قال الناقد الأدبي الدكتور حاتم الجوهري: إن شريف رزق رحل في وقت عصيب للغاية، ليزيد الهموم هما، رحل في وقت يتداخل فيه الهم العام مع الهم الخاص، رحل وجرح تيران وصنافير مازال طازجا بين قوسين أو أدني، رحل والأمة العربية في خضم تفكك جديد وربما سايكس بيكو جديدة وهيمنة أخري، رحل والمشهد الثقافي يعاني أشد المعاناة من حضور الخفيف الهائش وغياب الثمين الثقيل، رحل شريف رزق بعد أن واجه شبكة المصالح الحاضرة بقوة ورفع الصوت في وجهها، رحل بعد أن ترك إرثا نقديا وإبداعيا سوف ينهل منه الكثيرون من بعده.
وأضاف الجوهري في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"" ان ارتباطه بقصيدة النثر المصرية والتأسيس لها هو ارتباط مزدوج في ظني الشخصي، وكأنه يكتب عن الحبيبة الوطن، فحين غاب الوطن حضرت الحبيبة (قصيدة النثر)، مثلت قصيدة النثر عند شريف رزق صرخة في وجه انكسار المجال العام، وتكسر الشعارات الكبري، كانت هي مرثية النبي الأخيرة بعد سقوطه من أعلي، رغم أنني لا أتفق مع المشروع والنمط السائد لقصيدة النثر المصرية، إلا أن حواراتي مع شريف رزق تجعلني أقف على قناعة أنه كان يفهم ذلك وبدقة، ويقارب قصيدة النثر من زاوية خاصة به، وهي الاحتجاج على فشل نمط الحياة العربي وشعاراته في فترة ما.. وليس بقدر التأسيس لفكرة الهزيمة والانسحاق التي قد تبدو ظاهرة للبعض من الطبقة الأولى في تناوله.
وواصل الجوهري: أن شريف رزق اعتمد الأدب كوسيلة للمقاومة والبقاء في ظل مجتمع يتفسخ، وكدون كيشوت نبيل أشهر سيفه في وجه الكثير من طواحين الهواء في المشهد الثقافي العربي، تري هل لذلك علاقة برحيله المباغت! ليس ذلك المهم الآن، المهم أن شريف رزق سوف يظل حاضرا بروحه الطيبة السمحة، وبما كتبه بإخلاص وجد، رحمه الله رحمة واسعة وتقبله في فسيح جناته.
