رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ليس سهلاً أن تقتنصها.. دعوة للغرق في دوامة فتاة تحب الكتابة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى مطلع العام 2015، أطل علينا المترجم محمد الضبع، بكتاب يحمل عنوان «اخرج فى موعد مع فتاة تحب الكتابة» فى 256 صفحة، صادر عن دار العربية للعلوم «ناشرون» ثم توالت طبعاته لتصل إلى الطبعة الـ13، وتنتقل حقوق طبعه ونشره إلى دار كلمات بالكويت، جميع الموضوعات المنشورة فى الكتاب.
هى موضوعات لكتّاب شباب فى الولايات المتحدة الأمريكية يكتبون نصوصهم بالإنجليزية فى مدونة بعنوان «معطف فوق سرير العالم»، قسم الضبع كتابه إلى خمسة فصول هى «ما هو الحب؟» ويتضمن تعريفات للحب على لسان أكبر أدباء العالم، بالإضافة إلى رسائل المشاهير، والفصل الثانى بعنوان «اخرج فى موعد مع فتاة تحب الكتابة»، ويحتوى على موضوعات تتعلق بفلسفة الكتابة وطقوسها، وفصل بعنوان «حياة للبيع» وآخر بعنوان «من ويتمان إلى بيكاسو إلى باباي» والأخير بعنوان «قصائد المعطف» ويحتوى على عدة قصائد تعالج فلسفة الكتابة من بينها قصيدة لبكوفيسكي.
فى الفصل الثانى من الكتاب، يترجم الضبع مقالا أدبيا لكاتب مجهول بعنوان «اخرج مع فتاة تحب الكتابة»، يبحر فيه الكاتب فى نفسية الفتيات الكاتبات عاداتهن وسلوكياتهن، وكيف تصبح شخصياتهن عندما يرتبطن، كما يقدم نصائح لكيفية التواصل مع أولئك الفتيات، حيث إن لديهن تركيبة وطباعا خاصة.
فى البداية.. يعرف الكاتب مظهر تلك الفتاة فيقول: «اخرج فى موعد مع فتاة تحب الكتابة، اخرج فى موعد مع فتاة لم يسبق لك أن رأيتها فى ملابس نظيفة تماما، بسبب قهوتها التى تحملها معها دائما، وبسبب بقع حبر قلمها، هذه الفتاة لديها مشاكل دائمة فى ترتيب غرفتها، وجهازها المحمول ليس مملا على الإطلاق لأن داخله كلمات كثيرة، وعوالم كثيرة تتحرك أمامها، تقرأ فى شاشتها صفحات مليئة بالغرابة، وترى فى الأسفل أيقونة أغنية مشهورة، وهى ترقص فى أذنها، تراقبها وهى تقرأ عن تاريخ كاثرين العظيمة، وعن خلود قناديل البحر، تضحك بشدة حين تخبرك أنها نسيت تنظف غرفتها، وملابسها مبعثرة حول أغلفة الكتب وتعتذر منك وتخبرك أنها ستحتاج وقتا أطول لتنزل إليك، وإن حذاءها مخبأ أسفل جبل من الأقلام المكسورة التى كانت تحتفظ بها منذ أن كان عمرها اثنا عشر عاما، قبلها أسفل عمود الإنارة عندما تمطر السماء وأخبرها عن تعريفك للحب».
ثم يبدأ فى تفسير الصعوبة لتحقيق تلك الرغبة فى الخروج مع فتاة تحب الكتابة، حيث إن لديها تركيبة خاصة ، ويبدأ فى عرض مجموعة من الإرشادات لاقتناص ذلك النوع من الإناث فيقول: «من الصعب أن تخرج فى موعد مع فتاة تحب الكتابة، لكن كن صبورا معها، وقدم لها كتبا فى عيد ميلادها، ومذكرات جميلة للكريسماس ومناسبات العام، فواصل للكتب، والكثير الكثير من الكتب، قدم لها هدية الكلمات، دعها تشعر بأنك خلفها فى كل خطوة على الطريق، رغم المتقاطعات الخادعة والمكارة بين الحقيقة والخيال، سوف تمنحك الفرصة لكن لا تكذب عليها، لأنها سوف تفهم ما وراء كلماتك، سوف تكون محبطة جدا لأنك تكذب عليها، لكنها ستتفهم، ستتفهم أنه أحيانا حتى الأبطال يفشلون، وأن النهايات السعيدة تتطلب وقتا، وهى واقعية، وليست عجولة أبدا، ستتفهم بأن لديك أخطاء، ستقدس أخطاءك، لأن الفتاة التى تكتب تفهم معنى الحبكة وتفهم أن النهايات يجب أن تحدث مهما كانت سعيدة أو حزينة».
ويختتم مقالته، فيقول: «ربما لا تكون متقنة تماما لقواعد اللغة لكن لا بأس بذلك، اخرج فى موعد مع فتاة تحب الكتابة لأنك تستحق هذا، هى ظريفة ومتعاطفة، غامضة بعض الأحيان، ولديها حياة مليئة بالألوان أكثر من أى فتاة، الفتاة التى تحب الكتابة تفهم الواقع، ستغيظك فى بعض الأوقات، وربما يصل بك الأمر لكرهها، وربما تكرهك هى أيضا، لكن الفتاة التى تحب الكتابة تفهم طبيعة الإنسان، وتفهم بأنك ضعيف، لن تتركك فى منتصف الليل وتركب القطار عند أول لحظة تبدأ فيها الأمور بينكما بالتداعي، سوف تفهم أن الحياة ليست كالقصص، لأنها بينما هى منهمكة فى كتابة قصصها، هى تعيش معك فى الواقع، اخرج فى موعد مع فتاة تحب الكتابة، لأنه لا شىء أفضل من الخروج فى موعد مع فتاة تحب الكتابة».