الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"خريجي الأزهر": آن الأوان ليتحدث العلم الشرعي المجرد

 الشيخ حمد الله الصفتي
الشيخ حمد الله الصفتي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الشيخ حمد الله الصفتي، مسئول الشئون العلمية للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف: حين تصبح بعض المفاهيم يشوبها الالتباس يجب على العلماء أن يبينوا الحق فيها، فهناك جراثيم فكرية موجودة في المجتمعات الإسلامية قد تؤدي إلى أمراض عضال، ومهما حاولنا توصيل الفهم الصحيح للدين فلن نستطع إلا بعد أن نقضي على هذه الجراثيم، مضيفًا أن السبب في ذلك أننا ابتلينا في هذه السنوات الأخيرة بأن كل متحدث عن المفاهيم الإسلامية يتحدث من وجهة نظره الخاصة فقط، وليس من وجهة نظر العلم المنضبط المحرر حسب القواعد والأصول، فلو حصل ذلك فسوف يظهر التدليس والافتراء في كلام الجماعات المتطرفة، مشيرًا إلى أنهم يجتزئون النصوص ويقطعونها عن سياقها، وقد يقتصرون على عدد من النصوص يفهمون منها الإسلام دون النظر إلى مجمل نصوص الدين من قرآن وسنة.
وأوضح الصفتي، خلال كلمته بملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف: ولنضرب مثلًا بمفهوم الجهاد الذي أصابه تشويهًا كبيرًا في السنوات الأخيرة حتى أصبح مرادفًا للحرب وإراقة الدماء، مشيرًا إلى أن الناظر المدقق في سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعلم أن القتال لم يشرعه الله للمسلمين إلا في العهد المدني رغم أن كفار مكة قد عذبوا الرسول وأصحابه واضطهدوهم، ومع ذلك لم يأمرهم الله بقتال المشركين في مكة، وأمرهم به في المدينة، لأن المسلمين قد اكتسبوا أشياء لم تكن لديهم في مكة فوجب عليهم الدفاع عنها، فالناس في المدينة بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكان هو الحاكم للمدينة وأصبح للمسلمين دولة، وفيها شعب من المهاجرين والأنصار واليهود، وهناك دستور يمثله وثيقة المدينة التي تحتوي على الحقوق والواجبات، فكل هذه المكتسبات يجب الدفاع عنها وأن نحميها، مشيرًا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قاتل لحماية دولة موجودة بالفعل ولم يقاتل لينشئ دولة جديدة، وهذا يعطينا أن القتال في الإسلام شرع لحماية موجود ولم يشرع لإيجاد مفقود.
وشدد الصفتي، على ضرورة حماية أبنائنا وشبابنا من الإرهاب، بأن نكشف لهم عن حقيقة الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي لا تؤمن بوطن ولا دولة وطنية، وأنها لا تخدم سوى أعداء الدين والوطن، وأنهم عملاء لمن يمولونهم، خونة لدينهم وأوطانهم، يستخدمهم أعداؤنا لإضعاف أمتنا وتمزيقها وتفتيت كيانها من جهة، وتشويه الوجه الحضاري النقي السمح لديننا الحنيف من جهة أخرى.
وقال: إن الذي ينبغي التأكيد عليه والتنبه له هو أن هذه الجماعات والتنظيمات احترفت الكـذب والخـداع، واستحـلال الدماء والأمـوال، يلـوون أعناق النصوص، ويحرفون الكلم عن مواضعه، يماسحك أحدهم مماسحة الثعبان، ويراوغك كما يراوغك الثعلب، ويقفز منك قفز القُنْفُذْ، يظهرون خلاف ما يبطنون، يعطونك معسول الكلام ومن خلفه السم الزعاف، والموت الزؤام.