الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

إيمان الفراعين.. رمسيس الثاني شغل منصب الكاهن الأكبر للإله "آمون"

 رمسيس الثاني
رمسيس الثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشرة، وأشهر فراعنة مصر على الإطلاق، وصاحب فترة من أطول فترات الحكم فى تاريخ مصر؛ حيث بلغت فترة جلوسه على العرش الـ٦٦ عامًا، إنه الملك رمسيس الثاني الذى بدأ والده سيتى الأول يُشركه فى شئونه وهو لم يزل فى سن العاشرة.
كما أعلنه ولياً للعهد فى سن الثالثة عشرة، ثم توجه شريكاً له فى المُلك بعد ذلك بسنوات قليلة، وعلى أثر ذلك كُلّف بالقيام ببعض مسئوليات الدولة وشئونها كإقامة المبانى وغيرها، وقد تم هذا التتويج على يد الإله آمون، فى حضرة والده فرعون مصر «سيتى الأول»، وسجل هذا التتويج فى معبد سيتى الأول بالقرنة، كما سُجّل له تتويج ثان فى مدينة هليوبوليس على يد الإله «أتوم»، والنص الموجود على أحد جدران معبد سيتى الأول أمر رمسيس الثانى بنقشه ليُفاخر بنفسه إذ يقول: «رفع من شأنى رب الكون نفسه - يقصد الإله رع - منذ كنت طفلاً حتى أصبحت حاكماً، منحنى الأرض وأنا فى البيضة وقبّل العظماء التراب أمام وجهي، ثم عينت بوصفى الابن الأكبر أميراً وراثياً على العرش وكنت أقدم التقارير عن حالة الأرضين بوصفى قائداً للمشاة والعجلات، ولما بدا أبى فى مجده أمام شعبه وكنت طفلاً قال للقوم: «توجوه ملكاً حتى أشهد بهاءه وأنا على قيد الحياة».
فى عام ١٢٩٠ ق.م، تولى رمسيس الثانى الحكم منفرداً، وتم تتويجه فى منف عاصمة مصر السياسية والإدارية، والتى تقع عند التقاء مصر العليا والسُفلى «البدرشين»، وتسلم من «الآلهة» العصا المعقوفة والسوط، وهما رمزا الحكم ووضع التاج على رأسه والكوبرا الملكية على جبهته لتحميه وتدمر أعداءه، وفى المقابل يتلقى حياة أبدية وسلطاناً دائماً، وبعد ذلك أعلنت أسماء رمسيس الثانى الشرفية فى كل أنحاء البلاد. 
والغريب فى الأمر أن الفرعون - بصفته حاكماً للبلاد - يعتبر الكاهن الأكبر للإله «آمون» وباقى الآلهة، ولكن لم يكن ذلك يتخطى أن يكون صفة شرفية، بينما يتولى أحد الكهنة القيام بالشعائر التى تتطلبها وظيفة كاهن أول للإله «آمون» فى الاحتفال، إلا أن رمسيس الثانى قام فى هذا الاحتفال بدور الكاهن الأكبر بنفسه، وهو شيء لم يفعله أحد من الفراعين من قبل، فقد حدث أن كان منصب الكاهن الأكبر للإله «آمون» خالياً، ولم يقم بتعيين أحد فى الكرسى الخالي، وأدى المراسم الدينية التى يتطلبها هذا الاحتفال، ولبس رداء الكهنة والفراء الخاص فوق الملابس الملكية، وعمل على تسجيل ذلك فى نقش كتب فوقه «الكاهن الأول للإله آمون ملك الجنوب والشمال رعمسيس الثانى معطى الحياة».
وعندما شرع ملك مصر الفرعون الأكبر فى الزواج من نفرتارى أجمل جميلات مدينة طيبة، والتى يجرى فى عروقها الدم الملكى كان فى السادسة عشر من عمره، وظلت الزوجة الرئيسية له حتى بعد أن تزوج بغيرها، وكانت تُلقب بالأميرة الوراثية وسيدة مصر العليا والسفلى وسيدة الأرضين أى على قدر المساواة بالملك الذى كان يطلق عليه لقب «سيد الأرضين».
ثم تزوج رمسيس الثانى بعد ٨ سنوات من زواجه بنفرتاري، وكان قد بلغ ٢٤ عاماً تقريباً، وكانت ثانى زوجاته تُدعى «إست نفرت»، ولكن تكررت المأساة معها هى الأخرى؛ حيث يولد الأبناء ويموتون فى سن مبكرة، وليس أدل على ذلك من أن مرنبتاح كان ترتيبه الـ ١٣ فى الأمراء، وتوفى الـ ١٢ الذين سبقوه وأصبح هو ولى العهد.
فى العام الخامس لحكم رمسيس الثاني، وقعت معركة قادش بين قواته والحيثيين بقيادة الملك مواتلى الثانى بمدينة قادش على الضفة الغربية لنهر العاصى جنوب بحيرة حمص بعدة كيلومترات فى سوريا، وهذه المعركة مؤرخة بالعام الخامس من حكم الملك رمسيس الثاني، وتعتبر هذه المعركة هى أشهر المعارك التى خاضها الملك فى صراعه مع الحيثيين، والتى انتهت بعقد معاهدة صلح بين الطرفين.