الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

السودان ولبنان.. الصمت مستمر تجاه أزمة قطر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم مرور أكثر من أسبوع على انفجار أزمة قطر بمقاطعة مصر والسعودية والإمارات والبحرين لها، ومع مؤشرات بإطالة أمد الأزمة، ما يتيح الفرصة لكافة الدول العربية أن تبدي موقفا واضحا حيال الأزمة، إلا أن دولتين مهمتين ما زالتا تقبعان في المنطقة الرمادية هما السودان ولبنان.
فالسودان لم تصدر سوى بيان يتيم أعربت فيه عن أمنيتها عن حل الخلافات الناشبة بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر، وأما لبنان فقد رأت أن تجنب نفسها الأزمة وتلتزم خط الحياد، مستخدمة الطريق الدبلوماسي بأن الأزمة خليجية وأن لبنان بعيدة عن أي موقف منها.

ويبقى في النهاية أن لكل من السودان ولبنان مواقف وتداعيات تخص كل منها على حدة تجاه الأزمة القطرية.
فبالنسبة لموقف السودان فقد يرجع إلى العلاقة الوطيدة بين نظام الرئيس السوداني عمر البشير والأسرة الحاكمة في قطر خلال سنوات الحصار الطويلة التي عانى منها السودان، وكذلك علاقته مع المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة والتي قدمت له دعما اقتصاديا علاوة على مساهمتها في اتصاله بالمجتمع الدولي؛ مما يبرهن على وقوع السودان في موقف حرج، فلا يعرف أين يتجه بموقف حاسم لإدراكه أن الأمور تتجه إلى منحدر خطير يصعب كبحه، خاصة مع إصرار كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر على شروطها، في مقابل رفض قطر الاستجابة للمطالب العربية.
وفي داخل المشهد السوداني لوحظ هجوم شديد من قبل الإسلاميين على الدول العربية الأربعة المقاطعة لقطر وصلت لحد التهديد الضمني، حيث قال الأمين العام للمؤتمر الشعبي في السودان: "نحن لا ندق طبول الحرب، على الرغم من وجود نذرها، ونؤكد أننا على اتصال مع جميع السفارات، ورسالتنا واحدة أن ما يحدث ليس من مصلحة الجميع".
وقد فسر مراقبون تصريحات "الحاج" بأنها خطيرة وتقع في منطقة التهديد من قبل الإسلاميين للدول العربية المقاطعة، وأنها تجاوزت حدود الأزمة.

كما استنكر "الحاج" وجود شخصيات ومؤسسات في قائمة الإرهاب التي أصدرتها الدول الأربعة منتصف الأسبوع الماضي، وخص بالذكر الدكتور يوسف القرضاوي، متسائلا: كيف يكون القرضاوي إرهابيا؟
وبحسب المراقبون للشأن السوداني فإن نظام البشير لن يتحرك هذه المرة للجم الإسلاميين، على خلاف ما يقوم به حينما يعمد بعضهم إلى التصعيد لنيل بعض المطالب التي تتعارض ومصالحه، لأنه في واقع الأمر يتبنى موقفهم حيال أزمة قطر، بالرغم من التزامه الصمت.
ويذكر هؤلاء بأن نظام البشير ولد من رحم الحركة الإسلامية الممثلة في جماعة الإخوان التي تقف اليوم قلبا وقالبا مع النظام القطري، الذي بدأ مسار تحالفه معها في عهد الأمير حمد بن خليفة آل ثاني بعد انقلاب قاده على والده. ويستبعد هؤلاء أن يقوم "البشير" باتخاذ أي خطوة ضد قطر، ويتفق مع هذا الرأي العديد من المحللين والدبلوماسيين العرب.
ويشير المراقبون إلى أن "البشير" سيضطر إلى حسم موقفه وعلانية مع إطالة أمد الأزمة، خاصة وأن السعودية لن تقبل بالموقف الغامض واللعب على الحبال، وما يخيف "البشير" هو تجدد العقوبات الأمريكية والتي من المنتظر أن ترفع بشكل نهائي نهاية يونيو الجاري.
أما على الجانب اللبناني فقد أجمع المحللون على أن العقل اللبناني ينظر للأزمة على أنها أزمة شخصية ولا تخص لبنان أو أن لبنان ليست طرفا فيها، فتتعامل لبنان مع الأزمة كما فكرها في حل أزماتها الداخلية بمنهج شخصنة الأمور لدرجة وصل إليها بعض المحللين أنهم أرجعوا الخلاف لخلاف شخصي بين أمير قطر تميم بن حمد وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقد عقد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اجتماعا، أمس الأول الإثنين، ضم سفيري مصر والإمارات والقائم بالأعمال السعودي، وقد أصدر السفراء بيانا وجهوا فيه وجاهة الأسباب التي دفعت بلدانهم لمقاطعة قطر، مطالبين لبنان بالانضمام لمواقف بلدانهم حسب ما تقتضيه مصلحة لبنان.
وقد تتفهم السعودية موقف لبنان المحايد تجاه الأزمة حفاظا على استقرارها الداخلي، لكن الامتناع عن اتخاذ موقف ضد دعم الإرهاب هو الأمر الذي تندهش منه السعودية، ولا يبدو مفهوما ولا مقبولا من قبلها.
وبحسب المراقبون مازالت الدبلوماسية اللبنانية، قاصرة عن فهم طبيعة الأزمة وحدودها، وتعتبر أن الموقف منها يتطلب بالضرورة الانحياز إلى صف السعودية ودول الخليج أو إلى صف قطر، في حين أن المسألة أدرجت خليجيا وعربيا ودوليا في إطار الحرب على الإرهاب.
كما أرجع المراقبون بحسب معلومات "البوابة" أن تحرج لبنان يأتي من رسائل خليجية رسمية إلى لبنان تحذر من دخول حزب الله على خط الأزمة ما يعني دعما مباشرا للإرهاب وهو ما على إثره ستضطر دول الخليج إلى قطع علاقاتها مع لبنان.