الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

مواطن لوزير الصحة: "بنتي بتضيع قدام عنيا من الإهمال الطبي"

السيد محمد السيد
السيد محمد السيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أب يستغيث بوزير الصحة: "عايز حق بنتي طبيب السويس قتلها وهي حية ساب الجرح دون خياطة 17 يوما".
أنهت دراستها الجامعية، وحصلت بتفوق على بكالوريوس التربية قسم اللغة العربية بجامعة قناة السويس، منذ شهور قليلة فرح الأهل بخطبتها، وسعد والدها الرجل الموظف البسيط، كما تم تحديد موعد العرس بعد انقضاء عيد الفطر، فجمعت الأم كل ما تقتنيه من أموال لشراء جهاز عروستها التي باعته مؤخرا، ليستيقظوا على كابوس وهو "الموت البطيء" للعروس المنتظرة بـسبب الإهمال الطبي.
"يروي "السيد محمد السيد" والد الضحية، والمقيم في كفر محمد سلامة بحي الأربعين بالسويس: "ذهبنا بابنتي لأحد المستشفيات الخاصة بمحافظة السويس، وقام طبيب بفحصها حيث كانت تشكو من ألم بالمعدة، وتم عمل تحاليل وإشاعات بناء على طلب الطبيب".
وتابع: "عندما ظهرت نتيجة الفحوصات الطبية، التي تسلمها الدكتور محمد بهاء المسئول عن حالة ابنتي، وعين طبيب جراح للكشف عليها الذي اشتبه هو الآخر بانفجار في الزائدة، وعلى إثر ذلك قام بتحويلها لمستشفى السويس العام.
واستكمل الأب كلماته بصوت يخالطه البكاء: "على إثر وصولها "لمستشفى السويس العام" قرر أحد الأطباء إجراء عملية استكشاف، ولهذا تم تجهيز غرفة عمليات لإجراء العملية لها بمشاركة الطبيب "أحمد الدرديري" والطبيب "حسن القزاز" رئيس قسم الجراحة بمستشفى السويس العام، في وجود أخصائي الجراحة وأخصائي التخدير من المستشفى الشرعية".
"مفاجأة صادمة"
يكشف الأب عن تفاصيل الإهمال بالمستشفى من قبل الطبيب قائلا: "خرجت ابنتي من العمليات، وبفحصها تبين أن الجرح لم يتم "تخييطه" وسده منعا للتلوث كما نعلم أن هذا إجراء طبيعي لأي عملية وجرح، مستكملا: عندما سألت الممرضة عن الطبيب لأستفسر عن الحالة، قالت لي إنه ذهب للاستراحة وذلك دون استكمال خياطة الجرح".
واستطرد: "وبحثت عن الطبيب على مدار 3 أيام لم أجده، إلا عندما جاء ليقوم بالتغيير على الجرح، وصدمني مشهد الجرح حيث إن جرحها مفتوح من أسفل القفص الصدري وحتى نهاية أعلى الحوض، وخياطة الجرح ليست مكتملة ومتصلة، وإنما متفرقة بطول الجرح، موضحا: يعني "غرزتين من كل ناحية".
"الدكتور أراد أن يسقط المسئولية عن كاهله ويتهرب من دوره، بحجة أنه قال للممرضات أن يكملن خياطة الجرح على أن يذهب لأخذ قسط من الراحة، وابنتي جرحها مفتوح".. هذا كما أوضح الأب.
وقال الوالد": طالبت الطبيب بإعادة خياطة الجرح المفتوح للاطمئنان على سلامة ابنتي، والذي رفض عمل ذلك وقال لي "الجرح هيسد لوحده من غير خياطة اطمئن".
"عندما ساءت الأوضاع الصحية للبنت، حدثت مجادلة بين أخصائي الأشعة مع الدكتور الجراح في نفس الغرفة التي فيها ابنتي حيث لم يستطع الأخير قراءة الأشعة، فيما تساءل الأب: "كيف قام بإجراء عملية الاستكشاف وهو لم يتعرف على قراءة التقرير أساسا".
"مع مرور الساعات وفي ظل الإهمال وحيرة الأطباء، بدأ الجرح بتغير لونه ومن ثم تعفنه، حتى إن رائحة ابنتي أصبحت لا تطاق بسبب تعفن الجرح، وتابع: "الذي أثار رعبي حال علمي أن هناك حالات ماتت بنفس حالة ابنتي بسبب الإهمال والتشخيص الخاطئ الذي أدى لتعفن الجرح".
"وبعد علم الدكتور بتدهور الحالة الصحية "لأية" قام بفحصها ومتابعتها جديا أفضل من ذي قبل، وبعد مرور 17 يوما ذقنا فيها المر وعيشنا أيام الله العالم بيها، تم إخبارنا بأنه سوف يتم نقل ابنتي لمستشفى جامعة الزقازيق لتبدأ رحلة عذاب وتكمل معاناتها".
وقال: "ورغم الحالة الصعبة، لم نجد سيارة إسعاف لنقل "أية" وبعد 6 ساعات انتظار والبنت شبه جثة هامدة محمولة على الأعناق، استبدلنا الإسعاف بـ "تاكسي أجرة" فضلا عن توفير طبيب مرافق للحالة في الطريق للمستشفى".
"الاستقبال بمحضر شرطة"
"ونظرا لتدهور حالة البنت، قام الأطباء استلام الحالة بموجب محضر شرطة لإخلاء مسئوليتهم برقم 5ح ـ 11170 لسنة 2017 بنقطة مستشفى الزقازيق الجامعي"، بعد الحصول على موافقة مديرية الصحة بالسويس".
"تم عمل استكشاف جديد بالزقازيق، للتحقق من تقرير الطبيب الذي أقر بأن البنت لديها ورم بالبطن، وصرح أطباء الزقازيق أنها تعاني من التهاب البنكرياس، وحالتها لم تكن تستدعي في البداية عملية استكشاف، وأن ترك الجرح مفتوحا هو السبب وراء التدهور الذي آلت إليه حالة ابنتي حتى أصبحت كالجثة الهامدة".
"تقرير أطباء مستشفى الزقازيق"
أوضح أطباء مستشفى الجامعة بالزقازيق أن استمرار الجرح بدون خياطة على مدار 17 يوما تسبب في موت 70% من خلايا البنكرياس، فضلا عن وجود التهابات قامت بفرز مادة سامة ساعدت في موت أجهزة الجسم تدريجيا والتي أوضحتها "تعفن البنكرياس".
وانهار الأب بالبكاء قائلا: "ابنتي في غيبوبة تصارع الموت وكل هذا بسبب طبيب مهمل لا يراعي الله ولم يضع باعتباره البشر والحالات المرضية ولم يرفق بهم، وهو الآن حر طليق لم تحاسبه وزارة الصحة على الإهمال الذي حتما سيودي بحياة فلذة كبدي".
ويناشد الأب بتدخل وزير الصحة لكي لا يفقد ابنته، وتوفير دواء "ألبومين" نظرا لتكلفته حيث لم يتبق معه أموال، حتى أقسم أنه باع "جهاز" أية العروسة، وبعض مقتنيات منزله البسيط".