السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الشوبكي خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية: التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا يمس بالأمن القومي العربي.. وتل أبيب تحاصرنا جميعًا الآن وتتغلغل في محيط أمننا القومي

جمال الشوبكي
جمال الشوبكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد سفير دولة فلسطين في جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، السفير جمال الشوبكي، إن التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا يمس بالأمن القومي العربي، حيث إن نجاح هذا التغلغل غير المتجانس مع القارة الأفريقية، يأتي حتمًا على حساب عدالة ومكانة القضية الفلسطينية في أفريقي، مطالبا الدول العربية بانه آن الأوان أن تتحرك للدفاع عن أمنها القومي العربي في مقابل ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد الشوبكي في كلمته التي ألقاها أمام أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين اليوم في مقر الجامعة العربية برئاسة الجزائر، ومشاركة الامين العام للجامعة العربية، اننا نشهد في هذه الفترة محاولات إسرائيلية محمومة للقفز على هذه القيم العربية والروابط التاريخية، حيث تحاول إسرائيل تسويق نفسها كدولة طبيعية مقبولة في محيطها الجغرافي، دولة تقدم الحلول لمشاكل الجيران، بل تدّعي أنها المُنقذ والمُخلّص للدول في محيطها القريب والبعيد، وكأن إسرائيل تريد من العالم أن ينسى أنها تسببت بنكبة الشعب الفلسطيني، وأنها قوة احتلال عمره 50 عامًا ومازال مستمرًا، وكأنها تريد من العالم أن يتعايش مع احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية، ويقبله.
وقال، ان دولة فلسطين طلبت عقد هذا الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة تنفيذًا لقرار رقم 674 الذي تبنته قمة عمان الدورة 28، التي عقدت في مارس الماضي، هذا القرار الذي أكد في فقرة من فقراته، على إعلان فلسطين الصادر عن قمة ملابو العربية الأفريقية لعام 2016، ومتابعة تنفيذه، وتعزيز العمل العربي مع الاتحاد الأفريقي لدعم قضية فلسطين، والتصدي لأي محاولات إسرائيلية للالتفاف على مكانة القضية الفلسطينية في القارة الأفريقية، وحث الدول الأفريقية على عدم المشاركة بأي مؤتمرات أفريقية إسرائيلية.
واكد مندوب فلسطين بالجامعة العربية على عمق الروابط والعلاقات بين الشعوب والدول العربية والأفريقية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأخص بالذكر العلاقات التاريخية بين حركات التحرر الأفريقية والقضية الفلسطينية، هذه العلاقات التي تأسست على القيم المشتركة المناهضة للظلم والاستعمار والتمييز العنصري، والتي شكّلت أحد الأسس للشراكة الإستراتيجية العربية الأفريقية.
وتساءل: "كيف لإسرائيل أن تقدم حلولًا لأفريقيا والشرق الأوسط، واحتلالها لفلسطين هو أكبر وأعقد المشاكل في العالم؟ كيف لدولة تُصر على الاستيطان والاستعمار، أن تكون صديقة وحليفة لدول عانت من الاستعمار طويلًا؟ كيف لدولة تطبق نظام فصل عنصري في فلسطين، أن تكون مُنقذة لشعوب عانت من الاضطهاد والتمييز العنصري؟ كيف لدولة تمارس الإرهاب بشكل يومي على الشعب الفلسطيني، بل وتصنع الإرهاب في محيطها، أن تكون حليفًا في الحرب على الإرهاب؟".
وأضاف الشوبكي أي قيم مشتركة يتحدث نتنياهو للمنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، التي عقدت قمتها في ليبيريا قبل أيام؟ وهل يظن أنهم يشتركون معه بقيم الاستعمار والظلم والقهر والعدوان والفصل العنصري. هذه هي قيم الاحتلال، وهي ليست قيمًا مشتركة مع أحد، بل هي قيم متناقضة مع العالم الحر بأسره، وليس مع أفريقيا فحسب.
وقال إن التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا، من جهة، يمس بالأمن القومي العربي، عبر التسلل إلى محيطه الحيوي، بل ومحاولة السيطرة عليه، ولا أدل على ذلك من الجولة التي قام بها نتنياهو في شهر تموز من العام الماضي في عدد من الدول المطلة على حوض النيل، وأيضًا القمة التي شارك فيها قبل أسبوع في غرب القارة الأفريقية، قمة منظمة الإيكواس، والأخطر من هذا وذاك، هو ما يُسمى بقمة أفريقيا إسرائيل، التي يسعى مع جمهورية توغو لتنظيمها في شهر أكتوبر القاد، مؤكدا ان هذه القمة إن عقدت يمكن أن نصفها بغير الشرعية، لأنها تعقد باسم أفريقيا دون أن تحظى بغطاء شرعي أو توافق داخل الاتحاد الأفريقي.
وأوضح الشوبكي أن نجاح هذا التغلغل الإسرائيلي غير المتجانس مع القارة الأفريقية، يأتي حتمًا على حساب عدالة ومكانة القضية الفلسطينية في أفريقيا، فلطالما كان قادة الاحتلال ينظرون إلى قارة أفريقيا ككتلة فيها عدد كبير من الأصوات التي ظلوا يطمعون بالحصول عليها. ومع الأسف، فقد نجحت إسرائيل بتعديل نمط تصويت عدد من الدول الأفريقية، فتحول من (نعم) لصالح قرارات القضية الفلسطينية إلى امتناع عن التصويت، وبعض الأصوات الأفريقية تحولت إلى أصوات معارضة، كما هو الحال مع توغو التي صوتت ضد قرارات فلسطين الأخيرة في مجلس حقوق الإنسان واليونسكو ومنظمة الصحة العالمية.
وقال إن المفارقة تأتي أن جمهورية توغو، وبعض الدول الأفريقية الأخرى التي عدّلت نمط تصويتها لغير مصلحة الحقوق الفلسطينية، هي دول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي أنشئت عام 1969 لحماية المقدسات الإسلامية في القدس والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وينص ميثاقها وأهدافها ومبادئها على ذلك.
وأشار إلى أن إسرائيل التي نجحت في رئاسة اللجنة القانونية السادسة في الأمم المتحدة قبل أشهر، نجحت قبل أيام بالحصول على موقع نائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي سائرة في طريق الحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن لعام 2019 و2020، وهي ذاتها دولة الاحتلال التي تحاول الحصول على عضوية مراقب في الاتحاد الأفريقي، وتقوية نفوذها هناك، مشيرا ان إسرائيل التي انحسر تمثيلها الدبلوماسي في القارة الأفريقية إلى خمس دول فقط عام 1974، أصبح لها اليوم علاقات دبلوماسية مع ما يقارب 45 دولة في أفريقيا.
وشدد الشوبكي في كلمته، أن إسرائيل التي كان يحاصرها الوطن العربي قبل سنوات، أصبحت هي التي تحاصرنا جميعًا الآن، وتتغلغل في محيط أمننا القومي العربي، مستغلة الأزمات والنزاعات وحالات الوهن والضعف التي يعاني منها عالمنا العربي.
وقال: "إنه يجب الا يتوهم أحد بالنوايا الإسرائيلية، فهي كالماء المالح كلما شربت منه عطشت أكثر، وهي بالتأكيد ليست تلك الجمعية الخيرية التي تعطي هنا وتمنح هناك بدافع الخير والكرم، لكنها تبحث عن ربح في كل الحالات، في ميدان السياسة وفي ميدان الاقتصاد، وهي تبحث عن فتح أسواق في أفريقيا لاستخباراتها وأسلحتها المتطورة التي طالما نهشت أجساد أطفالنا، وتوغلت في دماء نسائنا وشيوخنا في فلسطين وبقية الأراضي العربية المحتلة. وفي هذا الشأن بالذات، فقد ارتفعت قيمة تصدير السلاح الإسرائيلي من 74 مليون دولار عام 2009، إلى 250 مليون دولار عام 2016".
وطالب الشوبكي الدول العربية بانه آن الأوان أن تتحرك للدفاع عن أمنها القومي العربي في مقابل ما تقوم به دولة الاحتلال، وعلينا أن ننظم تحركنا وأن نفعل أكثر مما نقول، هذا إذا كنا لا نرغب أن نرى إسرائيل عضوًا في مجلس الأمن، أو عضوًا مراقبًا في الاتحاد الأفريقي.
كما طالب، بمزيد من التعاون والتواصل العربي الأفريقي، على سواء على المستوى الثنائي، أو على مستوى متعدد الأطراف، استكمالًا للقمم العربية الأفريقية التي انعقد آخرها، القمة الرابعة، في جمهورية غينيا الاستوائية، نوفمبر 2016، بعد قمة ناجحة ومؤثرة جدًا رأستها دولة الكويت الشقيقة عام 2013، ومن المنتظر أن تعقد القمة الخامسة القادمة في المملكة العربية السعودية عام 2019.
ودعا الشوبكي، بالاستمرار بوضع القضية الفلسطينية والتصدي للمحاولات الإسرائيلية للالتفاف عليها، ضمن أجندة أي تعاون أو حوار سياسي ثنائي بين الدول العربية والدول الأفريقية، وضمن خطط وبرامج أي تعاون سياسي اقتصادي وتنموي وثقافي عربي أفريقي، بما يشمل القطاعات الحكومية المختلفة، والوكالات العربية للتعاون الدولي، والصناديق والمؤسسات المالية العربية التي تعمل في مجال التعاون العربي الأفريقي.
واكد مندوب فلسطين، انه يجب تعزيز التنسيق والتعاون بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي لمتابعة كافة مجالات دعم القضية الفلسطينية، ومتابعة تصويت الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي لصالح قرارات دولة فلسطين في المحافل الدولية، وكذلك التصدي لترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن عامي 2019-2020، وتنفيذ الخطة التي أعدتها الأمانة العامة في هذا الشأن.
وشدد على ضرورة حث مجالس سفرائنا وبعثات الجامعة العربية في الدول الأفريقية بمتابعة التغلغل الإسرائيلية في القارة الأفريقية على حساب القضية الفلسطينية، والتحرك في العواصم الأفريقية لصيانة مكانة القضية الفلسطينية، ورفع تقارير وتقييمات دورية في هذا الشأن إلى مجلس الجامعة.
ووجه الشوبكي في ختام كلمته، بالشكر والتقدير للجهود التي يبذلها الأمين العام أحمد أبو الغيط في هذا الإطار، ونعبر عن ثقتنا بأن معاليه والقطاعات المعنية في الأمانة العامة سيعملون بشكل حثيث على تنفيذ الخطة التي قدمتها الأمانة العامة في هذا الشأن، من خلال الاستمرار بالتواصل مع وزراء خارجية وسفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، وتشكيل آلية داخل الجامعة العربية لمتابعة موضوع التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا، وتقديم تقارير وتقييمات وتوصيات بتحركات في هذا الشأن.