الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

معالم تاريخية.. جامع الظاهر بيبرس "21"

مسجد الظاهر بيبرس
مسجد الظاهر بيبرس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقع جامع السلطان الظاهر بيبرس بميدان الظاهر حي الوايلى محافظة القاهرة، ويرجع إنشاء هذا الجامع إلى سنة 665 - 667هـ - 1266-1269م.
أنشأه السلطان الملك الظاهر ركن الدنيا والدين أبو الفتح بيبرس الصالحي البندقدارى، كان في أصلة مملوكًا للملك الصالح نجم الدين تدرج في المنصب إلى أن ولى ملك مصر في سنة "658هـ 1260م وظل في الحكم إلى أن توفى يوم الخميس 2 محرم سنة 676هـ - يوليو1277م.
بدأ بناء الجامع في 14 ربيع الآخر سنة 665هـ - 1266م وأستخدم في عمارته أخشاب ورخام أرسلت إليه من قلعة يافا عند فتحها سنة 666هـ وفى هذه السنة تم بناء القبة التي تعلو المحراب ثم تم استكمال بقية أجزاء الجامع في شوال سنة "667هـ - 1268- 1269م".
يبلغ طول الجامع 108 مترًا وعرضه 105 مترا ويتكون من صحن يحيط به أربعة أيونات الشرقي منها يتكون من 6 أروقة وكل من الإيوانين البحري والقبلي يتكون من ثلاث أروقة والإيوان الغربي يتكون من رواق وعقوده المطلة على الصحن محمولة على أكتاف كما هو الحال في عقود الرواق الثالث من الإيوان الشرقي أما بقية عقود الجامع فمحمولة على أعمدة من الرخام.
وتشمل العمارة الخارجية للأثر على أربع واجهات مبنية بالحجر أما من الداخل مبنية جميعها بالطوب وقاعدة القبة التي فوق المحراب مربعة وطول ضلعه 20متر وقد بنيت على مثال قبة الإمام الشافعي وكانت المئذنة تعلو الباب البحري. وللجامع ثلاثة مداخل بارزة محلاة بزخارف جميلة كما كان الجامع من الداخل مملوء بالزخارف الجصة والرخام الملون (الوزران). 
المدخل الرئيسي للجامع يعتبر تحفة معمارية رائعة يبلغ اتساعه 11.83 متر سعة جدار الواجهة بمقدار 8.86 مترًا ويتوسط المدخل باب معقود يبلغ سعة عقدة 3.95 متر ومزخرف بصدفات مصفوفة وكان يرتكز على عمودين من الرخام وعلى جانبي هذا الباب من أسفل يوجد حنيات مستطيلتان يعلوهما صفان من الدلايات وبداخلهما تجويفان يعلوها عقد مفصص، أما الجزء العلوي من الباب فيشغل فاصل حنيات يعلوهما عقد منكس مفصص يتوسطه جامة مستديرة مفصصة وعلى الجانب الداخلي كل من الجانبين يوجد شكل نجمي به كتابة بلفظ الجلالة (الله) وكان يعلو كل من الجانبين شريط كتابي يتضمن نص قرآني اندثر معظمه الآن، يؤدي المدخل الرئيسي إلى ممر ضيق في أوله ثم ينتهي بقبة صخرية تقوم على مثلثات مقعرة، ينتهي الممر بعقد مدبب كبير داخل صنية كبيرة يؤدي إلى الإيوان الغربي المقابل لإيوان القبلة، ويبدو من الرسم الزخرفي أن المدخل كانت تعلوه غرفة مربعة يرجح إن هذه الغرفة هي الطابق الأول من مئذنة الجامع التي ما تزال بعض بقاياها موجودة حتى الآن والتي تشبه مئذنة المدرسة الصالحية التي بنيت قبل الجامع ب25 سنة.
أما المدخلين الآخرين بالجهة الشمالية والجنوبية هما صورة مصغرة من المدخل الرئيسي يبلغ عرض الواحد منها 8.13 مترً يتوسط المدخل عقد كبير يبلغ سعته 3.73متر مزخرفة بصدفات جميلة تحتوي على زخارف نباتية على جانبي العقد توجد حنيات يعلوها صفان من الدلايات أعلى الجنيات توجد خواطر عند المدخل توجد جامتان بهما زخارف نباتية، يؤدى كل مدخل إلى مربع يغطيه قبة متقاطعة ينتهي ممر المدخل بباب مستطيل يعلوه عقد مزخرف بزخارف في وسطه نقش. في وسطه نقش حجري عليه تاريخ بناء الجامع بالخط النسخي ثمانية سطور نصها "أمر بإنشاء هذا الجامع المبارك السلطان الظاهر بيبرس في 14 ربيع الثاني سنة خمس وستين وستمائة-1267".
ويختلف المدخل الجنوبي عن الشمال في أن خواص عقد المدخل تحتوي على جامتين مزخرفين كما أن الجزء الأسفل من بناء المدخل مكون من سيراميك صف منها أبيض والأخر أحمر، وتدل البقايا المخلفة من الشبابيك الداخلية والكتابات الكوفية المحيطة بها والباقي منها بجدار القبلة دلالة واضحة على ماكان عليه الجامع من فخامة وبهاء.