الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

3 فتاوى نادرة لكبار العلماء ضد الإخوان

 الشيخ أحمد بن محمد
الشيخ أحمد بن محمد بن شاكر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد الأحداث الجسام التى مرت بها مصر فى الأربعينيات من القرن العشرين وما نتج عنها من دعوات تأسيس النظام الخاص، والذى جر الوبال على البلاد والعباد وأدى إلى ممارسات عنف تجاه الساسة من رجال الحكم والأحزاب فى مصر، أفتى ثلاثة من كبار العلماء المعاصرين فى الديار المصرية، بفتاوى بشأن حزب الإخوان وتنظيمهم الخاص وتعد هذه الفتاوى نادرة، فقد أخفاها الإخوان والمتعاطفون معهم عبر السنوات الماضية.
هذه الفتاوى هى لمحدِّث الشيخ أحمد بن محمد بن شاكر والشيخ محمد حامد الفقى مؤسس جمعية أنصار السنة المحمدية، وأقدم عضو مؤسس فى جماعة أنصار السنة المحمدية وهو الشيخ محمد عبدالوهاب مرزوق البنا.
الفتوى الأولى للشيخ شاكر بتحريم الاغتيالات
وقد أصدر هذه الفتوى بعد اغتيال محمود فهمى النقراشى على يد الإخوان ونشرت فى جريدة «الأساس» بعنوان «الإيمان قيد الفتك» بتاريخ ٢/١/١٩٤٩ وقال فيها إن الأحاديث فى هذا المعنى كثيرة متواترة، وبديهيات الإسلام تقطع بأن من استحل الدم الحرام فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، فحكم القتل السياسى أشد من القتل العمد الذى يكون بين الناس، والقاتل قد يعفو الله عنه بفضله وقد يجعل القصاص منه كفارة لذنبه بفضله ورحمته، أما القاتل السياسى فهو مصرٌّ على ما فعل إلى آخر لحظة من حياته يفخر به ويظن أنه فعل فعل الأبطال، وهناك حديث نصٌّ فى القتل السياسى لا يحتمل تأويلًا: «فقد كان بين الزبير بن العوام وبين على بن أبى طالب ما كان من الخصومة السياسية التى انتهت بوقعة الجمل، فجاء رجل إلى الزبير بن العوام فقال: أقتل لك عليًّا؟ قال: لا، وكيف تقتله ومعه الجنود؟ قال: ألحق به فأفتك به، قال: لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن؟!!»، فقد حرم الشيخ أحمد محمد شاكر كل أشكال الاغتيالات فى هذه الفتوى، وقال إن الإيمان يقيد المؤمن عن أن يتردى فى هوة الردة، فإن فعل لم يكن مؤمنًا مستندا لحديث النبى الإيمان قيد الفتك.
ومع ذلك يصر أيمن الظواهرى فى معظم إصداراته على نقل مقولات مبتورة من فتاوى الشيخ أحمد شاكر وينسى هذه الفتوى والتى قال فيها بالنص: «إن النقراشى أكرمه الله بالشهادة له فضل الشهداء عند الله وكرامتهم، وقد مات ميتة كان يتمناها كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، تمناها عمر بن الخطاب حتى نالها فكان له عند الله المقام العظيم والدرجات العلى، وإنما الإثم والخزى على هؤلاء الخوارج القَتَلة مُستحلى الدماء، وعلى مَنْ يدافع عنهم، ويريد أن تتردى بلادنا فى الهوة التى تردت فيها أوروبا بإباحة القتل السياسى أو تخفيف عقوبته؛ فإنهم لا يعلمون ما يفعلون ولا أريد أن أتهمهم بأنهم يعرفون ويريدون، والهدى هدى الله».
الفتوى الثانية للشيخ محمد حامد الفقى بشأن موالاة جماعة الإخوان للشيعة والكافرين
وقد قال بأن جماعة الإخوان توالى الكافرين من الغربيين وتجتمع معهم سرا وعلنا، كما وافقت على زيارات من الشيعة لهم فى المركز العام وتم الإعلان الذى نشرته مجلة الإخوان عن تمثيل رواية باسم المعز لدين الله الفاطمى منشئ القاهرة، وبانى الجامع الأزهر، من تأليف عبدالرحمن الساعاتى -شقيق المرشد العام- المسرحية التى تصور الفكرة، وتحابى الشيعة على مسرح الأوبرا يوم الأربعاء أول مايو سنة ١٩٤٦، وإخراج محمد منير.
وعدَّد الفقى أن هذا يعد سهما فى صميم العقيدة والأخلاق الإسلامية، ذلك هو التمثيل الذى جارت فيه جماعة الإخوان أولئك المرتزقة من الشيعة والكافرين من الغربيين.
الفتوى الثالثة للشيخ عبدالوهاب البنا ومخالفته لمنهج السلف الصالح
وهى للفقيه محمد بن عبدالوهاب البنا والتى قال فيها: «وكان أول من سنَّ بدعة الخروج على الحكَّام فى العصر الحديث هو حسن البنا، وذلك عن طريق المظاهرات والانقلابات، ولقد كنت فتى فى مُقتبل العمر حينما ظهر حسن البنا على الساحة، وأسس حزب الإخوان المفلسين، وكنت أصاحب شباب الإخوان -وأنا عمرى نحو تسع سنوات- إلى قصر الملك فؤاد -ملك مصر فى ذاك الوقت- وكنت لم أفقه شيئا بعد ونقول: «إلَى أنقرة يا ابن الْمَرَا.. وذلك أن الملك فؤاد أصله تركى فقد كانوا يجالسونه فى السر ويشتمونه فى العلن».
وفى نحو سنة ١٩٣٦م التحقت بأنصار السنة، وكان من ضمن أصفيائى ثلاثة شباب: حسن جمالى، ومحمد مُنْجى، ومحمد بشار، وهؤلاء الثلاثة كانوا من التنظيم السرى لجماعة الإخوان، رغم أنهم كانوا سلفيى العقيدة، وكان حسن جمالى ومحمد منجى دائمًا يجهران بالعقيدة السلفية، وكان حسن البنا يجاريهما بذكر كلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن عبدالوهاب، وقد استأجروا فيلا فى عزبة النخل، كانوا يصنعون فيها القنابل، وكان أجرؤهم حسن جمالي؛ فهو الذى كان يحمل القنابل ويرميها فى المحلات التجارية.
ويستكمل فى فتواه من تأصيلات البنا الفاسدة قوله: «إن كل الفرق المنتسبة إلى الإسلام على حق، ولذلك كان حزبه يجمع بين الشيعى، والخارجى».
وانتهت الفتوى بقوله «إن التفجيرات والأعمال الإرهابية والمظاهرات من منهج الخوارج والبغاة وليست من منهج السلف الصالح، وعليه فإن منهج الإخوان والبنا منهج يخالف السلف الصالح والسنة النبوية».