وصلنا إلى منتصف السباق الرمضانى المشتعل هذا العام، والذى تنافس فيه الفنانون لحصد لقب الأفضل فى هذا الماراثون القوي، وبدأ الجمهور بالفعل فى إبداء رأيه فى الأعمال المتنافسة، وقام بتحديد مصير كل عمل من تلك الأعمال، وأبدى رأيه بحرية وبدون مجاملة.
فكانت للحلقات الأولى للأعمال الدرامية تأثير السحر على المتابعين، والتى استطاع البعض منها بقدرة المخرج وحبكة المؤلف وأداء الفنانين أن يخطف أنظار الجمهور إليها، وكان لروتينية وانخفاض أداء البعض الآخر وتكرار أفكاره وأحداثه سبب فى حصوله على القدر الأقل من الاهتمام، بالرغم من مشاركة كبار النجوم به، وحصوله على مبالغ إنتاجية طائلة، كما حدث بمسلسل «عفاريت عدلى علام» للنجم الكبير عادل إمام، الذى غاب عن المنافسة بقوة فى السباق الرمضانى الحالي، بالرغم من حرص الزعيم على التواجد للعام السابع على التوالي، إلا أن هذه المرة لم يحافظ عادل إمام على نسبة مشاهدته واهتمام الجمهور بمسلسله.
وتعد الأسباب المرجحة لهجر الجمهور لمسلسل «عفاريت عدلى علام» هى تكرار الزعيم لقصص مسلسلاته ورتابة شخصياته وطريقته المكررة فى السخرية من الأوضاع السياسية والاجتماعية والزوجية، وكذلك تشبثه بعدم تغيير طاقم العمل الخاص به كالكاتب يوسف معاطى والذى لاقى انتقادات لاذعة بسبب ضعف أعماله الأخيرة لعادل إمام.
وكان لوجود أعمال كوميدية مميزة ومتفردة ذات أفكار جديدة وطاقات شابة متألقة سبب أيضًا فى تراجع الزعيم عن عرشه، كمسلسل «ريح المدام» لأحمد فهمى وأكرم حسنى، ومسلسل «خلصانة بشياكة» لأحمد مكى وهشام ماجد وشيكو، ومسلسل «هربانة منها» لياسمين عبدالعزيز ومصطفى خاطر، وهى الأعمال التى لاقت نجاحًا كبيرًا بين متابعى الأعمال الكوميدية.
وللسنة الثانية على التوالى لم تلق أعمال الفنان مصطفى شعبان الدرامية قبول واهتمام الجماهير على الماراثون الرمضاني، وقدم شعبان فى هذا العام مسلسل «اللهم إنى صايم» إلا أنه لم يشهد أيه تعليقات إيجابية من قبل الجماهير أو النقاد، حيث وصفه البعض بالهابط، خاصة بعد إصرار شعبان على الظهور فى دور معشوق النساء.
وبالرغم من غيابها عامين عن الدراما الرمضانية إلا أن الفنانة سمية الخشاب، لم تستطع أن تثبت وجودها هذا العام أو أن تجذب المشاهدين لمسلسلها الجديد «الحلال» الذى تجسد فيه دور المرأة التى تدخل عالم الدجل والشعوذة لتأمين لقمة العيش.
وبالرغم من إشادة العديد من المتابعين لأداء أحمد السقا فى مسلسل «الحصان الأسود» إلا أنه لم ينل حظه الكافى من المتابعة وتصدر قوائم المنافسة، فيقدم السقا دور «فارس» الذى يعمل بالمحاماة ويفكر فى ترك المهنة التى يعمل بها بعد أن تركته حبيبته ليعيش صدمة كبيرة تجعله يقرر التخلى عن عمله، بعد أن تزوجت برجل غنى يكبرها فى السن والتى تجسد دورها الفنانة ياسمين صبري، وتقوم بدور فتاة تسمى حسناء تعمل فى مجال الإعلانات وتحاول إبعاد شقيقتها عن عملها خوفا من منافستها لها، ثم تتوالى الأحداث بمقابلتها لحبيبها القديم مرة أخرى باستغاثتها به بعد اختفاء زوجها ليتورط البطل فى عدة أمور لم يتوقعها.
واعتاد الفنان رامز جلال صاحب برنامج المقالب الأشهر فى الوطن العربى أن يأخذ لقب الأعلى مشاهدة طيلة السنوات السبع الماضية، ولم يخطر بباله أن من سيأتى لمنافسته فى هذا اللقب هذا العام، هو شقيقه الفنان ياسر جلال، الذى استطاع أن يتفوق على ذاته من خلال برنامج «ظل الرئيس» الذى يمثل أول بطولة مطلقة له، والذى برهن أنه كان يستحق تلك الفرصة منذ زمن بعيد، حيث استطاع جلال بقوة أدائه وتميزه الواضح أن يستقطب أكبر مشاهدة للجمهور، وأن يتصدر صفحات «السوشيال ميديا» للإشادة بأدائه المميز والمبهر، ليكون هو بمثابة الحصان الأسود للموسم الرمضانى الحالى حتى الآن.
كما استطاع الفنان أمير كرارة أن يلفت إليه ملايين المتابعين لمسلسله الأكثر منافسة «كلبش» والذى تفاعل معه الجمهور، وتابعه بحفاوة كبيرة، حتى أن صفحات مواقع التواصل الاجتماعى ضجت صائحة عندما قام أحد المحامين بتقديم بلاغ للنائب العام بوقف عرض المسلسل لاحتوائه على بعض المشاهد التى تنال من هيبة المحامين، وقاموا بإصدار العديد من «الهاشتاجات» التى تحتج وتطالب بوقف المسلسل.
ويثبت الفنان يوسف الشريف أقدامه الفنية عاما بعد عام، ويبرهن للجميع أن طاقته الإبداعية لا تتوقف عند حد معين، بل إنه يتجدد ويغير جلده كل عام عما يسبقه، فيقدم هذا العام المسلسل المتصدر لقوائم البحث والتداول «كفر دلهاب» الذى نال إشادة كبيرة حيث حققت حلقاته الأولى أكثر من نصف مليون مشاهدة.
