الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أطلقوا عليه "الحل البرنس".. 3 شباب تركوا "أحلام الشهادات" ولجئوا لـ"المراجيح" بدلًا من "قرحة الفراش".. ويؤكدون: المشروع بدأ بـ 3000 جنيه ويحقق الأرباح

المراجيح
المراجيح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"إحنا خريجين كليات ومعاهد عليا، ولو استنينا نصيبنا من الوظايف هنضيع فلوسنا على مكاتب التوظيف، ولو استنينا الشركات هنضيع فلوسنا على بدل وكرافتات لزوم المقابلة الشخصية.. وعشان كده اتجهنا للمراجيح"، بتلك الكلمات افتتح مصطفى عمران، خريج كلية الآداب قسم جغرافيا، حديثه عن حله الذي يصفه بـ"البرنس" للخروج من أزمة "قاعد في البيت أندب حظي"، والذي بدأه بجمع اثنين من أصحابه لكي يكملوا مبلغ "3000 جنيه"، من أجل بدء مشروع "المراجيح" بمنطقتي بولاق الدكرور، وأرض اللواء.
الأمر قد يبدو هزليًا أن يكون خريج كلية الآداب، برفقة خريج كلية التربية، بمشاركة صديقهم خريج كلية دار العلوم هو "عمو بتاع المراجيح"، كما يؤكد شعبان كامل، شريك مصطفى، وأمجد السيد، بهذا المشروع، ولكنها الحقيقة، إذ يقول: "الأمر في البداية كان أشبه بحكاية "عقلة الإصبع"، فأبي وأمي عندما عرفا بالأمر تعجبوا، فأبي قارب على البكاء لأنه يرى ابنه خريج كلية التربية الذي كان يحلم بتعييني معيدًا بالكلية مثل أختي التي تعمل كمعيدة بكلية أو على الأقل أبدأ حياتي كمدرس في أحد المدارس، وكان دائمًا يقول لي إن شقة جدي المهملة منذ وفاته، يمكن أن يعطيني إياها لبدء رحلتي مع الدروس الخصوصية من هناك، ولكنني حطمت كل هذه الأحلام بمشروع المراجيح".
ويتابع: "أنا لا أرى في المراجيح أية مشكلة، فلا يمكن أن يعطيني الله كل ما أشتهيه، يعطيني التعليم وإتمام دراستي في الكلية بدون السقوط في مادة واحدة، وأيضًا رزقني بأب وأم أكنّ لهما كل احترام، فعلا كل ما في وسعهما من أجلي، أنا أعتقد أن الدنيا "كبايات كتير" فيهم الحلو والوحش، وأنا الآن أمزج الحلو بالوحش، حلو أنني بدأت أشتغل وتركت الكنبة والسرير، فلقد قاربت على الإصابة بقرحة الفراش من القعدة مضجًا أمام التلفاز، ولكن من ناحية أخرى يبكي أبي كلما رآني ويقول "بفتكر خيبتك كل ما أشوفك يا بتاع المراجيح".

وعن بداية الأمر، يتحدث أمجد السيد، خريج كلية دار العلوم، ليقول: "أنا كأي شاب أنهيت دراستي أنهيت إجراءات إعفائي من التجنيد لكوني ولدًا وحيدًا برفقة 5 بنات، وبالتالي فالقعدة وسط البنات في البيت بدون شغلانة كعذاب النار، فأبي ينظر إليّ على أني السادسة، وشغل مش لاقي، واليأس بدأ يتملك مني، ولذلك لم أتردد لحظة حين عرض علي شعبان ومصطفى الفكرة، خاصة أن الموضوع كان يحتاج من كل واحد فينا 1000 جنيه لكي نستأجر المراجيح، ونبدأ في نصبها، وننتظر فرج ربنا في عيال كتير تهوى المورجيحة والنطاط وبحر الكرات".
ويتابع شعبان: "فكرنا أكثر من مرة في المكان المناسب الذي يمكن أن نبدأ فيه نصب المراجيح، فكان الاقتراح المبدئي هو السيدة زينب، حيث يمكننا الاندماج مع الجو العام هناك، كما أن أهالي المنطقة من "ولاد البلد" الذين مازال أطفالهم تهوى المراجيح، أو على الأقل معتادة على رؤيتها، فلن تتعجب من تواجدنا، وبالفعل حاولنا ولكن أهل المكان لم يسمحوا لنا، ونحن لا نقوى على المعافرة معهم، ولذلك جئنا إلى بولاق الدكرور حيث يسكن عمي وأولاده من زمن بعيد، فمن ناحية يكون لنا عزوة، ومن ناحية أخرى لا توجد تلك المراجيح بكثرة، وبالتالي احتمالات المكسب موجودة، وكان مجرد توقعها كافيًا لنا لكي نبدأ".
ويتحدث مصطفى عمران، ذلك الشريك الثالث، ليقول: "الأمر كله متعلق بك، أنت تبحث عن الشركة أو المدرسة الخاصة التي ستوظفك فاتحة ذراعيها لك، فأنت هنا تعيش في عالم "كابتن ماجد"، فبلدنا غير قادرة على توظيف أي فرد الآن، وعليك البحث في شركات القطاع الخاص– إن استطعت تحمل تكلفة البحث ومكاتب التوظيف- وإن لم تجد، فعليك بالعمل الخاص أيًا كان هذا العمل، حتى ولو كان مراجيح في الشارع، وللعلم نحن عوضنا ما دفعناه بعد أسبوع واحد فقط من البدء بالمشروع، ونجني الآن الأرباح، ونحن إن شاء مستمرين حتى آخر يوم في العيد، وربنا يسهل في مشروع قادم نبدأه معًا بعد العيد من أرباح هذا المشروع".