الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"الصاوية الخلوتية".. واجهت الفرنسيين والإنجليز

تشترط أن يكون مشايخها من خريجى «الأزهر»

أتباع الطريقة الصاوية
أتباع الطريقة الصاوية الخلوتية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنظم الطريقة احتفالات وحلقات الذكر.. وتستقبل الصائمين بمسجد «الصاوي» في العياط
انتشرت دعوة الصاوية بين طلاب الأزهر الذين أحبوا منهج الشيخ الذى اعتبروه الأكثر صوابًا
تنتشر الطريقة الصاوية الخلوتية بشكل أساسى فى فلسطين ومصر والمغرب العربى، حيث تتواجد أيضًا طريقة القاسمى الخلوتية الجامعة فى مختلف مناطق البلاد خاصة فى مدينة الخليل، وشيخها هو العالم الجليل الشيخ عبدالرؤوف حسنى الدين القاسمى، رئيس مجلس أمناء مؤسسات القاسمى، ومن مؤسساتها كلية القاسم فى منطقة باقة الغربية.
على الرغم من ارتباط الطريقة الصاوية بالأزهر الشريف، فإن التاريخ لا يسجل مواقف بارزة للطريقة «الصاوية»، غير أنها مشهورة بموقفها الناصع أيام الحملة الفرنسية على مصر أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، فقد بغى وطغى الجنود الفرنسيون، فهب الشيخ أحمد الصاوى وحث أتباعه ومريديه وخطباء مساجد الطريقة وكل أشراف مصر على الوقوف فى وجه الاحتلال، ودعا إلى المقاومة واستجاب له كثيرون من بينهم المئات من طلبة الأزهر الشريف، وفى عهد الاحتلال الإنجليزى لمصر قامت الطريقة الصاوية بدور كبير جدًا فى التصدى للمحتل.
وتختلف الطريقة الصاوية عن باقى الطرق فى أنها الوحيدة التى تلزم مشايخها أن يكونوا متخرجين فى الأزهر الشريف دارسين علومه، إنها ليست طريقة تنصرف عن الدنيا بل تقبل عليها وتشتبك وتتفاعل بها، لذلك كان بديهيًا أن تجد صدى ومريدين كثيرين من دُعاة الأزهر وطلابه.
الطريقة التى تتخذ من الجيزة عاصمة لها أسسها الشيخ أحمد الصاوى عام ١٠٢٠هـ، وكان من علماء الأزهر الشريف ودرس التصوف من شيوخه، وعندما شعر أن لديه فكرة وطريقة مختلفة فى كيفية الوصول إلى الله، استقل بنفسه وأسس طريقته التى سماها أتباعه «الصاوية الخلوتية»، واتخذ الشيخ الصاوى من «العياط» بالجيزة مركزًا رئيسيًا لطريقته، وأنشأ أكبر مساجد الصاوية فى المدينة.
انتشرت دعوة الصاوية بين طلاب الأزهر الذين أحبوا منهج الشيخ الذى اعتبروه الأكثر صوابًا، واستحبوا أن يكون لواحدة من الطرق الصوفية شيخ أزهرى وعالم من علمائه، وزاد انتشار الطريقة طوال القرون الأربعة الماضية، وصارت لها مراكز ومحافظات يتواجد المريدون فيها بكثافة مثل الفيوم والغربية والإسكندرية والمنيا وأسيوط وسوهاج.
وكترجمة لهذا الانتشار، أنشئ أكبر مساجد الطريقة فى الفيوم، لكنه لم يؤثر على المكانة الروحية التى يحتلها مسجد الصاوى فى العياط، حيث يوجد ضريح ومقام الشيخ نفسه، وقدمت الطريقة مشايخ مشهورين مثل «المنسفيس»، و«أبوالليل» و«أبوعيون» الذين ينسب لهم المساهمة فى نبذ العنف والإرهاب من محافظة المنيا. 
وفى عهد الشيخ السيد الصاوى الشيخ السابق للطريقة، دخلت الطريقة المجلس الأعلى للطرق الصوفية عام ١٩٧٩، وتطورت الدعوة على يد الرجل الذى عمل فور تخرجه فى وزارة الأوقاف، ولم تمنعه الدعوة وأمور الطريقة عن تلقى العلوم، خصوصًا أنه تتلمذ على أيدى كثير من علماء الأزهر ويحفظ المريدون أورادًا عن الشيخ مصطفى البكرى والشيخ أحمد الدردينى، ولهما وردان شهيران يسميان «ورد الصحا» و«ورد الستار».
وتنظم الطريقة الصاوية الكثير من الاحتفالات فرحًا وابتهاجًا بشهر رمضان العظيم، وخاصة فى العشر الأواخر من الشهر، حيث تجهز ساحاتها ومساجدها من أجل إقامة الحضرات والاحتفالات المختلفة التى يشارك فيها الآلاف من أبناء الطرق الصوفية الذين يأتون من كل حدب وصوب، للمشاركة فى هذه الاحتفالات والليالى الكبيرة التى يحضرها كبار علماء الأزهر الشريف الذين يعشقون المنهج الصوفى الذى تتبعه الطريقة الصاوية.
ويرأس الطريقة الصاوية حاليًا الشيخ أحمد الصاوى شيخ الطريقة الصاوية، وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية والذى ينظم الكثير من الاحتفالات فى شهر رمضان، حيث يشارك المريدين فى احتفالاتهم بليالى شهر رمضان المباركة، ويستقدم الكثير من المنشدين، لإحياء ليالى هذا الشهر المبارك ويوجه الدعوات لمشايخ البيت الصوفى من أجل حضور الاحتفال بجميع الليالى التى تنظمها الطريقة طوال الشهر الكريم، وتستقبل الطريقة الصائمين بمسجد «الإمام الصاوى» فى العياط.