ارتبط طقوس شهر رمضان بأغنية «وحوى يا وحوي» التى يرددها الكبار والصغار منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وعلى الرغم من انتشار هذه الأغنية، إلا أن عددا قليلا جدا يعرف اسم مطرب هذه الأغنية الشهيرة، وهو الفنان الراحل أحمد عبدالقادر.
ولد أحمد عبدالقادر فى عام ١٩١٦ بمحافظة الشرقية، وظهرت موهبته فى الغناء والطرب من خلال مشاركته فى حلقات «الذكر الدينية» مع والده وهو فى سن السادسة، ثم تطورت موهبته حتى استطاع أن ينشد الكثير من ألحان كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ومع تطور موهبته وازدياد تعلقه بالغناء اتجه إلى دراسة الغناء بشكل احترافى، ليلتحق بالمعهد العالى للموسيقى وحصل منه على دبلوم الموسيقى عام ١٩٣٩ ثم تم تعيينه مدرسًا للموسيقى عام ١٩٤٥.
بدأ عبدالقادر مشواره الغنائى من خلال الإذاعة حيث انطلق صوته للمرة الأولى من خلال الإذاعة الأهلية عام ١٩٢٦ وعند افتتاح الإذاعة العامة عام ١٩٣٤ كان من أول الأصوات التى أنشدت بها عبر الأثير، واستمر بها ممارسًا للفن والغناء حتى خروجه إلى المعاش بعد أن اعتمدته الإذاعة قارئًا للقران الكريم ومبتهلًا بالمسجد الحسين.
فى مطلع الثلاثينيات من القرن الماضى قام أحمد عبدالقادر، بتسجيل أغنية «وحوى يا وحوى» للإذاعات الأهلية، وحققت نجاحا وتعلقا كبيرا لدى الجماهير التى اعتبرتها جزءا من الفلكلور الفرعونى «وحوى يا وحوى» الذى أصبح فلكلورا مصريا رمضانيا، كما أنشد لرمضان «آنست يا رمضان، المسحراتي» إلى جانب الكثير من الأغانى التراثية التى لحنها له كبار ملحنى عصره أمثال الشيخ زكريا أحمد، الذى أنشد من ألحانه «نبين زين، يا عرق سوس شفا وخمير» وكذلك رياض السنباطي، الذى أنشد له «يا حبيب الله.. قيام الحج، على عرفات» كما قام بالمشاركة فى الملحمة الغنائية «الإمام البوصيري» التى ظهر من خلالها للمرة الوحيدة على الشاشة الفضية.
رحل المطرب والمقرئ الشيخ أحمد عبدالقادر عن عالمنا فى الحادى والعشرين من يوليو عام ١٩٨٤ تاركًا لنا بصمة «وحوى يا وحوي» الرمضانية التى تذكرنا به دائما.
