لم يكن المشهد الثقافي المصري بمعزل عما يحدث من قطع للعلاقات بين مصر وقطر، فالمؤسسات الثقافية في مصر تتمتع بانفتاحها ومشاركتها الدائمة سوى على مستوى دور النشر في المعارض الدولية، أو على مستوى الكتاب ومشاركتهم في المسابقات العالمية والمهرجانات بذكر قطر يتبادر إلى الأذهان معرض الدوحة الدولي للكتاب والذي تعتبر مصر من أكثر الدول التي تشارك فيه من حيث عدد الدور، ويفتح المعرض باب المشاركة خلال شهر أغسطس المقبل.
"الناشرين" يقاطع معرض الدوحة للكتاب
وفي هذا الصدد قال عادل المصري رئيس اتحاد الناشرين المصريين: إنه إذا استمر وضع انقطاع العلاقات بين مصر وقطر حتى فتح معرض الدوحة للكتاب باب مشاركته فلن يوافق الاتحاد على سفر أي من الناشرين المصريين للمشاركة في المعرض؛ لأن اتحاد الناشرين جزء من الدولة المصرية ولن يستطيع مخالفة تعليماتها؛ مشيرًا إلى أن التعليمات لو جاءت بمنع المشاركة فلن يعترض أي من الناشرين المصريين.
وأضاف "المصري" –في تصريحات خاصة لــ "البوابة نيوز"- إن كان هناك دور نشر قطرية توزع كتبها داخل مصر فبالتأكيد قطع العلاقات سيمحي هذا النشاط لكنه لا يوجد دور نشر قطرية تسوق كتبها داخل البلاد.
والدورة الـــ 28 من معرض الدوحة الدولي للكتاب تنطلق في شهر نوفمبر المقبل إذ يبدأ فتح باب المشاركات من شهر أغسطس 2017 ويبلغ متوسط حجم مشاركات دور النشر في معرض الدوحة للكتاب يصل الـ400 دار نشر من مختلف دول العالم تحتل مصر خلالها نصيب الأسد في الدور المشاركة، حيث قد يصل متوسط دور النشر المشاركة إلى قرابة الخمسين دار سنويا.
وكان من أبرز الدور المصرية التي شاركت في المعرض العام الماضي دار المعارف، والتي تعد واحدة من أقدم دور النشر المصرية بل وفي الوطن العربي، حيث مرت بمراحل تطوير عديدة على مدار المائة سنة الماضية، وتعرض أهم المؤلفات لكبار الكتاب والأدباء في مصر والوطن العربي.
جلسة مرتقبة باتحاد الكتاب لبحث مقاطعة الجوائز القطرية
وفيما يتعلق باتحاد كتاب مصر كان لا بد من النظر لعضويات الكتاب المصريين ومعرفة ما موقف الاتحاد من الجوائز الأدبية القطرية، وهل سيتم اتخاذ إجراءات مع كتاب يتهافتون على هذه الجوائز أم لا، وفي هذا الصدد قالت الروائية سلوى بكر وكيل مجلس اتحاد كتاب مصر: إن الحديث عن موقف الاتحاد تجاه الكتاب الذين يتهافتون على جوائز قطر الثقافية ككجائزة كتارا وغيرها سوف يأتي بناء على اجتماع عمومي لمجلس الاتحاد.
وأضافت إنها ككاتبة تؤيد تماما قطع العلاقات المصرية مع قطر نظرا لللأسلوب المؤامراتي التي تتبعه هذه الدولة وتمويلها للجماعات الإرهابية التي تهدد الأمن القومي المصري.
ورفضت "بكر" الإفصاح عن رغبتها في حالة إذا طرحت قطر اسمها في إحدى الجوائز الأدبية باهظة الثمن، حيث أكدت أن هذا الكلام سابق لأوانه فقطر لم تطرح اسمي بعد.
وأكد أشرف عامر وكيل مجلس إدارة اتحاد الكتاب، أن موضوع المتهافتين على الجوائز القطرية سوف يأتي على رأس أول اجتماعات الاتحاد ليبحث شأنهم وهل سيتم عليهم عقوبة بسحب العضوية أم لا وذلك بعد موافقة أغلبية الأعضاء.
وأضاف "عامر" إنه لا يظن أن الوضع سيستمر كثيرا فيتوقع أن الأمور ستهدأ وسترجع العلاقات إلى طبيعتها، حيث لا شك من أن قطر ستفشل في مقاومة هذه الضغوطات، مشددًا على ترحيبه بقطع العلاقات مستنكرًا تهافات العديد من الأدباء على جوائزها في ظل حملات التشويه التي تشنها على وطنهم مصر.
وكان عدد من الأدباء المصريين الذين فازوا بجائزة كتارا للرواية العربية كل من إبراهيم عبدالمجيد وسامح الجباس وناصر عراق غير أن عدد المشاركات المصرية هذا العام تصل إلى 403 من أصل 1144 أي ما يقترب من 50 في المئة وهي النسبة الأكبر.
وفي جائزة كتارا لشاعر الرسول فاز بها أحمد بخيت بالمركز الثاني بقيمة وسمير مصطفى فراج.
وتعتمد جوائز قطر على القيمة المالية المرتفعة جدا التي قد تتجاوز مثيلتها في الوطن العربي أو في العالم أجمع فقد وصلت قيمة مجمل جوائز كتارا لشاعر الرسول لما يقرب من مليون دولار أما مجمل جوائز كتارا للرواية 575 ألف دولار.
المثقفون حائرون في موقف قطر
علاء فرغلي: لن تصمد أمام الحصار السعودي.. يوسف زيدان يتوقع تصرفا أحمقا من حكومتها.. حسين حمودة: صراعات قطر جاءت في صالح الجانب الإسرئيلي.
وانهالت آراء المثقفين المصريين منذ الساعات الأولى من صباح أمس بعد قرار قطع العلاقات؛ فقال الروائي الشاب علاء فرغلي: إنه في العام 20100 حدث خلاف بين السعودية والإمارات علي من يستضيف مقر البنك الخليجي المركزي تمهيدا للعملة الموحدة، فالإمارات أعلنت انسحابها من المشروع، وكان رد السعودية خنق الإمارات بإغلاق المنفذ البري (الغويفات)، وفي خلال 3 أيام شكل الحياة تغير في الإمارات بعد تكدس عربيات نقل البضائع على الحدود الآن السعودية اتخذت نفس الإجراءات مع قطر بشكل أكبر، وقطعت الرئة الوحيد لقطر اللي بتتنفس منها، ولا تمتلك أي طريق آخر لتستقبل البضائع والغذاء المستورد من الأردن والسعودية وبقية الدول المجاورة عن طريق حدودها مع السعودية، وبالتالي قطر لن تصمد أمام الحصار السعودي أكثر من أيام، بصرف النظر عن المواقف وتقييمها ومهما كانت التحالفات.
بينما يرى المؤرخ والباحث والأديب يوسف زيدان أن حكومة قطر لن ترتدع وسوف تتصرف بحمق معلن أو مستتر.
فيما تساءل الشاعر سمير درويش متى سيأتي الدور على تركيا أيضًا لقطع العلاقات معها.
وقال حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة: إن المواقف التى اتخذتها قطر، والسياسات التى اتبعتها، منذ سنوات بعيدة كلها تصب فى مجرى بعيد عن مصالح الوطن العربى، وأغلبها يدعو للتساؤل، وهذه كلمة مخففة جدًا، موضحًا أن قطر استخدمت الكثير من الوسائل والأدوات، وعلى رأسها قناة الجزيزة، لتعذى الصراعات الداخلية فى عدد من البلدان العربية، ويتصور أن هذه الصراعات كانت مفيدة جدًا فى تحويل الانتباه بعيدًا عن الصراع مع إسرائيل.
