استيقظت
"إيمان.خ"، ذات الـ17 ربيعًا، فى الساعة الـ5 فجرًا وقررت أن تهرب من
منزل والديها؛ لأنها لم تتحمل رفضهم زواجها من حبيبها "أحمد" نظرًا
لوجوده بالسجن، واتفقت مع صديقتها "ولاء.ع"، أن تقف بجانبها حتى عودة
حبيبها وخروجه من الحبس لتتم خطبتهما بعيدًا عن أهلها، فأخبرتها الثانية أنها هى
الأخرى تركت منزل والدها ومقيمة مع أحد معارفها شاب يدعى "إبراهيم.م"،
الشهير بـ"ظيطة"، بشارع عبدالعزيز، بمنطقة عزبة الزراعة بمدينة بنها،
التابعة لمحافظة القليوبية، ليحميها من والدها ومن علاقته الآثمة معها.
وتوجهت "إيمان"
إلى منزل "ظيطة"، وفى اليوم التالى علمت بأن أهلها علموا بمكانها
فاختارت الانتحار وألقت بنفسها من شرفة الدور الرابع بالعقار لتنهي حياتها بدلًا
من أن تعيش بعيدًا عن حبيبها.
وتوجهت "البوابة نيوز"، إلى موقع الحادث للتحقيق فى
الواقعة ومعرفة ما حدث حاولنا دخول منزل المدعو "ظيطة" لكننا وجدنا
البوابة مغلقة بجنزير وقفل، فاستوقفنا إحدى الجارات تدعى "فاطمة"، أثناء
مرورها أمام المنزل، وأكدت لنا أن "ظيطه" كان يقيم مع والدته المُسنة
بمفردهما، بعدما تركتهما شقيقته الوحيدة واستقلت بحياتها بمسكن آخر بسبب أفعال
البلطجة التي يمارسها.
وأضافت الجارة، أن عقب تلك الواقعة جاءت شقيقته وأخذت والدته
وقرروا بيع المنزل.
والتقينا "أميرة"، مقيمة بالمنزل المجاور لإبراهيم
ظيطه، وقالت: إننا فوجئنا عقب انطلاق مدفع الإفطار مباشرةً بصوت دبة وعند خروجنا
للشارع وجدنا فتاة مجهولة ملقاة على الأرض فاقدة للوعي، وبالاقتراب منها تأكدنا
أنها متوفيه، قائلة: "افتكرناها واحدة كانت معدية من الشارع وخبطتها عربية
وجريت، مخطرش على بالنا أبدًا أنها تكون واقعة من البلكونة لأننا مشفنهاش فى
الشارع قبل كده"، وعلى الفور قمنا بإبلاغ الشرطة.
وأضافت أميرة، أنه عقب مرور 30 دقيقة من الواقعة، حضرت أسرة
الفتاة الذين صُدموا حينما وجدوا ابنتهم مُلقاة على الأرض والدماء تحاوطها من كل
اتجاه، قائلين:"جالنا تليفون أن بنتنا موجودة هنا مكناش نعرف أننا هنيجي
نلاقيها ميته".
وكشفت لنا أم أحمد، إحدي سكان المنطقة، مفاجآت عن الواقعة،
موضحة أن اثناء بحث اهلها عن سبب وفاة ابنتهم بهذه الطريقة، نظرت والدتها إلى
الأعلي لتجد المفاجأة الكبري وهى وجود طرحة نجلتها على أحد أحبال الغسيل بشرفة
منزل ابراهيم ظيطه، فقالت بصوت تصحبه اللهفة:"طرحة إيمان بنتى أهي"،
وحينما نظرنا وجدنا فرع زينة وحبل غسيل مُقطعين بشرفة الدور الثاني بالمنزل،
وحينها تأكد جميع الحضور أن الفتاة سقطت من أعلى المنزل.
أما المفاجأة الثانية التي
فجرتها أم أحمد، أصابت تساؤلات الجميع، قائلة: "لما المباحث جت وسألت عن اللى
حصل أسرة البنت متهموش حد بوفاتها بل بالعكس اتهموا بنتهم بأنها كانت تعاني من مرض
نفسي حتى لا يورطوا ظيطه فى قتلها، مضيفين ان ابنتهم القت بنفسها من أعلي المنزل
خوفًا منهم".
ومع انتهاء جولتنا التقينا شاب يدعي "ح"، اكد أن منزل
"ظيطه" يعتبر مخبئ للسيدات والفتيات، مشيرًا إلى أن الفتاة المنتحرة
اقدمت إلى منزل ابراهيم هاربه من اهلها فى الساعة السادسة من صباح يوم الواقعة،
بالإضافة إلى أن هناك فتاة أخري فوجئنا بها يوم الواقعة مختبأة داخل منزله، منذ ما
يقرب من 7 أيام.
وأضاف الشاب، أن ابراهيم تلقي مكالمة من أهل الفتاة يخبروه
بأنهم علموا بأنها تختبئ عنده، وحينما سمعت الفتاة المكالمة وعلمت بقدوم اهلها
حاولت الهرب لكن ابراهيم منعها واغلق الأبواب، الأمر الذى دفعها بأن تنهي حياتها
انتحارًا فتوجهت إلى أقرب مكان وهو شرفة الغرفة والقت بنفسها حتى لقيت مصرعها فى
الحال.
وكشفت التحريات التي
أجرتها قوات قسم بنها أول، أن الفتاة تمر بأزمة نفسية نتيجة ارتباطها بقصة عاطفية
بشاب يدعى "أحمد"، مسجون بشبين الكوم على ذمة قضايا إيصالات أمانة.
وأضافت التحريات أن الفتاة هربت من منزل أهلها لرفض أهلها تلك
العلاقة، وقررت عدم الرجوع حتى يعود حبيبها وتتم خطبتهما، وتوجهت إلى إحدى صديقتها
تدعى "ولاء.ع"، التي تركت منزل أهلها هى الأخرى منذ أسبوع وفضلت اللجوء
لأحد معارفها شاب يدعى "إبراهيم. م"، الشهير بـ""ظيطة"،
نظرا للاعتداء الجنسي الذي تتعرض له من قبل والدها.
وأوضحت التحريات أن أهل الفتاة قاموا بالتواصل مع
"أحمد"، وطلبوا أن يخبرهم بمكانها، فأخبرهم بمكان تواجدها حفاظا على
سلامتها وعودتها لأسرتها، وحينما أخبر الفتاة بأن تعود مع والدتها انزعجت ورفضت
الرجوع، فطلب "أحمد" من المدعو "ظيطة" أن يتحفظ عليها لحين
وصول أهلها وألا يتركها حتى لا تضل الطريق.
وأشارت التحريات إلى أن يوم
الواقعة علمت الفتاة بمجيء والدتها فحينها تأكدت أنه لا مفر من الرجوع سوى
الانتحار فأقدمت على إلقاء نفسها من شرفة الدور الرابع، ولقيت مصرعها بالحال.
البداية لتلقى اللواء أنور سعيد مدير أمن القليوبية إخطارا من
العميد حسام الحسينى، مفتش المباحث بقيام فتاة بإلقاء نفسها من الطابق الرابع،
بإحدى العمارات، بعزبة الزراعة ببنها.
وبانتقال اللواء علاء سليم، مدير مباحث القليوبية، والنقيب
محمود عادل رئيس مباحث قسم بنها أول، والملازم محمد غلاب معاون المباحث، لمكان
الواقعة تبين أن الفتاه المنتحرة تدعى، "إيمان. خ" 17 عاما، تركت منزل
أهلها لتتزوج من شاب يدعي "أحمد"، ولقيت مصرعها انتحارا.
تم تحرير محضر برقم ٢٢٢٧ إداري قسم أول بنها لسنة ٢٠١٧، وتولت
النيابة التحقيق.
