الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

العلاقات القطرية الحمساوية تتجه نحو "الفتور".. محلل سياسي: "الحركة" أدركت انتهاء دور "الدوحة".. "حماس" لن تحتاج لدولة مستضيفة حال تحسين علاقتها بمصر.. وتسعى للعودة إلى المحور "الإيراني- السوري"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشف الباحث السياسى الفلسطينى المقرب من حركة "حماس" إبراهيم المدهون لـ"البوابة نيوز"، عن انتهاء الحميمية فى العلاقات القطرية الحمساوية، منذ سلمت قطر حركة حماس قائمة بأسماء قياداتها المطلوب منهم مغادرة الدوحة، موضحًا أن "حماس" متفهمة الموقف القطرى ولا تريد إحراجها.
وتطرق المدهون إلى بيان حركة "حماس" الذى نفت فيه تلقيها أى مطالبات من قطر بسحب قياداتها من الأراضى القطرية، واصفًا إياه بـ"البيان المسئول" الذى أكدت فيه "حماس" أنها لا تريد أن تدخل فى خصومة سياسية مع أى طرف فى المنطقة وتسعى للحفاظ على الحد الأدنى من العلاقات الجيدة مع الجميع بما فيهم السعودية وقطر ومصر.
وأشار إلى شكل العلاقات المتوقعة بين الحركة والدولة، لافتًا إلى أنها سيشوبها نوع من التوتر بما أن العين على قطر، ما يعنى أن المشاريع التى تمولها الدوحة داخل القطاع قد يمسها شيء من الإرباك.
وبخصوص المكان الذى ستتجه إليه "حماس" بعد تحجيم الدور القطرى فى غزة، توقع ألا تكون "الحركة" فى حاجة لدول مستضيفة حال تحسينها للعلاقات مع مصر الأمر الذى سيسهل خروج ودخول قياداتها من قطاع غزة
ولفت إلى أن قيادة حماس الجديدة فى القطاع تسعى للوصول بالعلاقات مع القاهرة لأحسن مستوياتها ومن ثم تكتفى الحركة بالتواجد داخل غزة على أن يسمح لهم بحرية الحركة بالموافقة المصرية
يشار إلى أن الآراء التى تدار داخل الحركة تقول إن "حماس" ربما تستضيف ماليزيا المكتب السياسى للحركة بعد تقلص الدور القطري، إلا أن هذا الرأى ضعيف فى ظل اعتبارات البعد الجغرافى بين ماليزيا والمنطقة العربية التى تضم القضية الفلسطينية، وهو ما رد عليه "المدهون" بأن "حماس" لن تحتاج لدول أخرى حال ما تفهمت مع مصر
وبرر ذلك بأن "حماس" تدرك أهمية مصر لها باعتبارها معنية بالدرجة الأولى بالوضع فى قطاع غزة، على عكس قطر مثلُا أو تركيا.
وشدد على أن الأطراف الفلسطينية تفضل طوال الوقت الوساطات المصرية على أى وساطات أخرى نظرًا لعلمها بفهم مصر للمعادلة الفلسطينية باعتبارها تتعامل مع فلسطين كأمن قومى لها.
وردًا على القراءات المشيرة إلى تحسن العلاقات بين "حماس" وإيران خاصة بعد فوز يحيى السنوار "يحسب على صف إيران" فى الانتخابات الداخلية للحركة وتعديلها لوثيقتها التأسيسية قبل شهر، وقال إن ذلك حقيقى ويحدث، مشيرًا إلى أن العلاقات لا تتحسن فقط لكنها تتجه نحو التوسع
وفيما يخص الوضع بين "حماس" وسوريا فى ظل الدعم الكامل الذى تقدم طهران للرئيس السورى بشار الأسد، وتوتر العلاقات بين الأخير و"حماس"، قال إن الوضع مع "الأسد" يتوقف على موقف الرئيس السورى المتحفظ من الحركة، أما فيما يخص "حماس" فهى لا تمانع من عودة العلاقات مع "الأسد" وسوريا
وتوقع أن تتحسن العلاقات مع دمشق ولكن على المدى الطويل لاعتبار أن المشهد السورى معقد وتتداخل فيه أطراف كثيرة، مشيرًا إلى أنها تحتاج لوقت لمعالجة الشروخ التى وقعت بين "حماس" وسوريا وحزب الله.
يذكر أن العلاقات بين "حماس" وسوريا توترت مع اندلاع المظاهرات فى سوريا فى 2011، واتخذت "حماس" موقف دول الخليج الرافضة لبقاء "الأسد" فى السلطة، لتقرر "حماس" نقل المكتب السياسى لها من دمشق كموقف رافض لما اسمته آنذاك بـ"ممارسات الأسد مع شعبه". وهنا اعتبرت دمشق قرار "حماس" انقلاب عليها وعدم مراعاة للدعم والحماية الذى وفرتهم سوريا لعقود لصفوف المقاومة الفلسطينية.
ورغم أهمية تركيا فى دعم "حماس" قلل من خطورة الضغط عليها على غرار ما حدث لقطر، قائلًا "بالتأكيد تركيا مورست عليها ضغوط بسبب علاقتها بالحركة"، مشيرًا إلى أن ذلك حتى لم يعد يهم طالما تتجه "حماس" نحو التقارب مع القاهرة المعنية الأولى بالأزمة الفلسطينية أكثر من قطر وتركيا
ولفت إلى أن "حماس" تدرك أن المنطقة تعيد ترتيب أوراقها وعلى هذا تعيد الحركة هى الأخرى ترتيب أوراقها لتعود إلى الصف الإيرانى السورى بعلاقات جيدة مع مصر وتترك الصف القطري- التركي.


من جانبه، قال سامي الأخرس، باحث سياسي فلسطيني ومدير دار قرطبة للنشر: إن "حماس" انساقت وفق تصورات ورؤى سياسية قصيرة الأبعاد ووضعت نفسها في سياق جماعة الإخوان الدولية، دون النظر لخصوصية تعقيد الساحة الفلسطينية، متسائلا عن مصير الحركة إذا ما سارت تركيا على نفس السياق القطري فأين سيكون لجوء حماس؟ لافتًا إلى أن الحركة ضربت قاعدتها الثابتة في بيروت والتي كانت تتمتع فيها بقرار مستقل وفعل مستقل وغادرت دمشق من الباب الضيق بعدما خلخلت الثابت السوري غير المشروط.
وأكد أن حركة حماس ما زالت تمتلك العديد من الأوراق، أهمها على الإطلاق "السنوار" الذي بإمكانه طي الأوراق السابقة وفتح العديد من الأوراق بذكاء ودهاء.
ولفت إلى أن حماس استبعدت نفسها من حضن سوريا إلى حضن المال والسياسة، وبذلك وجهت ضربة للمقاومة بأنها فقدت ظهرها القوي وعليه تحولت لمقاومة سياسية لا حول ولا قوة لها تسير وفق ركب واجندة الساسة.
وأضاف "الأخرس أن الحرب في سوريا أثرت على الحركة، حيث تمكن الساسة من خلال الأزمة السورية أن يضعفوا ويحيدوا المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، وكذلك استطاعوا تأمين عقيدة حماس وتحويلها لمقاومة دفاع فقط تبحث في الأجندة عن هدن طويلة الأمد والدخول في إطار العمل السياسي، وكذلك أنهكوا وأضعفوا المقاومة اللبنانية التي استنزفت قوتها العسكرية وفقدت نخبها المقاومة.
ورغم انتقاد الباحث الفلسطيني للموقف العربي، ليس في قطع العلاقات مع قطر، بل في عدم اتخاذ موقف مماثل تجاه الكيان الصهيوني، قائلًا:" منذ تفجرت الأزمة القطرية - السعودية بعد زيارة ترامب، وأزمة التسريبات وغيرها سارعت الدول العربية في خطوات عميقة ومحورية ضد قطر على كافة الصعد السياسة والاقتصادية والرياضية أيضًا هذه الإجراءات كشفت عورات العرب ؛ ولو اتخذت مثل هذه الخطوات وبهذه الكيفية لما وصلت دولة الكيان الصهيوني إلى هذا المستوى من القوة والاستقرار"، إلا أنه أكد أن حماس هي من صنفت نفسها لصالح الموقف القطري ما أفقدها من امتدادات شعبية كبرى، الأمر الذي سيجبرها على ترتيب أوراقها من جديد وإعادة النظر في العلاقة مع مصر.