الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة" تحاور جيران المتهم بـ"سم طفليه" في الهرم.. أحضر الضحايا من منزل زوجته الأولى قبل 15 يومًا.. ووضع "مبيد حشري" لهما في وجبة السحور ثم حاول الانتحار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دائمًا نسمع أن الأب هو مصدر الأمان داخل الأسرة، ويسعى إلى حمايتها وتلبية متطلباتها، حتى أنه قد يتطلب منه الأمر إلى التضحية بحياته أو تعريضها للخطر في سبيل عدم تعرضهم للأذى، ولكن هذا على خلاف ما حدث مع سمكري الهرم، فقد سيطر الشيطان على تفكيره وجعله يتخذ قرار إنهاء حياة طفليه دون أن يأخذه بهم رحمة أو شفقة.

 داخل منطقة فيصل بدائرة قسم شرطة الهرم تجولت "البوابة نيوز" بشوارع المنطقة، للوقوف على ظروف وملابسات الواقعة، وبمجرد الوصول إلى العقار الذي تقيم به أسرة الزوجة الثانية للمتهم، كان الغموض يسيطر على سكان العقار، خاصةً أن الأسرة كلها تقيم به ولا يوجد بينهم شخص غريب، حاولنا لقائهم، والتحدث معهم، ولكنهم رفضوا.

 وعلى بعد عدة أمتار من المنزل يقيم "مصطفى. م"، شاب في العقد الثاني من العمر، وهو جار المتهم، والذي أكد أنه حضر إلى المنطقة منذ ما يقرب من 7 سنوات بصحبة أسرة زوجته الثانية، والتي كان قد عقد قرانه عليها من عدة سنوات، وتقيم زوجته الأولى بمنطقة بولاق الدكرور، وهي أم المجني عليهم.

 وأضاف: "أهل الشارع كانوا على اعتقاد بأنه صاحب المنزل وليس زوج نجلتهم، فهو كان دائم التصرف على طبيعته، لكنه لا يعلم شيئًا عن عمله داخل ورشة سمكري السيارات بمنطقة بولاق، وتعجب فور سماعه ذلك، خاصةً أن المتهم كان دائمًا يجلس أمام المنزل ومتواجد بالمنطقة "24" ساعة، ما جعل الجميع يعتقد أنه عاطل، وليس لديه عمل.

 يلتقط صاحب محل البقالة الذى يقع على مقربة من مسكن المتهم طرف الحديث، قائلًا: "لم أشاهد إبراهيم سوى مرات قليلة، خاصة أنه كان من المنزل للشغل والعكس، لم يكون على عداء مع أحد منذ أن حضر للإقامة بالمنطقة".

 وعن الواقعة، قال إنه أحضر طفليه "يوسف" البالغ من العمر 11 عامًا، و"هايدي" البالغة من العمر 13 عامًا، للإقامة لديه، ومكثا معه لمدة 15 يومًا، وكانا يذهبان لرؤية والدتهما، ثم يعودا مرة أخرى، استمر الوضع هكذا حتى فوجئنا يوم الواقعة بأنه تم نقل الطفلين ووالدهم إلى المستشفى، حيث أكد أهل الزوجة الثانية أنهم أصيبا بحالة من الإعياء فور تناولهما وجبة السحور، ولم يتوقع أحد أن يكون والدهما قد تخلص منهما، حتى اتضح الأمر بعد ذلك وكشف رجال الشرطة أنه وضع السم لهما في المياه والطعام.

 وأشارت التحريات التي أجريت بإشراف اللواء هشام العراقي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إلى أن بلاغًا ورد من مستشفى الهرم، بوصول طالبة، وشقيقها، جثث هامدة، إثر إصابتهما بحالة تسمم وحالتهما سيئة وعلى الفور انتقلت قوة أمنية لفحص البلاغ، وأمرت النيابة العامة بندب الطب الشرعي لتشريح الجثتين لبيان سبب الوفاة.

 وتم التحفظ على بقايا السحور والمياه، وتبين من الطب الشرعي أن الطعام الذي تناوله الطفلين المتوفيين والدهما مسموم، وبفحص الشقة عثر بغرفة النوم على العبوة الخاصة بالمبيد الحشري الذى تم وضعه في الطعام، وبدأ رجال المباحث في جمع المعلومات وإجراء التحريات، حتى استرد الأب وعيه، وسمح الأطباء لرجال المباحث باستجوابه، لينهار ويعترف بوضعه السم بالماء لطفليه لإنهاء حياتهما.

 وتابع أنه قرر قتلهما والانتحار، بعدما يأس من الحياة بدونهما بعد الانفصال عن زوجته والدة الطفلين، وابتعاد طفليه عنه فأعد لهما وجبة سحور من "اللانشون والفول والجبن والزبادي" ووضع فيها كمية من المبيد الحشري وفور تناولهم للطعام شعروا بحالة إعياء فاستغاثت زوجته الثانية بالجيران.

 تم نقلهم إلى المستشفى، إلا أن الطفلة لفظت أنفاسها الأخيرة في الحال، وتم إدخال شقيقها لغرفة العناية المركزة، ثم تُوفي، متأثرًا بإصابته.

 تحرر عن الواقعة محضر حمل رقم 9064 لسنة 2017 وتم اقتياده وسط حراسة أمنية مشددة إلى النيابة العامة للتحقيق، وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.