السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

عميد كلية الدعوة بالأزهر: الأخلاق الحميدة هى الترجمة العملية للعبادات

 الدكتور جمال فاروق،
الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية، أن الشريعة الإسلامية شاملة لجميع جوانب الحياة، فهي تنظم علاقة الفرد بربه وعلاقة الفرد بحياته اليومية في جميع أحواله، فقد جاء الإسلام وليس منحصرًا في النسك والعبادات، بل جاء الإسلام لتنظيم كافة شئون الحياة، مؤكدًا أن هناك كليات ومقاصد عامة جاء الإسلام بحفظها هى: حفظ الدين، والنفس، والعقل، والمال، والأنساب، مضيفًا أن الالتزام بحق الطريق يرتبط مباشرة بحفظ النفس.
وأضاف عميد كلية الدعوة الإسلامية خلال كلمته بملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، أن مفهوم الطريق في الإسلام، فأي ممر ولو زقاق يعد طريقًا في الإسلام ملكًا للمجتمع، وليست ملكًا لأحد إنما هى ملكية عامة، فلا يحق لأحد أن يضع فيها عراقيل أو أن يعيق حركة المسافر أو المريض الذي يحتاج الطريق لإنقاذ حياته.
وأكد أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) قد جاء بمكارم الأخلاق فقال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فالسلوك الطيب والأخلاق الحميدة هي الترجمة العملية للعبادات في الإسلام، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ أَحبَّكُمْ إِلَيَّ وَأقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الآخِرَةِ أحَاسِنُكُمْ أخْلاقًا"، وقال(صلى الله عليه وسلم): (الإيمان بضع وسبعون شعبة …) وجعل الطريق والمحافظة عليه وإماطة الأذى عن الطريق من الإيمان ومن متمماته، وجاء في الحديث: "أن رجلا نحى غصنا من طريق الناس فشكر الله له فأدخله الجنة".
وفي ختام كلمته، أكد على وجوب تكاتف الجهود وأن يتعاون الجميع لمصلحة الجميع فكلنا مسئولون، قال (صلى الله عليه وسلم): "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، مضيفا أن النبي قد أخبرنا أن الجلوس على الطريق لا يجوز إلا بحقه، فقال: "إياكُم والجُلوسَ على الطُّرُقاتِ”. فقالوا: ما لنا بُدٌّ، إنَّما هيَ مجالِسنا نتحدَّثُ فيها. قال: "فإذا أبَيْتُم إلاَّ المجالِسَ ؛ فأعطوا الطَّريقَ حقَّها"، قالوا: وما حَقُّ الطَّريقِ؟ قالَ: "غَضُّ البصرِ، وكفُّ الأذى، وردُّ السلامِ، وأمرٌ بالمعروفِ، ونهيٌ عن المنكَرِ".
منبها على الحقوق التي أوجبها الإسلام للطرق من غض البصر عن المحارم التي تخدش الحياء وتكون سببا في آفات أخلاقية كثيرة، وكف الأذى بكل أشكاله من الجالس على الطريق تجاه المارة، ورد السلام وما فيه من إشاعة الألفة بين أفراد المجتمع، قال (صلى الله عليه وسلم): "ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم" وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذه الحقوق إذا أديناها كفيلة بأن تضمن سيرًا آمنًا وعلاجًا ناجعًا لكل السلبيات والمخالفات على الطرق العامة، منبهًا أن المعتدي على الطريق يعرض نفسه للمساءلة أمام الله، فالسؤال يوم القيامة ليس عن العبادات وحدها، بل عن كل سلوك يصدر عن الإنسان.