عقد المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور حاتم ربيع أمين عام المجلس، مساء أمس، أمسية ثقافية بمناسبة مرور 25 عاما على استشهاد المفكر الكبير الدكتور فرج فودة، بعنوان "فرج فودة حضور رغم الغياب"، بمقر المجلس الأعلى للثقافة- بدار الأوبرا المصرية، وأدار الأمسية الناقد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، بحضور الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، الدكتور أحمد الشوكى رئيس دار الكتب والوثائق القومية، والشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى، والمهندس أحمد بهاء الدين شعبان، وإسحاق حنا، والدكتور خالد منتصر، والشاعر شعبان يوسف، والكاتبة الدكتورة عزة كامل، والدكتورة هدى بدران، ونخبة من المفكرين والمتخصصين وتلامذة ومحبى الشهيد فرج فودة.
وقال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق عندما ذهب فرج فوده فى مناظرته الشهيرة بمعرض الكتاب لن يقف يناظر محمد عمارة ولا الشيخ محمد الغزالى وإنما كان يناظر الدولة نفسها والذى كان يسير على هوا الجماعات الإسلامية، وهذه الجماعات الإسلامية لم ينشأئها فرج فوده ولم ننشأئها نحن ولكن تنشأئها الدولة فى صراعات اجنحتها مع اجنحتهم ومن هنا كان لابد لفرج فودة أن يكون على خصوم بجناح الدولة الذى يدعم هذا الجناح الآخر.
وأضاف "عصفور"، وأن السبب الحقيقى فى مقتل رفعت المحجوب هو أنه اتخذ قرارا بأن يتوقف مجلس الشعب عن مناقشة أسلمة القوانين، لأن القوانين المصرية ابتداءا من صدورها فى كل صياغاتها صيغت لكى تتناسب مع المبادئ الأساسية للشريعة الإسلامية، وهكذا ظل فرج فوده فارسا محاربا ويدافع عن الدولة بإستماته وما أكثر الكتب التى ألفها فى كل الموضوعات وانا شخصيا عندما كنت اراجع فى الصباح كل هذه الكتب لذلك كنت أحاول أن استرجع بعضها فى مكتبتى وكنت مندهش من هذا الكم من الكتب فهو واحدا من أبناء الجيل الذى أشرف لانتمائه إليه.
فيما قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، أنه فى هذه المناسبة العزيزة فى الثقافة المصرية والثقافة العربية وهى مرور ربع قرن على اغتيال الشهيد الدكتور فرج فوده رحمه الله، ومن بداية العام نحن نمتلك قائمة بالمناسبات الكبرى التى ينبغى الاحتفال بها بهذا العام وكان على رأسها هذه المناسبة، والحقيقة أن الدكتور فرج فوده نحتاج أن نقف أمامه كثيرا وطويلا لأنه حاله مميزة فى الثقافة المصرية والعربية.
وأضاف "النمنم"، ان فوده اول كاتب ومفكر استشهد بشكل مباشر، وصحيح أن جماعة الإخوان حاولت اغتيال العقاد سنه 49 وفشلوا وحاولوا كثيرا وكذلك مع طه حسين وفشلوا ولكن بعد وفاة طه حسين صدر له ثلاث كتب عن جماعة الإخوان المسلمين،
وأكد النمنم، أن فرج فوده حاله مختلفة لأنه أغتال فى الشارع على بعد مئات الأمتار من القصر الجمهورى وكانت حياته مهددة ولم يكن أحد يأخذ هذا التهديد على محمل الجد، وفى نهاية الأمر أنه طوال القرن العشرين حتى منذ أواخر القرن التاسع عشر كان على الكتاب والمفكرين المصريين أن يقدموا الضريبة دفاعا عن مدنية الدولة ووطنية الدولة وعلمانية المجتمع كى لا يتحكم بنا دولة دينية والتى اخذتنا إلى الجحيم.
ومن جانبه أضاف الدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، نحن فى هذه الأمسية شديدين الحرص على إحياء ذكرى أصحاب الفكر والتنمية فى المجتمع المصرى وتتزامن هذة الايام مع رحيل أحد القامات المصرية الثقافية وهو الدكتور فرج فوده، وحينما نذكره فنحن نقف أمام شخصية متميزة ذات فكر وكانت له آراء مميزة ونحى ذكرى وفاته بطبع أعماله حتى تصل إلى كل الأجيال.
فيما قال الدكتور أحمد الشوكى رئيس دار الكتب والوثائق القومية، أن نلتقى اليوم فى هذا المجلس لإحياء ذكرى فارس من فرسان الفكر وهو فرج فودة وفى هذا الإطار قامت دار الكتب بإعداد معرض دوريات يتضمن بعض المقالات التاريخية وما نشر عن حادث اغتياله مرورا بالتحقيق مع الجناة وما بين عامى 1990 و1992 ومن خلال عدد من الصحف المصرية ويظهر فى هذه المقالات بصفة عامه وأنه كان لا يشق له الغبار العديد من فروع الفكر والأدب والمعرفة وناقش العديد من القضايا وكأنه بيننا الآن ويحدد مواقع الخلل ويقترح لها الحلول.
فيما قدم الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى قصيدة بعنوان "شفق على سور المدينة".
فيما وجه إسحاق حنا الأمين العام للجمعية المصرية للتنوير التى اسسها فرج فودة، الشكر لوزير الثقافة والمجلس الأعلى وللسادة الحضور ونحتفل اليوم بالدكتور فرج فوده داخل مؤسسة رسمية وهذا يعد شيئا مشرفا ويسعد الجميع ولكن مع الأسف الشديد فى واحده تعد الأولى بهذا المفكر داخل مؤسسة حكومية،
وأضاف حنا، نحن نحتفل بقضايا وأفكار وآراء فوده ونعلم جميعا أن كل الإبداعات الفكرية تعيش وتبقى فى صدق مبدعيها، لأنه كان صادقا وأشد الصدق مع نفسه ومع وطنه فهو باق حتى اليوم.
وقال شعبان يوسف، حينما قرأت رسالة "سمر" ابنة الشهيد فرج فوده وهى تقول أنكم تحتفلون كل عام به ولكن انا احتفل به كل يوم.
وأعلن يوسف، أن أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى، أول أمس عن إطلاق اسم فرج فوده على الميدان الذى قتل فيه، ويعد شيئا متميز أيضا أنه يتم الاحتفال به داخل مؤسسة رسمية شيئ مشرف أيضا، والعمل على إعادة طبع كتب فرج فوده.
وأضافت الدكتورة عزة كامل، أنه دائما يتوجه للمستقبل، ويتميز ببصيرة واسعة ويستشهد بالمستقبل، وكان يستخدم مصطلح للدولة على أنها دولة علمانية ولم أطالب بفصل الدين عن المجتمع ولكن افصل الدين عن السياسة والدولة، وما يميزة انه كان يتوجه إلى الجمهور لكى يناقش افكاره، وأعتقد أن مشروعة التنويرى كان يرتكز على نقد الإسلام المعاصر ونقد الإسلام السياسى التاريخى والدفاع عن أسس الدولة المدنية الحديثة وكان يحس على أنه سيتم اغتياله فى كتاباته ومقالاته.
