قال الشاعر والكاتب محمود خير الله: أعتقد أن رحيل الشاعر والناقد الكبير شريف رزق يمثِّل خسارة فادحة للإبداع الشعري المصري عمومًا، وقصيدة النثر على وجه الخصوص، يكفي أنه كان ناقدها المصري الأقرب إلى روحها، ودعنا نكن صرحاء أكثر لنعترف أنه الناقد المصري الوحيد، الذي يكتب ناقدًا لقصيدة النثر، التي كتبها لسنوات طويلة، فبات الأقرب منطقيًّا إلى روحها، حينما مارس عليها دور الناقد، خصوصًا أن شعراء قصيدة النثر المصرية يعانون التصحّر النقدي، وندرة الأقلام الجادة التي تتصدَّى بالنقد والتحليل لقصائدهم، ما يعني أننا خسرنا تقريبًا ناقدنا "الوحيد".
وأضاف: لقد كانت روح شريف رزق سَمحة ومُحبة للدنيا، خلال الشهور الماضية، بصورة لا تُصدَّق، أنا وهو في الأصل لم نكن أصدقاء، لكننا تعارفنا خلال السنوات السابقة، وهو التقاني مرات وطلب مني نسخًا من أعمالي الشعرية، بودٍّ لا يمكن تصديقه، إلى أن اقترح في شهر مايو الماضي على الصديق الشاعر محمد القليني، أن يستضيفني في ندوة عن قصيدة النثر، لنمضي معًا واحدًا من أجمل الأيام في غرفة فندق في مدينة دمنهور، حيث شاركنا معًا- بالإضافة إلى الشاعرين الجميلين خالد حسان والعربي كمال- في ندوة عن "شعرية الخطاب اليومي في قصيدة النثر"، ولم أكن بغفلتي أدرك أنه سيكون لقاءنا الأخير.
وأكمل خير الله: يومها جلسنا سويًّا نحكي عن المرارات التي يعيشها المثقف المصري مع دُور النشر ومع الهيئات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة، كان شريف رجلًا طيبًا جدًّا، وودودًا إلى أقصى حد، أهداني جميع كتبه وحكى لي عن مرضه ورغبته في أن ينتج المزيد عن قصيدة النثر المصرية.
وختم خير الله بقوله: إنني أناشد وزارة الثقافة المصرية أن تنشر جميع مؤلفات الشاعر والناقد الراحل شريف رزق، ربما استطاعت أن تكفّر عن ذنوبها تجاهه، وتجاه الكثيرين من الجادين في العمل الثقافي.
