من خلال قراءتها يظهر الغش والتدليس من فريق العمل بأجمعه، والتى قامت بإحداث فتنة بين قبائل السيويين الشرقيين والغربيين، حيث تظهر أحداث المسلسل شيخ قبائل الشرقيين بأنه شرير لا يحب السلام وقلبه مملوء بالكره والغل للغربيين، ونسوا أنها كانت خلافات قبيلية وليست شخصية، وأن هذا الشيخ الجليل ما هو إلا رمز للقبيلة، وأن التاريخ يشهد على بطولة وشجاعة وفروسية هذا الشيخ وحبه إلى الواحة، وتم سرد أحداث العمل على عكس الواقع مما تسبب فى حدوث حالة من الاحتقان بين أهالى الواحة.
وأكدا أن أحداث المسلسل المتوالية أهانت المرأة السيوية، وما هى إلا رمزًا للكفاح تقف بجانب زوجها وأبنائها من أجل إعمار الواحة واستصلاح الأراضى، ولوح العمل بإشارت غريبة للزوجة التى يتوفى زوجها وأسموها «أمنا الغولة»، وأنها تجلس فى غرفة منفردة فترة طويلة من الزمن، مما استشعر نساء الواحة بالضرر البالغ على الجانبين الأدبى والمعنوى وتقليل شأنهن، علمًا بأن المسلسل يكاد أن يتسبب فى تجديد الخلافات القبلية القديمة، والثأر الذى كان قد انتهى منذ زمن بعيد ويجدد بركة الدماء التى سالت منذ عشرات السنين.
ويتمثل الأساس القانونى للدعوى فى مخالفة القانون والدستور فى بث ونشر أخبار كاذبة، بل وتتسبب فى إحداث ضررًا جسيمًا على أهالى الواحة، ومن أجل ذلك يجب أن ينفى هذا المسلسل وغيره من الأخبار الكاذبة والتاريخ المزيف للواحة، وسرد أحداث الرواية الواقعية للكاتب، وأهابا المحاميان بالمسئولين عن اتحاد الإذاعة والتلفزيون أن يبادروا بتصحيح ما وقع من تجاوز وأكاذيب وردت فى هذا المسلسل وغيره، وأهابا بالمسئولين عن الثقافة بالمسرح أن يعيدوا النظر فيما لديهم من قصص مستقاه من التاريخ والماضى والروايات وأن يسردوا الحقيقة وليس الزيف.
كما أهابا المحاميان بالقائمين بالرقابة على المصنفات أن يتابعوا للناس ما انتهوا إليه من رأى فأنهم إن سكتوا عما فيها من تجاوزات كانوا مقريين لها، وهم فى ذلك أثمون مخالفين، للحديث الشريف: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»، ولذلك قدما التماس للنائب العام بإصدار قرارًا بالتحقيق فيما سرد بالشكوى المقدمة واتخاذ اللازم قانونيًا ضد المشكو فى حقهم، وقرارًا أخر بوقف عرض المسلسل من البث بصفة مستعجلة لما يحتويه من وقائع مزيفة غير حقيقية.