الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إيمان الفراعين.. "حوني".. آخر ملوك الأسرة الثالثة

لعب دورًا فى تطوير شكل المقابر الملكية

الملك حوني
الملك حوني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
آخر ملوك الأسرة الثالثة، كان متزوجا من الأميرة «مرسى عنخ»، تكرر ذكر اسمه فى قوائم ملوك الفراعنة، وجاء فى إحدى البرديات التى تنتمى لعصر الدولة الوسطى أنه تولى الحكم بعد الملك «نب كا»، وأن الملك «سنفرو» مؤسس الأسرة الرابعة قد تولى الحكم بعده، كما تأكد ترتيبه كآخر ملوك الأسرة الثالثة، فى نص أدبى ألفه كاتب يُدعى «كا إبرسو» من عصر الرعامسة.. إنه الملك «حوني» آخر ملك الأسرة الثالثة.
تُشير بعض مراجع الآثار إلى أن الملك «حوني» هو الذى بدأ بناء هرم ميدوم، - القابع بمنطقة ميدوم بجوار ممفيس على الضفة الغربية لنهر النيل فى محافظة بنى سويف، على بعد حوالى ١٠٠ كم جنوب القاهرة - ولكنه مات دون أن يُكمل بناءه فأتمه الملك «سنفرو» بعد ذلك، فالتصق اسم سنفرو بذلك الهرم، وهذا مما جعل كثيرا من قدماء المصريين من بناء الدولة الحديثة ينسبون هذا الهرم إليه فى نقوشهم على حجارته، عندما كانوا يأتون إليه لزيارته، ويعتبر هرم ميدوم أول شكل كامل للهرم فى العصر القديم.
وقد قاموا أولًا ببناء مصطبة أقيمت على مربع، ومدخلها من الشمال كالمعتاد، وبه عدة ممرات تصل فى النهاية إلى حجرة الدفن التى يقع نصفها تحت سطح الأرض، والنصف الآخر فوقه بناء المصطبة. 
وبعد ذلك أضيفت ست طبقات، وبعد ذلك كُسيت جوانب المصاطب بحجر جيرى ناعم أبيض، تم قطعه من محاجر طرة، فأصبح مظهره الخارجى مثل شكل الهرم الكامل الصحيح، وطول كل ضلع من أضلاع الهرم حوالى ١٤٤ مترًا وارتفاعه ٩٢ مترًا، 
اختار الملك «حوني» منطقة «ميدوم» لتشييد مجموعته الهرمية التى قدر لها أن تلعب دورا مهما فى تاريخ تطور المقابر الملكية فى الدولة القديمة، ولكنه لم يتم استكمال تشييدها، فأتمها الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة، والذى يعتقد أنه ابن الملك حونى، وهو السبب الذى دفع البعض إلى نسب الهرم إلى الملك سنفرو،
وترجع أهمية هرم «ميدوم» لكونه همزة الوصل بين بين الأهرامات المدرجة فى الأسرة الثالثة والهرم الكامل فى الأسرة الرابعة، وهو بذلك يمثل مرحلة مهمة فى تطور المقبرة الملكية، ويطلق على الطراز المعمارى لهذا الهرم اسم الهرم ذىالطبقات وهو يختلف عن الأهرامات المدرجة، وهو مرحلة انتقالية إلى الهرم الكامل، ويتكون الهرم من نواة أو برج فى الوسط أحيط بها من الجوانب الأربعة سبع طبقات من الحجر الجيري، ولكل طبقة كسوتها الخارجية ثم ملأوا الفراغات بين الطبقات، وأضافوا طبقة ثامنة لُيصبح الشكل النهائى هرما كاملا تم كسوته من الخارج بحجر جيرى جيد، وكان ارتفاع الهرم عند اكتماله ٩٢ م وطول القاعدة ١٤٤ م، وزاوية الميل ٥١، ويقع مدخل الهرم على ارتفاع ٣٠ م، من مستوى سطح الأرض، ويؤدى إلى دهليز هابط طوله ٥٧ م، يوصل إلى دهليز أفقى ينتهى ببهوين ثم بئر عمودية فى أعلاها حجرة الدفن ومساحتها ٥.٩٠ × ٢.٦٥م، وتقع أرضية حجرة الدفن فى مستوى قاعدة الهرم وسقف الحجرة من طراز السقف ذى الدرجات الذى يطلق عليه «كوربل» Corbel ويتكون من ٧ درجات وقد عثر بها على بقايا تابوت من الخشب، كذلك عثر على دعامات خشبية فى سقف الحجرة كتلك التى استخدمها سنفرو فى هرميه فى دهشور.