يحتفل الآلاف من مريدين الطرق الصوفية عامة وأبناء الطريقة الرفاعية خاصة بمولد الإمام أحمد الرفاعى بحى الخليفة، حيث يتوافد إليه الزائرين من جميع البلدان احتفالًا بمولده بمسجده وضريحه، داعين الله أن يستجب لدعائهم وتحل عليهم بركته ويفرج عنهم كربهم، فتأخذنا التساؤلات من هو الملقب بـ أبو العلمين وشيخ الطرائق؟
أحمد أبو العباس بن علي بن يحيى بن ثابت بن الحازم على أبي الفوارس بن أحمد المرتضى بن علي بن الحسن الأصغر المعروف برفاعة بن مهدي المكي أبو رفاعة بن أبي القاسم محمد بن الحسن القاسم المُكنى بأبي موسى بن الحسين عبد الرحمن لقبه الرضي المحدث بن أحمد الصالح الأكبر بن موسى الثاني بن إبراهيم المُرتضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي الأصغر بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
ولد الإمام أحمد الرفاعى فى قرية حسن بالبطائح بالعراق سنة 512 هـ، وفي السابعة من عمره توفى أبوه في بغداد فكفله خاله الشيخ الزاهد منصور البطائحي الذي رباه تربية دينية، والفقيه الشافعى الأشعرى الصوفى، الملقب بـ "أبو العلمين" و"شيخ الطرائق" و"الشيخ الكبير" و"أستاذ الجماعة"، وتنتسب إليه الطريقة الرفاعية من الصوفية وأحد أقطاب الصوفية المشهورين، وتقوم الطريقة الرفاعية على العمل بمقتضى ظاهر الكتاب والسنة، ثم أخذ النفس بالمجاهدة والمكابدة، والإكثار من الذكر وقراءة الورد وذلك وفق إرشادات الشيخ وتوجيهاته.
نشأ الإمام أحمد الرفاعى منذ طفولته نشأة علمية وأخذ في الانكباب على العلوم الشرعية، فقد درس القرآن العظيم وترتيله على الشيخ عبدالسميع الحربوني في قريته وله من العمر سبع سنين، وانتقل مع خاله ووالدته وأخوته إلى بلدة "نهر دفلي" من قرى واسط في العراق وأدخله خاله على الإمام الفقيه الشيخ أبى الفضل علي الواسطى وكان مقرئًا ومحدثًا وواعظًا عالى الشأن، فتولى هذا الإمام أمره وقام بتربيته وتأديبه وتعليمه، فجد السيد أحمد الرفاعى فى الدرس والتحصيل للعلوم الشرعية حتى برع في العلوم النقلية والعقلية، وأحرز قصب السبق على أقرانه، ودأب كغيره من العلماء العاملين فى تعليم الناس أمور دينهم وجد في الوعظ والإرشاد وعقد حلق العلم حتى كان نبراسا يستضئ به الناس فيما ينفعهم، وكان لا يفتر عن تعليم الناس هدى الرسول صى الله عليه وسلم وأسرار القرآن العظيم.
وتوفى "أحمد الرفاعى" يوم الخميس 12 جمادى الأولى عام 578 هـ، ودفن في قبة جده لأمه الشيخ يحيى البخاري في بلدته أم عبيدة، وكان يوما مهيبا.
