الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

إيمان الفراعين.. نارمر مينا موحد مملكتي الشمال والجنوب

نارمر مينا
نارمر مينا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى الحلقات الماضية قدمنا سيرة حياة عدد من أبرز ملوك الفراعنة الذين تركوا علامة بارزة في تاريخ مصر القديم واليوم نعرض لحياة ملك يعتبره الكثيرون مؤسس مصر وموحد القطرين الشمالى والجنوبى للبلاد، إنه الملك نارمر مينا، الذى كان فرعون مصر فى عصر الأسرات المصرية المبكرة، ويعتبره البعض موحد مصر ومؤسس الأسرة الأولى.
لوحة نارمر الشهيرة، تظهره حاملًا شعارى مصر العليا «الصعيد» ومصر السفلى «الدلتا»، مما عزز نظرية أنه كان موحد المملكتين، بعض العلماء يعتقدون أن مينا ونارمر هما الشخص نفسه، بينما يعتقد علماء آخرون أن مينا هو حورس آخا وأنه ورث حكم مصر التى وحدها نارمر من قَبْلِه، علماء آخرون يعتقدون أن نارمر بدأ عملية التوحيد، وإما أنه لم ينجح أو نجح جزئيًا؛ تاركًا إكمال المهمة لمينا، وهناك نظرية أخرى مساوية فى الاحتمال وهى أن نارمر أعقب مباشرة الملك الذى وحد مصر «والذى ربما كان الملك العقرب»، إلا أن قائمة الملوك المكتشفة حديثًا فى مقبرتى دن وقاعا تذكر نارمر كمؤسس هذه الأسرة المالكة.
نسب الرحالة الإغريقى هيرودوت إلى الملك مينا، إقامة العاصمة التى عُرفت باسم «إنب-حدج»، أى «الجدار الأبيض»، إشارة إلى أن سورها كان مبنيًا بالطوب اللبن ثم لُون باللون الأبيض؛ أو أنه كان مشيدًا بالحجر الجيرى الأبيض، وهذه المدينة هى التى عُرفت فيما بعد باسم «من- نفر» «ثابت وجميل»، والتى أصبحت فيما بعد «منف»، ثم: «ميت- رهنت» التى تحولت إلى «ميت رهينة»، وهو الاسم الحالى للقرية التى تقوم على أطلال هذه المدينة، ويعتقد أن زوجته كانت نعيث حوتپ، وكانت أميرة من مصر السفلى، وقد وجد اسمها فى مقابر خلفاء نارمر المباشرين «حور آحا ودجر»، مما يدعو للاعتقاد أنها كانت أمًا أو زوجة «حور آحا»، بينما جعل الكثير من العلماء من صلاية نارمر الشهيرة شاهدًا على المرحلة الثانية من عهد الملك، وهى المرحلة التى استمتع فيها بنتائج جهوده وجهود أسلافه بعد أن حقق وحدة البلاد الكاملة تحت حكمه، وسجل عليها آخر مراحل كفاحه ونتائجها، إلا أنه عند مناقشة عملية التوحيد، يميل بعض الباحثين «من أمثال فرانشسكو رافائيل، وجيفرى سبنسر، و«والتر ب. إمرى» إلى عدم اعتبار صلاية نارمر هى المصدر الرئيسى الذى يشهد على التوحيد الكامل بين مصر العليا والسفلى؛ بل يميلون أكثر إلى النظر إلى الموضوع المسجل عليها على أنه حفل تذكارى لنصر عسكرى، أو أنه موضوع شعائرى يهدف إلى تعزيز دور الملك من خلال تصويره فى هذا المشهد «وليس بالضرورة أنه سجل فى فترة حكم نعرمر»، إن لم يكن رمزًا يشير إلى عقيدة القوة وعبادة الملك.
ويذكر جيفرى سبنسر أن اعتبار صلاية نارمر السجل الرئيسى للنصر النهائى الذى حققه على الشمال - ربما يكون هو التفسير السليم، غير أن الضرورة لا تقتضيه، وبخاصة فى ضوء تزايد الأدلة على إنجاز التوحيد بطريقة تدريجية استغرقت أكثر من مائتى عام، كما يذكر و«التر ب. إمرى»، أنه لا يمكن أن يكون هناك شك فى أن نارمر قد أصاب الوجه البحرى بهزائم عسكرية منكرة، وله بحقِّ النصر أن ينتحل لشخصه شعارات الحكم التى كانت لخصمه المهزوم؛ ولكن هذا لا يجعله بالضرورة الحاكم الشرعى للوجه البحرى.