الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

المتسولون في رمضان.. حسنة وأنا سيدك

200 جنيه لـ«استئجار طفل»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكثر من 41 ألف شحاذ.. والحصيلة التقديرية 600 ألف جنيه 
التسول مشهد يكاد لا يختفي طوال العام، فلا شك أنه أصبح ظاهرة تضرب مصر شرقا وغربا، إلا أنه يزداد ضراوة خلال شهر رمضان، استغلالًا لميل الناس إلى الإكثار من فعل الخير تقربًا إلى الله، واعتبار كثير منهم الشهر الفضيل موسمًا لإخراج الزكاة والصدقات، حيث يعمد المتسولون إلى استدرار عواطف الصائمين للحصول على «الحسنة»، التى تبدأ من جنيه لتصل الحصيلة حتى ٦٠٠ ألف جنيه يوميًا.
يسود التسول أنحاء الشوارع ووسائل المواصلات العامة وغيرها من المناطق، وتختلف أساليبه وطرقه من منطقة إلى أخرى على حسب الطبقة الاجتماعية، فالعمل يبدأ من الصباح الباكر حتى مطلع شمس ثانى الأيام، يلعبون على جانب المشاعر ويستغلون طيبة المواطنين سواء كان غنيا أو فقيرا لأخذ ما ليس لهم من حق، ولا توجد توعية للمواطنين لتعريفهم بأشكال المتسولين وطرقهم، حتى إنهم كونوا عصابات للخطف والنشل والسرقة بعدما زادت أعدادهم عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير وما تبعها من انفلات أمني.
يتم استغلال الشخص المتسول لصالح عصابات تضم الآلاف منهم لجمع الأموال التى يتم بها صفقات غير شرعية مثل تجارة الأسلحة والمخدرات أو إقامة المشروعات غير القانونية.
ويسهل على أي شخص متطرف تجنيد المتسول لكي ينضم إلى الجماعات الإرهابية باعتباره مادة خام يسهل تشكيلها، فالعوامل النفسية والاجتماعية تأتي في صالح من يستغله بالشكل المناسب.
قصص المتسولين داخل المواصلات العامة:
يعتبر أول أنواع التسول داخل المترو والمواصلات العامة، وهو يعتمد على إظهار القصة المؤثرة التى يمكن أن تكتب كأفلام أو مسلسلات يمكن عرضها خلال القنوات الفضائية، فيتم دخول المتسول إلى وسيلة المواصلات يوميًا وبنفس الزى ونفس القصة ويكاد يكون هذا المتسول صديق الحافلة أو المترو ومشهورا بها وموعده محددًا بالدقيقة، ويبدأ بعدها شرح ما يعانى منه من أمراض واضطهاد من العائلة والظروف القاتلة التى دفعته للتسول على حد قولهم، وقد يكون هذا المتسول بإصابة أو عاهة مصطنعة أو طبيعية فيضطر إلى إظهارها للعامة ما يمثل مشهدا مؤلما يجبرهم على التبرع له وإعطائه من النقود سواء كانت قليلا أو كثيرا، خاصة فى هذا الشهر الفضيل، ويرجع ذلك إلى قدرة المتسول على توصيل فكرته للعامة وتصل أحيانا إلى البكاء.
هناك عدد من المواطنين يعملون داخل الجمعيات الخيرية والإنسانية التى تستقبل مثل هذه الحالات فيقوم أحدهم بعرض المساعدة ولكن يقابل ذلك بالرفض، وذلك لأن هذه عصابات تتعايش بالأمراض والعجز.
تختلف الأعمار السنية داخل عربات المترو، وأتوبيس النقل العام والقطارات، فتبدأ من الأطفال وصولا إلى كبار السن، ويستخدمون عصابات التسول الأطفال للتأثير على قلوب المواطنين وإخراج الأموال منهم بطريقة أو أخرى.
متسولو المواسم
ينتشر المتسولون خلال المواسم والأعياد بأعداد كبيرة، فتعتبر مصدرا للدخل أكثر من الأيام التقليدية، ففى رمضان، يعتمدون على استعطاف القلوب، ويتربحون كثيرا من الأموال التى يتم جمعها، إضافة إلى وجبات الطعام التى يحصلون عليها خلال يومهم، حتى لا يتم صرف أى أموال على الطعام ويتم سد حاجتهم الأساسية من خلال التسول الذى أصبح أسلوبا للعيش.
متسولو المقاهي
هناك عدد كبير من تجمعات المقاهي بالقاهرة، فمنها ما هو بـ«وسط البلد، الحسين، شارع المعز، فيصل والهرم، ومناطق عدة بمدينة نصر» ويختلف أسلوب التعامل مع المواطنين من قبل المتسولين من منطقة إلى أخرى.
يتمركز فى «وسط البلد» عدد من المتسولين بالقرب من المقاهى وتبدأ مسيرتهم خلال اليوم بالدخول إلى المقاعد وتوزيع الفول السودانى أو الحلوى والانسحاب دون أخذ مقابل ثم يعود لجمعها مرة أخرى، وتكون هناك إحدى الطرق فى حال عدم التبرع وإعطاء المال لذلك المتسول منها الإصرار والإلحاح على «الزبون» حتى يكون محل إحراج وسط المقهى ويقوم بالدفع، أو عن طريق السرقة التى لا يلاحظها أحد حيث يتفاجأ الحضور بفقدان متعلقاتهم الشخصية.
أبواب المساجد مدخل رزق للمتسولين
فى شهر رمضان تحديدًا، تعتبر المساجد من أهم مصادر الحصول على الأموال من قبل المتسولين، فاستغلالهم للمصلين عقب أداء الفروض أو زيارة المسجد تمثل أهمية كبرى بالنسبة لهم، وتوزع المساجد على المتسولين ولا يتجرأ أن يتعدى متسول على مسجد لا يختص به.
عصابات المتسولين
تنقسم المناطق بالقاهرة ونطاق الجمهورية بين «المعلمين» كما يطلق عليهم، وكذلك وسائل المواصلات، فالخطان الأول والثاني من محطات المترو يقسمان بين عدد كبير من المتسولين ولا يمكن أن يتخطى أي منهم منطقة الآخر وكذلك القطارات والشوارع، وتحدث المشاجرات بينهم إذا تعدى أحد على منطقة الآخر وينتج عنها وقوع الإصابات بين عدد كبير منهم أو قتل أحدهم.
يتم التنسيق بين قيادات المتسولين وعدد من الوسطاء على توفير الأطفال الذين يتم تأجيرهم يوميا بأكثر من ٢٠٠ جنيه من الأهل الذين يعانون من ظروفهم الاجتماعية والمادية.
٤١ ألف متسول في أنحاء الجمهورية
يرتبط عدد من الجرائم في مصر بانتشار المتسولين في تلك الأماكن المزدحمة من سرقة وخطف للأطفال، وتقسم عصابات المتسولين على مناطق مصر المختلفة.
وأكدت دراسة للمركز القومي للبحوث الجنائية، أن المتسولين في الشوارع داخل مصر بلغت نسبتهم ٣٨.٦٪ من الكبار «رجال ونساء» مصابين بعاهات حقيقية، و٥١.٨٪ منهم ذو عاهات مصطنعة بفعل فاعل أو نتيجة إهمال علاجهم فيها، و١٨.٤٪ من الأطفال المتسولين فى الشوارع مصابون بعاهات مصطنعة، و٦٠.٢٪ من المتسولين يتسولون بجانب العمل.
وأظهرت آخر إحصائية صادرة عن المركز القومى للبحوث الجنائية العام الماضى، أن القاهرة تحتل المرتبة الأولى فى التسول بحوالى ٤٣٣٣ متسولًا ومحافظة الإسكندرية فى المرتبة الثانية بـ١٥٧٢ متسولًا، كما أكدت الدراسة أن ٣.٤١٪ من المتسولين يتم إجبارهم على ممارسة التسول بغير إرادتهم.
ويقدر عدد المتسولين فى مصر بنحو ٤١ ألف متسول، كما أثبتت الدراسات أيضا، أن متحصلات المتسولين يوميا داخل الجمهورية تتعدى ٦٠٠ ألف جنيه، وتعد من المبالغ الضخمة التى تحتاج إلى تفكير فيما تنفق تلك الأموال، ومن يقوم بتحصيلها ولصالح أى جماعات؟!