الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الطريقة "العزازية".. رجال نشروا الصوفية في جميع أنحاء العالم

الطرق العزازية
الطرق العزازية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ينتشرون فى مصر والعراق والمغرب وغالبية أتباعها من خريجى الأزهر والجامعات الإسلامية 

تعد محافظة قنا من المحافظات التى تنتشر فيها الطرق الصوفية بشكل كبير جدا، خاصة مع وجود ضريح سيدى عبدالرحيم القنائى بها، والذى يعد أحد أهم أقطاب الصوفية فى العالم العربى، وله مريدوه من كافة بقاع العالم.
أسست الطريقة على يد الشيخ عزاز الأكبر بن مستودع البطائحى، الذى ولد فى البطائح بالعراق سنة ‏٤٦٠‏ هجرية، وينتهى نسبه لسيدنا الحسين رضى الله عنه،‏ وذكره العلامة محمد بن يحيى التازمى الحلبى فى كتابه «قلادة الجواهر».
ومؤسس الطريقة هو الشيخ عزاز بن مستودع البطائحى، رضى الله عنه، أحد مشايخ العراق وأجلهم، وانتهت إليه رئاسة هذا الأمر، فى تربية المريدين فى البطائح، واجتمع إليه جماعة من الصلحاء ذوى المراتب وأخذوا عنه علم الطريقة، وانتفعوا به وأجمع العلماء على تعظيمه وتبجيله وقصد بالزيارات وكان متبعا لأحكام الشرع والسنة.
وانتشرت «العزازية» بمصر على يد حفيده الشيخ عزاز أبوذقن بن محمد البطائحى، الشهير بالمنطار، والكائن ضريحه بجبل المنطار، وتوجه إلى مصر، تنفيذا لأوامر جده عزاز الأكبر واستقر بالجزيرة البيضاء وهى قرية العزازى بمركز فاقوس بالشرقية حاليا، وتبعه عددا كبيرا من القبائل العربية مثل: بنوعمر وبنو زهير وبنو واصل وبطون من بني سليم من الحوتة، والذين منهم بيت أولاد الحوت ومنهم خليفة الشيخ إلى الآن.
قضى الشيخ عزاز أبو ذقن حياته فى تربية الأبناء، تربية روحية من أهم سماتها الزهد والتواضع والصدق ومكارم الأخلاق، وحب العلم وخلفه فى الطريق حفيده الشيخ خليل إبراهيم حسن، وهو من علماء الأزهر البارزين، وبرع فى العلوم الشرعية وعلم الفلك، وله مخطوطات فى علم التوحيد والفقه والنجوم والجغرافيا توفى رضى الله عنه عام ١٣٠٣ هجرية، ثم خلفه فى الطريقة، ابنه الشيخ محمد إبراهيم العزازى، وكان من علماء الأزهر وتوفى فى عام ١٩٤٧.
بعد وفاته تولى ابنه الشيخ محمد محمد إبراهيم مشيخة الطريقة، وكان من علماء البلاغة المشهورين بالأزهر الشريف، وكانت له مدرسة صوفية راقية تقوم على الالتزام بالكتاب والسنة والبعد عن البدع والتمسك بالأخلاق الفاضلة، وظل شيخا للطريقة حتي توفى فى فبراير ١٩٧٠.
بعد وفاة نجل «عزاز»، خلفه شيخ الطريقة الحالى ابنة المهندس عبدالرحيم محمد العزازى، عضو الطرق الصوفية والحاصل على بكالوريوس الزراعة جامعة الأزهر، ثم ليسانس أصول الدين جامعة الأزهر، وتفانى فى خدمة الطريقة وعمل على تنميتها وربط أبنائها بعضهم ببعض وتربيتهم تربية صوفية صحيحة.
لا يقل عدد أبناء الطريقة فى مصر عن ١٠٠ ألف منهم ٤ آلاف خليفة، كما أنها تضم حوالى ١٥٠ نائبا عن الطريقة بكل محافظات مصر، ولها نائب عام وهو الشيخ محمد محمد محمد إبراهيم العزازى، كما أن لها وكيلا عاما وهو الشيخ محمد عبدالرحيم محمد العزازى، ويقدر أتباع الطريقة حول العالم بـ٥ ملايين مريد، حيث ينتشر أتباعها فى العراق وباكستان والمغرب.
وتبدأ حضرة الطريقة بقراءة القرآن الكريم، ثم قراءة أحزاب وأوراد الطريقة وهى: دلائل الخيرات بردة الإمام البوصيرى قصيدة فى ركاب البوصيرى لشيخ الطريقة الأسبق العارف بالله محمد إبراهيم خليل العزازى، وبعدها يبدأ الحاضرون بالاستغفار لله مئات المرات وتختم الحضرة بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وقراءة دعاء سيدنا على بن أبي طالب كرم الله وجهه.
أسست الطريقة جمعية الصفا لتنمية المجتمع الإسلامى، لتقديم الخدمات الصحية والمساعدات المادية والإنسانية، وأيضا تأليف وطبع الكتب الصوفية الهادفة وتوزع مجانا على أبناء الطريقة ولها أيضا مكاتب لتحفيظ القرآن فى كل منطقة بها تجمع لأبناء الطريقة، وتقام هذه المكاتب بالجهود الذاتية ويقوم شيخ الطريقة بعقد ندوات بمعرفة السادة علماء الأزهر من أبناء الطريقة وأحبابها للتعريف بالمنهج الصوفى القويم الذي أساسه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
تنظم الطريقة العزازية، العديد من الاحتفالات خلال شهر رمضان المبارك، حيث تقيم السرداقات والساحات بجوار المساجد الكبرى لاستقبال الصائمين والمريدين، الذين يأتون من كل حدب وصوب لإحياء احتفالات الشهر الكريم، حيث تنظم الطريقة العزازية العديد من الاحتفالات خلال الشهر الكريم من خلال تجهيز المساجد وموائد الرحمن ودعوة قارئ القرآن وغير ذلك من الأمور الدينية والدعوية التى تنظمها الطريقة طوال الشهر الكريم من أجل إسعاد المريدين والأتباع من الصوفية وغير الصوفية.
يلتقى شيخ الطريقة العزازية فى شهر رمضان بجميع مشايخ الطرق الصوفية فى حفل إفطار جماعى يضم جميع أبناء الطرق الصوفية، يتم خلاله التباحث مع أبناء البيت الصوفى لإيجاد حلول للمشكلات التى يواجهونها، كما يتم استقدام علماء الطرق الصوفية لإعطاء دروس لأتباعهم خلال الشهر الفضيل، حيث يتبع الطريقة العزازية العديد من علماء الأزهر والأوقاف، حيث يتفرغون طوال الشهر الكريم لنشر العلوم الصوفية والدينية المختلفة.