الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

جرائم وجع القلب.. ابن يقتل والدته بزعم أنها تزعجه أثناء الصلاة .. وزوج يذبح زوجته لمصروف البيت.. خبير نفسي: حوادث مرتبطة بالظروف الاقتصادية.. وخبير اجتماعي: حالة اكتئاب

اكتاب -صورة تعبيرية
اكتاب -صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت شوارع المحروسة خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، وقوع جرائم قتل متنوعة، كان أبشعها مقتل سيدة ونجلتها على يد ابنها بزعم أنهما يزعجانه أثناء أدائه للصلاة فى المنزل، وأكد علماء النفس والاجتماع أن ارتفاع معدلات الجريمة مرتبطة بعدة أسباب أبرزها الانفلات الأخلاقي والأمني والإدمان والظروف الاقتصادي، مطالبين بتكاتف الدولة وعمل "لجنة عليا للإعلام"، تضم علماء علم النفس والاجتماع، ورجال الدين ، لتوجيه المجتمع وتوعية الشباب . 
وقال الدكتور جمال فرويز الخبير النفسي: إن جرائم القتل ليست جديدة على المجتمع المصري، لكنها ازدادت فى الفترة الأخيرة بسبب كثرة عدد المواقع الإخبارية والتي تنقل الخبر سريعا، مشيراً إلى أن الناس أصبحت فى عدم رضا عن أحوالها وغير معتادة على التحمل فى ظل الضغوط التى يمارسونها يوميا من ضغوط اقتصادية أو نفسية، مطالبا بالفحص النفسي لهم لمعرفة إذا كانوا أسوياء أو مرضى حقيقيون، وفحص كل حالة على حدى لاستخراج الأسباب التى ادت إلى قيامهم بمثل تلك الجرائم، والهدف من ورائها.
وعن جرائم القتل فى الأحياء والمناطق الشعبية والمحافظات، أكد أنها أصبحت ملحوظة فى الوقت الحالي، بسبب انتشار وسائل الاعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، لكنها لم تصبح ظاهرة فى المجتمع، لافتا إلى أن شهر رمضان غير مسئول عن التدين الذى أصبح ظاهريا وليس فعليًا، بمعنى أن الأغلبية العظمى من المصريين أصبحوا متدينين ظاهريا وليس جوهريا، مؤكداً أن ذلك ناتج عن الانخفاض الثقافي للمجتمع، مطالباً برفع الوعي والمستوى الثقافي للشعب، واحترام حقوق وواجبات الاخرين، فى جميع مناحي الحياة، والشخصيات والديانات الأخرى، مشيراً إلى أن المستوى الثقافي هو مستوى المرء وتربيته ومدى التزامه بدينه واخلاقيات المجتمع الذى يعيش فيه، مؤكدا على أن ارتفاع المستوي الثقافي للإنسان يكون بالدراية والوعي الكاملين بالناحية الدينية الحقيقة الخاصة به وليس المظهرية فقط.
أوضح أن الجهة الوحيدة القادرة على رفع المستوى الثقافي هي "الإعلام"، مطالبا بعمل "لجنة عليا للإعلام"، تحتوي على أشخاص من "إعلاميين، وعلماء علم النفس والاجتماع، ورجال الدين من الأزهر والكنيسة الأرثوذوكسية"، لعمل خطة وخريطة لرفع مستوي الوعي المصري، مشيراً إلى أن الدولة اقتصرت مؤخراً على تطبيقها فى المجلس الوطني للإعلام"، على مجموعة من الإعلاميين فقط، تاركة باقي المجالات التى وجب أن تكون مساهمة فيها لإحداث التغيير في فئات الشعب المختلفة، مطالبا بتغيير الفكر الإعلامي ووضع جميع ما يعرض تحت السيطرة من برامج أو مسلسلات أو أفلام وغيرها، لكى تصب فى مكان واحد، للتمكن من رفع مستوى الفرد والخروج من الصورة السئية التى وضع فيها وتغيير ظاهرة القطيع التي يسير فيها.

استطرد فرويز: "إن العلماء قديما كانوا يحتاجون إلى 500 سنة لتغيير ثقافة جيل، فى حين أنه الآن يقتصر التغيير من 3 إلى 5 سنوات فقط، بوجود خطة إعلامية ممنهجة، بإشراف علماء النفس والاجتماع، مستدلاً بما فعله فى مدينة حلايب وشلاتين، من العام 1997 إلى العام 2004، وتحويلهم من قبائل تتحدث اللغة السواحلية، إلى أناس تتحدث اللغة العربية المصرية، من خلال توزيع "راديوهات" على الأهالي بالإضافة إلى توعيتهم بالفكر الديني الصحيح، وإنشاء مدارس، لهم.
أكد على أن "المجلس الأعلى للإعلام إذا سيطر على جميع القنوات بما تعرضه من برامج وأفلام ومسلسلات، بالاشتراك مع إذاعة القاهرة الكبرى، فإن الحل سيكون سهل وسوف يصلوا إلى الغاية المنشودة، ونخرج من عنق الزجاجة الذى أصبح يخنق المجتمع ويسئ لحضارته.
وقال الدكتور إبراهيم مجدى حسين استشاري الطب النفسي: إن ارتفاع معدلات الجريمة مرتبطة بالانفلات الأخلاقي والأمني والإدمان والظروف الاقتصادية، مشيراً إلى أن ازدياد العنف وجرائم القتل في المجتمع تأتى نتيجة انتشار المخدرات والأفلام والمسلسلات التي تبرز مظاهر العنف وتحس عليها، بالإضافة إلى أن تلك الأحداث أصبحت تحيط بالعالم من قتل وإرهاب وتطرف، في ظل انحدار المستوى الثقافة للدولة منذ أواخر السبعينيات، مؤكداً على أن الأجيال الجديدة تعانى من الأمية والجهل، وأصبحوا يقلدون ما يشاهدونه على شاشات السينما والتلفزيون، عبر قناة "يوتيوب" والتي أغلبها يتضمن عنف ورعب، يأخذها بعضهم قدوة لهم ويعملون عليها لبث الخوف في نفوس المواطنين، مؤكداً على أن تشديد العقوبات ومحاصرة المخدرات التي تجعل الفرد المتعاطي يفقد السيطرة على أفكاره ويتجه للاندفاعية والعنف، موضحا أن هناك ما يقرب من 10 ملايين من المجتمع يتعاطون المخدرات، مطالباً بقيام الإعلام بإلقاء الضوء على الجريمة، والاهتمام بالمبادئ الأخلاقية ومكارم الأخلاق وغرس مبادئ الحب والسماحة في نفوس المواطنين، بالإضافة إلى نشر الثقافة والترفيه والارتقاء بالتعليم، ونشر الساحات والأندية الرياضية، فى جميع المحافظات لامتصاص غضب واندفاع الشباب، ومساهمة الأحزاب بعمل حوار هادئ بين الشباب للتعبير عن ذاته والوصول إلى هدفه بعيدا عن الكبت، يساهم في الحد من انتشار العنف في المجتمع.
وشدد علي وجوب تعاون وتكاتف "الأزهر والكنيسة" حتى يكون لهم دوراً واضحا فى المجتمع، ومنع ما يسيء للدولة والاعتراض عليه فى صيغة بيانات رافضة لما يعرض على شاشات التلفزيون من مسلسلات أو أفلام أو برامج تساعد على انتشار الرذيلة والمخدرات بين الشباب ونشر الفواحش فى المنازل.
وقال اللواء محمد نور الين مساعد وزير الداخلية الأسبق: إن الانفلات الأخلاقي ، وارتفاع معدل الجريمة الذى يشهده المجتمع فى الوقت الحالي وراءه الكثير من الأعمال الفنية التي تستخدم الدعوة في العنف بعرضها مشاهد عديدة للبلطجة لا تتناسب مع عقلية المشاهدين، مشيرا الي ان الحل تكاتف الجهات وتشكيل لجنة من وزارت" التعليم والتعليم والعالي والثقافة والأزهر والكنيسة والإعلام"، للحد من الانفلات الأخلاقي المنتشر .