الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

صالح جودت.. مبدع الثورات

صالح جودت
صالح جودت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ظهرت عليه علامات النبوغ وبوادر موهبته الشعرية منذ كان طالبًا بالمرحلة الثانوية، وتعرف في المنصورة على الشعراء علي محمود طه وإبراهيم ناجي والهمشري حيث تصادف إقامتهم فيها إما للعمل أو للدراسة في الفترة من سنة 1927 إلى سنة 1931.
عاصر صالح ثورة 1919، وانفعل بها فصقلت وجدانه وألهبت روحه، إنه الشاعر صالح جودت، المولود في 12 ديسمبر عام 1912 في القاهرة.
كان جدّه جودت باشا أديبًا وسياسيًّا تركيا مُحنكًا، وكان وزيرًا بالدولة العثمانية وينشر مؤلفاته بالتركية والعربية والفارسية، أما ابنه إسماعيل فقد نشأ ثائرًا ولعب دورًا بارزا في مقاومة السلطات التركية فتعرض للاضطهاد والتشريد ففرّ إلى مصرَ ولم يلبث أن أحبها وأحب المصريين وراح يمارس هوايتـه في الثورة والكفاح من أجل حريَّةِ مصرَ وعزتها، وكان واحدًا من أبرز رجال الثورة العرابية، وطورد وتم القبض عليه ومحاكمته وصدر الحكم بنفيه إلى السودان لمدة ثلاثة أعوام.
تخرّج صالح جودت في 1937 وعمل مديرًا للبحوث الاقتصادية ببنك مصر، ثم وجد دخله من كتابة القصص والأغاني والبرامج الإذاعية يعادل أربعة أمثال دخله من الوظيفة، فقرر ترك الوظيفة إلى عمل أقرب إلى الأدب، فترك البنك إلى جريدة الأهرام ليعمل محرِّرًا فنيا صباحًا وسياسيا في المساء، فقد كان يجيد الترجمة وكانت الجريدة بحاجة إلى أمثاله لتغطية أخبار الحرب العالمية الثانية، وبالرغم من تعامله مع عدد من الملحنين الكبار أمثال عبدالوهاب، فإن مجيء فريد الأطرش إلى مصر جعل من صالح جودت واحدًا من أصدقاء فريد وأسرته وبدأ يكتب له "فصحى وعامية"، ومنذ بدايات الإذاعة بدأ صالح يدخل دائرة أضوائها بأشعاره وكلماته المغناة أو بمشاركاته البرامجية، وقد شارك بقصيدة مغناة في يوم تتويج الملك فاروق، كما كتب له أنشودة الفن التي غناها عبدالوهاب.
وعلى عدة جبهات انتشر اسم صالح جودت وذاعت شهرته، غير أنه أصيب بمرض نفسي قاتم أدخله مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية لفترة موجعة، وبعد أن تجاوز محنته عاد أكثر حيوية وأشد قوّة ليواصل ارتقاءه في السلم الصحفي حتى وصل إلى منصب نائب رئيس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة الهلال العريقة التي وافاه الأجل وهو على رأس أسرتها.
أصدر الشاعر ستة دواوين شعرية، أولها ديوان صالح جودت "1934" وآخرها "الله، والنيل، والحبّ" "1975"، وله ست دراسات أدبية نشرت بالغة الثراء، وله روايتان، وسبع مجموعات قصصية، وعدد من كتب الرحلات، بالإضافة إلى سيناريوهات بعض الأفلام.
غنى من كلماته كبار الفنانين مثل عبدالوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وليلى مراد ومحمد فوزي وعبدالحليم وشادية وفايزة أحمد ووردة.
رحل صالح جودت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 23 يونيو 1976.