الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"فتحة خير لسحور بالليل".. ميكانيكي يبيع الفول في رمضان فقط

عربة الفول
عربة الفول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عفروتو: «الناس بتقول ده بيفتح في رمضان بس.. يبقى أكيد حاجته حلوة»
«لا أعرف سببًا حقيقيًا يجعلني مُصرًا على فتح المحل في رمضان فقط ولكن كل ما أعرفه أن هذه النصبة الصغيرة ستراني أنا وأمي في رمضان».. 
تلك الكلمات كانت بداية حديث مصطفى عفروتو ـ كما يدعوه أصحابه ـ فهو شاب مثل كثير من أقرانه أتم تعليمه «الفني» وبدأ فى رحلة البحث عن عمل، وذلك بعد أن أتم فترة الخدمة العسكرية، وخرج لمواجهة الحياة بصعابها، باحثًا عن عمل بعد فقد آخر بسبب تغيبه عنه فى فترة الجيش، ولا مفر الآن سوى البحث عن «تصريفة» لصلب عمود البيت واقفًا أمام ظروف معيشية صعبة على الجميع، خاصة في ظل هذه الأسعار المرتفعة التى يكتوي بها كل بيت، فكانت النصبة هي الحل.
يتحدث عفروتو لـ «البوابة» قائلًا: «أنا دبلوم صنايع، وفى الأساس أسطى ميكانيكي، وقبل الجيش وحتى فى فترة التجنيد، كان الناس يحلفون بجودة شغلى، ولكن جاءت فترة الانقطاع لتنسى الجميع كل شيء، طبيعى جدًا أن الزبائن تنسى شخصًا تراه كل ٤٠ يوما مرة أو مرتين، فكان لا بد من فتح نصبة الفول والطعمية لجلب الرزق، وسبحان الله كل عام فى رمضان يأتى سببا لفتح تلك النصبة أسفل البيت، فرمضان الفائت الأسطى صاحب الورشة قرر أن يسافر لزيارة بيت الله الحرام، وبالتالى تم إغلاق الورشة، ورمضان الذى سبقه كانت حادثة وفاة الأسطى الكبير والد الأسطى صاحب الورشة، وظلت الورشة مغلقة لمدة زادت على الشهر، وفى كل هذه الظروف كانت فتحة خير لسحور بالليل». 
ويكمل مصطفى قائلًا: «فى كل عام أقول لنفسى الشغل فى الفول والطعمية وهذه الأشياء البسيطة هى الحل الأمثل فى هذه الأيام، خاصة أن الناس حتمًا لن تشترى سيارات جديدة فى ظل هذه الأسعار الجنونية للسيارات، ولكنها حتمًا ستشترى فول وطعمية للسحور أو للفطار فى كثير من الأحيان، ولوجبة الإفطار فى الأيام العادية بعيدًا عن الشهر الكريم، فالفول وجبة أساسية صبح وليل، ولكننى فى نفس الوقت أبحث دومًا عن عملى وشغلتى التى تربيت فيها منذ أن كان عمرى ٩ سنوات وحتى الآن».
وعن فكرة المشروع من البداية يقول مصطفى: «الحكاية كلها أن الدور الأرضى فى بيتنا يأخذ انحناء للداخل، مما يصنع تجويفًا يمكن أن يستغل فى شيء، وبالفعل أحضرنا العربة لعمل النصبة، وكل الأدوات من البيت، ونشترى الخامات من السوق، وأسميناه «فتحة خير لسحور بالليل»، لأنه بالفعل كان فتحة خير ممتزجة ببركات الشهر الكريم، وكل شغلى مقتصر على السحور فقط، والحمد لله مستورة وكل حاجة ماشية بخير».
وعن استكمال عمله بعد رمضان يقول: «والله حتى الآن لا أعرف سر عملى على النصبة فى رمضان فقط، ولكن كل ما أعلمه جيدًا أننى أحلم بفتح ورشة صغيرة خاصة بى أحاول من خلالها كسب قوت يومى، وإن ضاق بى الحال سأعود إلى النصبة، والناس الحمد لله عرفت المكان، وعرفت أن شغلى فى رمضان فقط، وللعلم فكرة أنى أشتغل فى رمضان فقط تجعل بعض الناس تثق بى ولا أعرف السبب حتى الآن، ولكننى أسمعهم يقولون ده أكله ممتاز وبيفتح فى رمضان بس لا أعرف سر ارتباط الاثنين ببعض، ولكننى سعيد بالموضوع طالما بيكفى المصاريف».