الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الدسوقية.. "طريقة أبو العينين"

الطرق الدسوقية -
الطرق الدسوقية - أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«أقطاب الصوفية وشيوخ الحضرة»
ينتشر أتباعها في كل دول العالم ويتمركزون في مصر والسودان والمغرب العربي 
الطريقة الدسوقية المحمدية، هي طريقة صوفية سُنيّة، متفرعة من الطريقة الدسوقية المنسوبة لمؤسسها إبراهيم الدسوقي، وهي أحدث الطرق الصوفية في مصر، وشيخ الطريقة الحالي هو «مختار على محمد الدسوقي».
تم تأسيس الطريقة الدسوقية على منهج سيدى «إبراهيم الدسوقي، بن عبدالعزيز أبو المجد»، الذى ينتهي نسبه إلى الحسين بن على بن أبي طالب، زوج السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد»، وهو آخر أقطاب الولاية الأربعة الصوفية وأعظمهم شأنًا عند الصوفية. 
أما والدته فهي فاطمة بنت أبي الفتح الواسطى خليفة أحمد الرفاعي في مصر، والذي لعب دورًا كبيرًا في تأسيس بنيان الطرق الصوفية في مصر، كما أنه من شيوخ أبي الحسن الشاذلي، والدسوقي على صلة وطيدة بأبي الحسن الشاذلي، وقد قال الدسوقي مقولته الشهيرة: «أنا فككت طلاسم سورة الأنعام التي لم يقدر على فكها الشاذلى خالي».
تسمى الطريقة الدسوقى بأسماء عدة، فتُسمّى أحيانًا بالطريقة الدسوقية، نسبة إلى مدينة دسوق مقر ميلاد وإقامة وعبادة إبراهيم الدسوقي، فلفظ دسوق لفظ عربي، أصلها من مادة دَسَقْ، وهو امتلاء الحوض بالماء حتى يفيض، فيطلق على الأحواض الصغيرة دُسُق ودُسوق، ويقول العرب «ملأت الحوض حتى دسقأ امتلأ حتى ساح ماؤه»، و«الديسق» هو الحوض الملآن، ويطلق أيضًا على وعاء من أوعية العرب والخوان من الفضة، و«أدسقه» أى ملأه بنور العلم والإيمان حسب مفاهيم الصوفية.
وشيخ الطريقة الدسوقية هو مختار على محمد، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية؛ حيث أصبحت الطريقة فى عهده من أكبر الطرق، وتعتبر الطريقة الدسوقية من أكبر الطرق الصوفية الموجودة فى مصر؛ حيث إنها تتبع القطب الصوفى الكبير سيدى أبا العينين إبراهيم الدسوقي، الذى يوجد فى مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وعلى ذلك يتبعها الآلاف من المريدين لمنهجها المعتدل، وبعدها عن الأفعال غير الصحيحة، مما جعل أتباعها ينتشرون فى كل أنحاء الدولة، ويكثرون يوما بعد يوم، وليس فى مصر فقط، بل لو نظرنا إلى السودان لوجدنا أتباع الطريقة الدسوقية يتمركزون بصورة كبيرة فى الدولة السودانية، وخاصة أن الشعب السودانى ينظر إلى قطب الأقطاب سيدى «الدسوقي» بنظرة خاصة جعلتهم يتبعون كل الطرق التى تفرعت من المنهج الدسوقى.
وتنظم الطريقة الدسوقية المحمدية مئات الاحتفالات فى شهر رمضان المبارك؛ حيث تستقبل الصائمين فى ساحاتها المنتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية لإفطارهم، وجعلهم يشاركون فى الاحتفالات الدينية التى ينظمها علماء الطريق بعد صلاة التراويح وحتى الساعات الأولى من فجر اليوم الثاني، حيث إن الطريقة تستقدم عددًا كبيرًا من المنشدين الصوفية الذين ينشدون القصائد الدينية التى تبين فضل شهر رمضان الكريم، وعلى ذلك يتجمع آلاف من كل حدب وصوب لمشاهدة الحالة الروحانية الصوفية الدسوقية التى تجعل المريدين يصلون إلى أعلى درجات الفرح والسرور.
وتنظم الطريقة الدسوقية العديد من الجلسات والحضرات الخاصة بمشايخ الطرق، وبحضور مشايخ الطرق الصوفية الـ٧٧، والذين يتم دعوتهم لحضور حفل الإفطار الكبير الذى تقيمه الطريقة الدسوقية كنوع من التواصل مع مشايخ البيت الصوفى وإضفاء المزيد من مشاعر الحب والأخوة بين أقطاب الطرق الصوفية، الذين ينظرون إلى الطريقة الدسوقية على أنها القائدة لكل الطرق الصوفية نظرًا لدور شيخها مختار على محمد فى جمع مشايخ البيت الصوفى على قلب رجل واحد، ورفضه أن يكون مشايخ البيت الصوفى متفرقين أو مشتتين.
ويلتقى شيخ الطريقة الدسوقية فى رمضان بأبناء الطريقة؛ حيث يتحدث إليهم ليعرف مشكلاتهم وما يحتاجونه من نصائح سواء فى الجانب الدينى أو الدنيوي، ويحاول إيجاد الحلول للمشكلات كل التى يعانونها، وخاصة أن شهر رمضان يكون هو الملتقى الأكبر الذى يجمع أبناء الدسوقية بشيخهم القطب الصوفى الكبير سيدى «مختار على محمد الدسوقي»، الذى يسعى منذ قديم الأزل إلى عمل وحدة بين مشايخ البيت الصوفى لنشر الدين الإسلامى والطريق الدسوقى فى جميع أنحاء العالم.