الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"كسوة الكعبة" تحكي تاريخ الصراع السياسي

أحمد شوقى القصبجى
أحمد شوقى القصبجى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تاريخ طويل، منذ عهد محمد على باشا، ومصر ترسل كسوة الكعبة سنويا إلى السعودية، حتى عام ١٩٦٢، بعدها توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة، بعدما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها. 
كان أول من كسا الكعبة المشرفة بكسوة كاملة، هو تبع أبى كرب أسعد ملك حمير فى عام ٢٢٠ قبل الهجرة، وتقول إحدى الروايات إن أول من كسا الكعبة جزئيا هو إسماعيل عليه السلام، وأول امرأة كست الكعبة هى نبيلة بنت حباب أم العباس بن عبدالمطلب إيفاء لنذر نذرته.
ويرجع تاريخ تصنيع مصر لكسوة الكعبة، مع بداية الدولة الفاطمية، حيث اهتم الحكام الفاطميون بإرسال كسوة الكعبة كل عام من مصر، وكانت الكسوة بيضاء اللون.
وفى عهد محمد على باشا توقفت مصر عن إرسال الكسوة، بعد الصدام الذى حدث بين أتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب فى الأراضى الحجازية، وقافلة الحج المصرية فى عام ١٢٢٢هـ الموافق عام ١٨٠٧، ولكن أعادت مصر إرسال الكسوة فى عام ١٢٢٨هـ.
وآخر كسوة كعبة كانت عام ١٩٦٢، بعدها توقفت مصر عن إرسال كسوة الكعبة لما تولت المملكة العربية السعودية شرف صناعتها.
التقت «البوابة» بعم أحمد شوقى القصبجى، والذى يعمل منذ ٤٠ سنة فى الحرفة، وقال: ورثت المهنة من أبي وجدى، الحاج عثمان عبدالحميد، مسئول محمل كسوة الكعبة، الذى كان ينطلق من مصر إلى السعودية.
وتابع «الصناعة بدأت من عصر الملكة شجر الدر، واستمرت خلال عصور المماليك، والدولة الأيوبية، إلى أن وصلت إلى عهد الأسرة العلوية، حيث طلب محمد على باشا من الأستانة أن تختص مصر بكسوة الكعبة، وجلب العمال من تركيا لتكتسى الكعبة المشرفة كل عام من مصر، واستمر الحال إلى أن انتهى المحمل فى عصر جمال عبدالناصر».
وأضاف القصبجى، أن كسوة الكعبة حاليا دخلت بها عدة خامات جديدة مثل الشامواه، لافتا إلي أنه خلال العصور الماضية كان تعتمد على الحرير والكتابة بسلك الفضة والذهب، مشيرا إلى أنها نفس الخامات المستخدمة فى السعودية الآن لكسوة الكعبة. 
وعن مشواره فى المهنة، قال «وأنا عمرى سبع سنوات نزلت الشغل مع أبى، وكنت أتفرج عليه وهو يعمل، وبعد ثلاث سنوات بدأت أتعلم كيفية تطريز الكسوة، وظللت أتعلم من أبى حتى أتقنت المهنة، والآن أعلمها للأولاد والشباب».
وأشار القصبجى، إلى «أن بداية التطريز تكون بالنول، وبثبت قطعة القماش عليها، والقطعة بكون مستلمها من الخطاط بعد ما ينتهى من كتابتها، وبضع الحشوة وبعدها تعلية الحروف، والبدء بالكتابة بالقصب الملون باللون الذهبى».
وأكد أنه بعد توقف مصر عن تصدير كسوة الكعبة للسعودية، اتجه إلى التطريزات وكتابة أدعية وآيات قرآنية على القماش وبيعه، موضحا: «حركة البيع تعتبر ضعيفة غير أنها متوقفة على السياحة بشكل أساسى، وبصدر إلى الدول العربية، وأيضا إلى الدول الأوروبية، مثل فرنسا وإيطاليا، وكله بيكون على حسب الطلبيات»، لافتا إلي أن الأسعار ارتفعت كثيرا فى الخامات للقماش والقصب الصينى.