الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

بعد هزائمه في سوريا والعراق.. جنوب شرق آسيا وطن داعش الجديد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت الفترة الأخيرة نزوح العديد من القيادات الداعشية إلى دول جنوب شرق آسيا لإقامة وطن جديد وبديل -وهي بمثابة الملاذ الآمن حال هروب أفراد التنظيم من سوريا والعراق-، وإعلان إقامة خلافة جديدة بديلة عن التي تخسرها في الشرق الأوسط، وذلك بالتعاون مع المقاتلين الأسيويين الذين شاركوا مع داعش في القتال.
وتعتبر الفلبين وإندونيسيا الحاضنة الأكبر لعناصر التنظيم، حيث شارك مئات المقاتلين في الحرب الداعشية، وبدأ عناصره تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية لبسط نفوذه داخل البلاد، وكثف من عملياته الإرهابية التي اعتاد أن ينفذها في سوريا والعراق وليبيا، واستخدم العبوات الناسفة مرورًا بالعمليات النوعية المختلفة وحتى مزاعمه في السيطرة الكاملة على مدن لإبراز صورة بانه المتحكم في تلك الدول التي يعتبرها الوطن البديل له.
في الفلبين، نشط تنظيم داعش الإرهابي، أوائل العام الجاري، وقام بعمليات عدة نفذها مقاتليه، كي يحكم سيطرته كما نشر عبر قنواته بموقع التواصل الاجتماعي "التليجرام"، أبرزها: كان في 27 يناير من العام الجاري، حيث نفذ هجومًا على الشرطة الفلبينية في حي مونكادو كولوني بمدينة ماراوي جنوب الفلبين، أسفر الهجوم إصابة 4 من عناصر الشرطة.
وفي 8 مارس، قام عناصر داعش بالاشتباك المباشر مع عناصر الجيش الفلبيني، وحسب ما ذكرته وكالة أعماق –الذراع الإعلامي للتنظيم- فإن الاشتباكات وقعت مع الجيش الفلبيني جنوبًا، أسفرت عن مقتل 20 من قوات الجيش الفلبيني؛ بالإضافة إلى قيامه بعملية في نهاية الشهر نفسه، باستهداف آلية عسكرية للجيش الفلبيني بعبوة ناسفة في منطقة "مامسبانو" جنوب مدينة كوتاباتو، أسفرت عن مقتل 6 عناصر وإصابة آخرين.
طوّر التنظيم الإرهابي عقب هجماته المباغتة خطته إلى استهداف الشيعة المتواجدين في مدينة مانيلا، حسب استراتيجيته التي يستخدمها في سوريا والعراق وغيرها باستهداف الشيعة، حيث قام بتفجير عبوة ناسفة في تجمع للشيعة وسط المدينة، أسفرت عن مقتل 5 وإصابة 6 آخرين.
الحدث الذي اعتبره التنظيم نجاحًا لعناصره في الفلبين، جاء عقب ما نشرته وكالة أعماق في 24 من مايو، باقتحام عناصره مدينة "ماراوي" جنوب الفلبين والسيطرة على معظم اراضيها، ونشر صورا للمدينة، وبث فيديوهات تظهر تحطيم وإحراق محتويات كنيسة في مدينة ماراوي على يد عناصره.
واستمر داعش في مزاولة نشاطاته الإرهابية، ففي 25 من مايو، نفذ عناصر التنظيم هجومًا على الجيش الفلبيني في جزيرة سولو جنوب غرب الفلبين، أسفر عن مقتل 10 من قوات الجيش بينهم 4 ضباط، وتدمير سيارتين، بالإضافة إلى قيامه بعمليات قنص ضد قوات الجيش أدت إلى مقتل 7 في مدينة "مراوي".
وفي شهر يونيو الجاري هاجم عناصر داعش منتجع للقمار في قلب العاصمة "مانيلا" أسفر عن مقتل 36، بالإضافة إلى تجديده للاشتباكات مع الجيش الفلبيني بمنطقة "ماماسبانو" جنوب كوتاباتو الفلبينية، أسفرت عن مقتل 10 من الجيش الفلبيني.
وفي إندونيسيا تعاني البلاد التي توجد بها أكبر نسبة من السكان المسلمين في العالم، من وطأة إرهاب داعش، بما في ذلك عملية التفجير التي نفذت في 14 يناير 2016 في الحي التجاري بجاكرتا، كما سجلت إندونيسيا أكبر عدد من المتطرفين الذين انضموا إلى التنظيم وفق ما قاله بدرالدين هايتي رئيس الشرطة الوطنية.
وتعتبر جماعة "أنصار الدولة" التي تشكلت عام 2015، من طريق تحالف جماعات عدة منشقة، من ابرز الجماعات التي بايعت التنظيم الإرهابي، وصنفتها الولايات المتحدة على لائحة الارهاب في يناير 2017 بتهمة تنفيذ اعتداءات انتحارية وهجمات مسلحة في 14 يناير 2016 في جاكرتا أودت بحياة اربعة مدنيين واربعة مهاجمين.
وبدأ التنظيم الإرهابي في توزيع سمومه الإعلامية عن طريق مجلته التي اعتاد أن يقوم بتوزيعها في أماكن سيطرته، لنشر فكره، حيث قام بتوزيع مجلة تحمل اسم "المستقبل" داخل مساجد إندونيسيا، وبالتحديد في مدينة "جاوة".
المجلة مكتوبة باللغة الملاوية، وغلافها يحمل صورة رجل يحمل علم أسود مكتوب عليه "محمد رسول الله"، ويتم توزيعها على من يودون معرفة الكثير عن التنظيم، في محاولة لكشف حقائق الشائعات حول المجموعة وقائدها أبوبكر البغدادي.
وعن عملياته في إندونيسيا، قامت عناصر التنظيم بسلسلة تفجيرات في جاكرتا، العاصمة الإندونيسية، أسفرت عن مقتل 3 على الأقل من رجال الشرطة، وإصابة 12 آخرين، وذلك وفق بيان نشرته وكالة أعماق الداعشية.
في الوقت الذي قام فيه داعش بتنفيذ عمليات إرهابية في إندونيسيا المجاورة لماليزيا، قامت الشرطة الماليزية بحملات أمنية موسعة لعدم انتشار عناصر التنظيم في البلاد بعد تنفيذ عملياتهم في الدول المجاورة، ووفقًا لما نقلته "رويترز" عن المفتش العام في الشرطة الماليزية خالد أبو بكر، أكد أن الشرطة الماليزية اعتقلت 6 إرهابيين مرتبطين بالتنظيم، وجرت الاعتقالات في أربع محافظات ماليزية بين 23 و26، بالإضافة إلى إعلانها تيسير دوريات مشتركة في بحر سولو لاستهداف أعضاء تنظيم داعش الإرهابي في آسيا.