الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مستعمرة "الجذام" بالخانكة.. عزلة مجتمعية ومعاناة مرضية.. المديرة: نلجأ لفاعلي الخير لتوفير الأدوية.."الحق في الدواء": الأطباء لا يجيدون "جونتات" الكشف.. والمؤسسة تعاني من عجز تام في الطاقم الطبي

مستعمرة الجذام بالخانكة
مستعمرة الجذام بالخانكة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مستعمرة الجذام، بالخانكة، ربما لا يعرف ملايين المصريين عنها شيئا، فهذه المستعمرة التي بناها الملك فؤاد الأول منذ حوالي 100عام، على مساحة 262 فدانًا في منطقة الخانكة، بأبو زعبل يحيط بها من كل مكان الأشجار الكثيفة المزروعة بثمار التين والصبار والبصل، وهي نتاج عمل المرضى بهذه الأرض على مدار عقود طويلة. 
حجرات المرضى مجرد عنابر بنيت منذ أكثر من مائة عام بالطوب الأبيض على يد الاستعمار الإنجليزي، وقت إنشاء المستعمرة، ناهيك عن نقص الأدوية التي نشرت المستشفى بيانًا بها خلال الأيام القليلة الماضية ولا حياة لمن تنادي.
"البوابة نيوز" عاشت الأزمة من مقر المستعمرة بأبو زعبل في البداية قالت الدكتورة أحلام حمزة مديرة مستعمرة الجذام بالخانكة، إن المستشفى يعانى من أزمات كثيرة، لافتة إلى أنها بنيت على مساحة 12 فدانًا وتحتوي على 580 مريضا  متواجدين بصورة دائمة بغير المترددين وأنهم بحاجة إلي اهتمام من المسئولين.
وأضافت مديرة المستعمرة أن الأدوية والمستلزمات التي يتم صرفها من قبل وزارة الصحة، لا تكفي المرضي، فإنه يوجد لدينا أكثر من 120 مريضا يوميا يتم التغيير لهم على الجروح، ونقوم بسبب ذلك باستخدام أكثر من 60 كيلو من القطن بخلاف الشاش والمستلزمات الأخرى كالمطهرات وغيرها وما يتم صرفه من وزارة الصحة 200 رباط شاش و10 كيلو من القطن فقط بخلاف نواقص الأدوية، ويوجد فرق شاسع بين الاحتياج وبين الحصة التي يتم صرفها.
وأشارت إلى أن المستشفى تلجأ لرجال الأعمال الأعمال أو فاعلي الخير لاستكمال الأدوية والنواقص التي تحتاجها المستعمرة، مناشدة، المجتمع المدني وفاعلي الخير بالوقوف مع مرضى الجذام حتى يستطيعوا العلاج والخروج من الازمات التي تواجه المستعمرة منذ فترة.
فيما قال مصدر بالمستعمرة رفض ذكر اسمه، إنهم يعانون منذ فترة من نقص شديد في الأدوية والمستلزمات التي تستخدم لعلاج المرضى، رغم إرسال العديد من الاستغاثات إلى المسئولين في وزارة الصحة ولا أحد يستجيب.
وأكد محمود فؤاد مدير مركز الحق في الدواء إلى أن مرض الجذام وراثي وصعب، ويؤدي إلى تشوهات في الوجه ويوجد نوعيات كثيرة من هذا المرض يوجد لديهم فقد جزئي أو فقد كلي للبصر ويؤدي مرض الجذام إلى تأكل الأطراف مثل أصابع اليدين وأصابع القدمين ومن قديم الأزل، وأصحاب هذه الأمراض يتم عزلهم في مستعمرات على حدود القاهرة أو الإسكندرية، ويوجد في مصر مستعمرتين الأولى في العامرية والثانية في أبو زعبل.
وأشار إلى أن مستعمرة أبو زعبل يوجد بجوارها عزبة قريبة منها تسمى عزبة الجزام، نظرًا لأن المرضى وجدوا مشاكل في العلاج وقلة الإمكانيات في المستسقى خرجوا من المستسقى إلى العزبة القريبة، منهم وهي عزبة الجذام وتزوجوا من بعض في هذه العزبة لأنهم غير مسموح لهم بالاقتراب أو التعامل مع الأشخاص رغم أنه في 1995 أشادة منظمة الصحة بمصر بمرضى الجذام وفكرة العزل.
وأضاف المستشفى تم نسيانها خلال الفترة الماضية، من قبل الحكومات المتعاقبة لافتًا إلى أن المرضى يشتكون من قلة الاهتمام بهم من قبل إدارة المستشفى.
وأشار إلى أن الوضع تعدى كل الحدود، وأصبح لا يقتصر على قلة وجود أو توفير الدواء فقط بل أصبح لا يوجد في المستشفى حتى "الجونتات" المستخدمة في الكشف على المرضى لعدم نقل العدوي.
وأكد أن المستشفى تنظم الخميس المقبل حفل إفطار جماعي، مشيرًا إلى أنه تم التواصل مع لجنة الصحة بمجلس الشعب، من أجل وجود حل، لافتًا إلى أنه لا يوجد دكتور عيون بالمستشفى، نظرًا إلى أن الأطباء التي يتم تعيينهم في المستشفى يلجؤون إلى الوسطاء، ويتم نقلهم.
وحمل فؤاد وزارة الصحة المسئولية عن ما يحدث في مستشفى الجذام وقلة الاهتمام وقلة الميزانية من قبل وزارة الصحة ويوجد إهمال جسيم من وزارة الصحة ضد هؤلاء المرضى.