الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

شريف رزق.. "في مجرة النهايات"

ودع قصيدته ورحل..

شريف رزق
شريف رزق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعب مفاجئ ونزيف في المخ؛ إغماءة سريعة أجبرت أسرته على نقله إلى مستشفى منوف العام؛ لم يكمل يومان بداخلها حتى وافته المنية.
وما بين دخوله المستشفى ووفاته، هاجت الدنيا وماجت؛ وتعالت الأصوات لمطالبة وزير الثقافة بإنقاذ الشاعر والناقد الكبير شريف رزق؛ سريعا انتهت الإجراءات لكن شريف لم ينتظرها ورحل مخلفا وراءه إرثا ثقافيا هاما.
شريف رزق المولود في محافظة المنوفية عام 1965 واحدًا من المبدعين القلائل الذين برعوا في الشعر والنقد معا، حصر تجربته الشعرية والنقدية على قصيدة النثر والحداثة في الشعر العربي؛ له حضورِ فاعلِ في المشهد الشِّعري الراهن؛ إبداعا وتنظيرا.
قدَّم لقصيدةِ النَّثر العربية مجموعة من الأعمالِ النَّقدية المهمة؛ تُعد المرجعَ الأساسي في بابها، ومنها:" شعر النَّثر العربي في القرن العشرين"، "قصيدَة النَثر في مشهد الشعر العربي"، آفاق الشعرية العربية الجديدة في قصيدة النثر"، "قصيدة النثر المصرية: شعريات المشهد الجديد"، "الأشكال النَّثر شعريةُ في الأدب العربي"؛ ومن خلال هذا المشروع النقدي تابع رزق الله مراحل تطور قصيدة النثر مصريا وعربيا أفاد شعراء جيله من كتاب قصيدة النثر والأجيال التالية،إذ وضع خارطة لمشهد القصيدة كاشفا عن مراحل تأسيسها وتطوراتها وما يعتمل في حاضرها من تجليات لغوية وأسلوبية وموضوعية".
أنجز مجموعةً من الأعمال الشِّعرية منها: "عزلة الأنقاض"، "لا تُطفِئ العتمة"، "مجرَّةُ النِّهايات"، "الجثَّة الأولى"، "حيوات مفقودة"، "أنت أيها السهو، أنت يا مهب العائلة الأخيرة"، "هواء العائلة".
وكان يعمل على كتاب جديد "شعريات ما بعد: قصيدة النثر العربية في السبعينيات والثَّمانينيات"، كما قرب من الانتهاء من كتابه "الديوان العربي" لأحمد راسِم؛ الَّذي جمع فيه شِعر راسم العربيَّ.
وسَاهمَ في تحرير مجلَّة "الشعر"، تحت رئاسة تحرير: خيري شلبي، كما اختير عضوًا في لجنة الشِّعر بالمجلس الأعلى للثَّقافة، وسَاهمَ في تأسيسِ مُلتقى قصيدة النَّثر، وترأسَ اللجنةَ العلميَّةَ به.
من ديوانه حيوات مفقودة يقول شريف: "لا شَكَّ أن كثيرين من قبلي عاشوا في هذا الجسد/ وأنني بالتأكيد عِشتُ قبل هذا الجسد في كائناتٍ أخرى من قبل/ صحيحٌ أنني لا أستطيع أن أتذكر من حيواتي المفقودة، على وجه الدقة، أشياءَ/ ولكنَّني على يقين بأن عديدين مِنّي ذهبوا، على التوالي، وبقيتُ وحدي/ وأنهم يتوافدون عليَّ ولا أراهم، ومع هذا فلم أزل قادرًا على الحياة "