السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

المتطرفون في عيادة شاكر عبدالحميد للأمراض النفسية

الإبداع لمكافحة الإرهاب

الناقد وأستاذ علم
الناقد وأستاذ علم النفس شاكر عبدالحميد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى كتابه الصادر حديثا عن مكتبة الإسكندرية بعنوان «التفسير النفسـى للتطرف والإرهاب» يستكشف الناقد وأستاذ علم النفس شاكر عبدالحميد النظريات النفسية المختلفة التـى تتناول انضمام الأفراد للجماعات الإرهابية وتشكل ظواهر التطرف فى المجتمعات الحديثة؛ وعلى أساس التحليل النفسـى للظاهرة، تحاول إبراز ثقافة الإبداع كمدخل لمكافحة التطرف والإرهاب. 
تقع الدراسة فى أربعة فصول مترابطة وخاتمة، يمثل الفصل الأول إطارًا للدراسة ككل؛ وفيه يحلل الكاتب المفاهيم الملتبسة بظاهرة التطرف والإرهاب كخطوة لفهم أعمق لما تحتوى عليه من أبعاد نفسية واجتماعية وسياسية مركبة، ومن ثم، يذهب المؤلف إلى أن التطرف ظاهرة مركبة، وقد يصعب رؤيته، أو تحديده، ومع ذلك، فإنه يعرف، ببساطة، على أنه «مجموعة من المعتقدات والاتجاهات والمشاعر والأفعال والاستراتيجيات ذات الطبيعة البعيدة عن الحد المعتدل أو العادى»، وفى مواقف الصراع يتجلى التطرف بوصفه شكلاً حادًا من حالات الدخول فى صراع مع طرف آخر، ومع ذلك، فإن وصف أى أنشطة أو أفراد أو جماعات على أنها متطرفة، وكذلك التحديد للاعتدال، فى أى سياق، غالبًا ما يكون أمرًا ذاتيًا وسياسى الطابع أيضًا فى المقام الأول. 
يتناول الفصل الثانى فرضية نفسية أساسية فى تشكل التطرف، وهى تلك المتعلقة بالعمليات التـى يتم من خلالها تقسيم العالم إلى ذات وآخر بالنسبة للمتطرفين، ثم العمليات النفسية والاجتماعية التـى من خلالها يصبح هذا الآخر موضوع الكراهية والتطرف، ومن ثم العنف والإرهاب. 
ويقع فى المركز من هذه العمليات مفاهيم مثل الصور النمطية والأنساق المعرفية الجامدة التـى يتم على أساسها شيطنة الآخر وتسهل من غياب الذات الفردية فى ذات جماعية ترفع شعارات تبسيطية تدور حول إعلاء الذات الدينية أو العرقية أو الثقافية على حساب الآخر المختلف، وما يجعل هذه العمليات ممكنة وسريعة فى مجتمع ما هو سيادة القلق وانعدام اليقين. 
على هذا الأساس، يشير الكاتب إلى ظاهرة التطرف التـى سادت فى مصر فى أعقاب ثورة يناير قائلاً «أسهم ذلك كله فى تزايد مشاعر القلق فى المجتمع المصرى مع ما يصاحبها من مشاعر وأفكار متعلقة باختلال الشعور بالواقع وبالذات وفقدان لليقين، جراء ذلك الاستخدام المزدوج للدين؛ فهو مرة يستخدم للحض على السلوك القويم والرحمة والتكافل والتسامح وغير ذلك من القيم الإيجابية، لكنه يستخدم أيضًا، من أجل التحريض على كراهية الآخر ومن أجل تحقير المرأة وازدراء المختلف عنهم فى الدين أو الفكر أو الزى أو السلوك، مع ميل أيضًا للكذب والسرية والغموض والضغط العدائى بالكلام أو العدوانى بالسلوك البدنى أو القنابل أو الأسلحة على الآخرين». 
ويناقش الفصل الثالث عددًا من النظريات المطروحة لتفسير ظاهرة التطرف من منظور نفسـى من خلال التركيز على أبعاد تتعلق بعمليات التنشئة الاجتماعية التى تسهم فى ظهور اتجاهات متطرفة لدى بعض الأفراد، وكذلك تلك الخصائص النفسية المميزة لهم وغير ذلك من العمليات، ونبدأ بالحديث عن تلك الجهود المبكرة التى قام بها فى مصر أستاذ علم النفس الرائد الدكتور مصطفى سويف ومن خلال ربطه البارع بين التصلب والتطرف والتوتر والهامشية وغير ذلك من المتغيرات.