الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

إيمان الفراعين.. سنفرو الملك الأقرب لقلوب المصريين

سنفرو
سنفرو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مؤسس الأسرة الرابعة ووالد الفرعون الشهير «خوفو» صاحب الهرم الأكبر، حكم من العام 2613 ق. م. وحتى 2589 ق. م، تقريبًا واسمه يعنى «صانع الجمال»، تزوج من حتپ حرس، التى يعتقد أنها كانت ابنة الفرعون السابق، ووالده حونى الذى أنجبها من زوجة ملكية، بينما أنجبه من جارية، إنه الملك «سنفرو» الذى يُعد زوجه من «حتب حرس» جواز إلى العرش.
ترك «سنفرو» لأسلافه ذكرى طيبة جعلت منه أكثر الفراعنة شعبية، فقد استمرت الطقوس الخاصة به تُقام على المدى الطويل فى دهشور وسيناء بصفة محلية، وكان نموذجًا للملك القريب من النفوس.
سنفرو هو الاسم المختصر من «بتاح سنفروي»، أى «بتاح جملني»، وقد حكم سنفرو وفقًا لما جاء فى تاريخ مانيتون ٢٦ عاما، وذكرت بردية تورين ٢٤ عاما، ويذكر بالرمو الكثير عن أخبار سنفرو، ومنها أنه أقام عددا كبيرا من القصور والمعابد، كما يذكر أن الملكة «مرس – عنخ» هى أم سنفرو، ويرجح أنها كانت إحدى زوجات الملك حونى الثانويات، وأن سنفرو استحق وراثة العرش عن طريق زواجه بالأميرة «حتب – حرس» ابنة حونى التى حملت لقب «ابنة الإله» وأن زواجهما تم قبل وفاة حونى آخر ملوك الأسرة الثالثة، كما تؤكد الشواهد أن «سنفرو» جمع بين القوة والرحمة، فحكم وقاد بلاده وشعبه إلى حياة أفضل يظللها الأمن والسلام، كما انتعش فى عهده الاقتصاد بفضل تشجيعه لإقامة علامات تجارية مع فينيقيا وأحسن فى استخدام موارد بلاده، أرسل أسطولا بحريا مكونا من أربعين سفينة لإحضار أخشاب الأرز، «الصنوبر» من ميناء جبيل بلبنان، وهى الأخشاب التى استعملت وصنعت منها الأبواب وبعض الأجزاء الداخلية من أهرامات الملك.
ذكر أيضًا حجر بالرمو خبر تشييد ستين سفينة لكل منها ستة عشر مجدافًا، كما اهتم «سنفرو» بتأمين حدود مصر، فقام بحملة إلى بلاد النوبة ليعيد الأمن والطمأنينة إلى حدود مصر الجنوبية، وورد ذكر هذه الحملة على الوجه الثانى من حجر بالرمو، ومن خلال الأرقام يتضح مدى المقاومة التى واجهها الملك سنفرو هناك، وقد عاد جيشه بـ ٧٠٠٠ آلاف من الأسرى و٢٠٠ ألف رأس من الثيران والأغنام، وقد أطلق الملك سنفرو اسم «نحسيو»، أى السودانيين، وكان المقصود بهذه التسمية كل القبائل التى تسكن جنوبى الحدود المصرية، كما أرسل حملات تأديبية لبدو سيناء، الذين كانوا يغيرون على مناجم الفيروز والنحاس وقوافل التجار، وقد عثر على نقش له على صخور جبل المغارة، تمثل الملك سنفرو، وهو يؤدب الأسرى، كما استحق أن يمجد إلها حاميا للمنطقة إلى جانب المعبودين حتحور وسوبد.
كما أرسل حملة أخرى إلى ليبيا وأتى منها بـ ١١ ألف أسير و١٣ ألف رأس من الثيران والأغنام.
استحدث سنفرو خلال حكمه وظيفة وزير التى ظهرت لأول مرة فى عهده، وهو ما يؤكده وجود من يُمثل الأقاليم المصرية على جدران معبدالوادى بدهشور، وهو أقدم نقش للأقاليم المصرية عثر عليه، والذى اهتم بتنظيم وإدارة العمل فى تشييد هرمى الملك فى نفس المكان، فهذا الصرح العملاق استخدم فيه عددا كبيرا من الأحجار تجاوزت الثلاثة ملايين متر مكعب من الحجر الجيرى، بينما قدرت الأحجار التى استخدمها الملك خوفو فى بناء الهرم الأكبر بحوالى ألفين وخمسمائة متر مكعب، وهو ما يوضح مدى فاعلية التنظيم الإدارى المشرف على سير العمل.