رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

وزير الرياضة مستعرضًا ذكريات رمضان: "بركات وإحسان"

المهندس خالد عبد
المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استعرض المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، ذكرياته مع شهر رمضان المعظم منذ مرحلة الشباب وحتى استضافة مصر لكأس العالم للشباب تحت 20 سنة، ووجه وزير الرياضة رسالة إلى الشباب.
وكتب وزير الرياضة علي صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك":
ذكريات رمضان... بركات وإحسان
في بداية مرحلة الشباب كنا ننتظر حلول شهر رمضان الذى نشعر معه بحالة من السعادة والحيوية والانطلاق، حيث الانصراف المبكر من المدرسة والاستمتاع بما ينتجه التلفزيون المصرى –على قلته- من برامج ومسلسلات ومنوعات أعدت خصيصًا لهذا الشهر ونشاهدها جميعًا معًا وفي نفس التوقيت والدورات الرمضانية الكروية سواء قبيل الإفطار أو بعده وغيرها من مظاهر الاحتفال بهذا الشهر الكريم.
وتصادف وأنا في المرحلة الإعدادية أن شاهدت لأول مرة فيما كنا نشاهد في التلفزيون من أفلام عربية قبل الإفطار فيلم "في بيتنا رجل" قصة الروائى الكبير إحسان عبدالقدوس ومن إخراج المبدع هنرى بركات القبطى الذى صور طقوس شهر رمضان الكريم ومائدة الإفطار في البيت المصرى والاستماع إلى القرآن وانتظار المدفع وآذان المغرب -الذى استمعنا إليه في الفيلم بصوت رخيم للشيخ الجليل عبدالعظيم زاهر- كأروع ما يكون التصوير بأداء العمالقة حسين رياض وناهد سمير وزبيدة ثروت وزهرة العلا وحسن يوسف وبطل الفيلم العالمى عمر الشريف والنجم رشدى أباظة وحضور طاغى للأستاذين توفيق الدقن وعبد الخالق صالح وكيف كانت لحظة انطلاق مدفع الإفطار هي الفكرة الأساسية للفيلم وهى تختلف تمامًا عن فكرتى فى انتظار المدفع.
وبعد مشاهدة هذا الفيلم الذى تدور معظم أحداثه في شهر رمضان بما فيها من مشاعر وطنية فياضة امتزجت بالعاطفة الصادقة والإخلاص في العمل والقلق والمغامرة والدفء الأسرى المصرى الجميل أدركت ولأول مرة أن هذا الشهر من الممكن خلاله أن تعمل وتكافح وتُخْلص وتنتج بل وتتفوق. وأن هناك جانب آخر من العبادة والعمل والكفاح إلى جانب البهجة والترويح والانطلاق وإن اختيار الكاتب لزمن الأحداث ووقت آذان المغرب لم يأت من فراغ.
ولم تمض على هذه الفترة سنتان حتى حققت قواتنا المسلحة وشبابنا الباسل في رمضان - أكتوبر 1973 أعظم انتصار عسكرى واجتياز أكبر مانع مائى تعبره الجيوش في العصر الحديث، وكيف أن صيام القادة والجنود لم يكن أبدًا عائقًا أمام الكفاح والجهاد وإتقان العمل والتفانى في أداء المهام والإبداع في تنفيذها بل إن اختيار شهر رمضان لبدء الحرب كان أحد عناصر خطة التمويه المصرية. فعلًا "بركات" و"إحسان" كان لهما رؤية فنية ملهمة.
وفى هذه المرحلة من العمر يبقى الحصول على الشهادة العالية هو الحلم الذى ينتظره معظم الشباب، وتصادف في صيف عام 1981 وفى شهر رمضان تحديدًا أن أؤدى امتحان البكالوريوس ومشروع التخرج من هندسة القاهرة وتأكدت أيضًا أن الصيام لم يكن عائقًا أمام بذل الجهد والتركيز الذهنى والتوازن النفسى والنجاح بفضل الله. فعلًا لم يكذب "بركات" ولا "إحسان". 
وعندما استضافت مصر كأس العالم للشباب تحت 20 سنة لكرة القدم في صيف عام 2009، تم افتتاح البطولة خامس أيام عيد الفطر وتشرفت أن أكون مديرًا لها ويعلم الله كيف كان وفد الفيفا وخلال شهر رمضان بالكامل يراجع كل صغيرة وكبيرة في جميع الاستادات في خمس محافظات وكيف كانت السفارات الأمريكية والإنجليزية والألمانية -والتي كانت منتخباتها ضمن الفرق المشاركة- تتابع الأمر في كل لحظة نظرًا لبعض الظروف السياسية التي تزامنت مع وقت البطولة، وأكرمنا الله بالنجاح الباهر، ولم يكن الصيام عائقًا أمام السفر أو تفقد المنشآت وإنجاز الأعمال أو حضور الاجتماعات المتتالية والرد على جميع الاستفسارات بصبر وهدوء. وكان نجاح هذه البطولة بفضل الله سببًا في انضمامى لفريق العمل بالفيفا فى البطولات الكبرى. وكأن إبداع "بركات" و"إحسان" كان عاملًا محفزًا لإتقان العمل.
وأنا أدعو جميع شباب مصر أو يؤدى عمله بكل إخلاص في هذا الشهر الكريم ولا يؤجل أى إنجاز يمكن تحقيقه لما بعد انتهائه وأن يبذل كل الجهد ويأخذ بالأسباب العملية والعلمية حتى يكتب له النجاح بفضل الله ولا يبحث لنفسه عن مبررات لأى إخفاق –لا قدر الله-.
وشاءت الأقدار أن أؤدى اليمين الدستورية ولأول مرة بكل ما تحمله هذه اليمين من مسئولية وطنية كبيرة في رمضان في شهر يوليو عام 2013 وأدعو الله العلى القدير أن يرضى عنا ويكلل جهدنا بالتوفيق ويتقبل منا صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير.