الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

إيمان الفراعين.. رمسيس الأول قضى على ديانة "إخناتون" خوفًا من الثورة

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«رع مسيس» أو «رمسيس»، هو فرعون الأسرة التاسعة عشرة ومؤسسها، كان من القادة العسكريين المميزين فى فترة حكم الملك حور محب. ترك الملك حور محب الأمور العسكرية لرفيقه «رمسيس» وقام هو بالتركيز على الشئون الداخلية.
عندما أصبح رمسيس حاكمًا، تحول انتباهه إلى مدينة تانيس «صان الحجر» التى أصبحت المقر الصيفى له ولخليفته سيتى الأول، حكم رمسيس الأول لمدة عامين فقط، وذلك بسبب تقدمه فى العمر وقت اعتلائه عرش مصر، وخلال فترة حكم الفراعنة الأقوياء فى الأسرة التاسعة عشرة، ازدهرت البلاد وتبوأت الصدارة الحضارية وبلغت أوجها العسكرى بين جيرانها فى تلك الفترة.
كان رمسيس الأول نائبًا على جيش مصر فترة حكم الملك «حور محب» وكان يدعى «بارع مسو»، ولم تكن له أصول ملكية، ولكنه كان من أسرة عسكرية عريقة، وكان متقدمًا فى السن وعندما أصبح ملكًا كان فى الخمسين من عمره، اتخذ لنفسه اسم «رعمسيس» أى «وليد رع»، ترك الملك حور محب الأمور العسكرية لرفيقه رمسيس، وقام هو بالتركيز على الشئون الداخلية فى البلاد، وعندما اعتلى رمسيس العرش تحول انتباهه إلى مدينة تانيس التى أصبحت المقر الصيفى له ولخليفته ابنه الملك «سيتى الأول»، وعمل على إعادة تثبيت الديانة القديمة وعبادة آمون بعد انهيار الثورة الدينية التى كان إخناتون قد أدخلها قبل عهد توت عنخ آمون والملك حور محب من بعده.
فبعدما أسس إخناتون دولة التوحيد داعيًا إلى عبادة آتون إله الشمس واتخاذه كإله التوحيد، تذمر كهنة أمون الذين كانوا أصحاب سلطة عظيمة ويملكون معابد آمون بطول البلاد وعرضها، لذا حاولوا قلب نظام الحكم بعد وفاة إخناتون، وخلفه الملك توت عنخ آتون، وكان لا يزال صغيرا ولم يستطع توت عنخ آتون مقاومة الكهنة المتذمرين، وفى نفس الوقت لم تكن عبادة آتون قد استتبت بعد بين طوائف الشعب، فغير «توت عنخ أتون» اسمه إلى توت عنخ آمون، وعمل هو وقائد جيشه آنذاك حور محب على إرضاء كهنة آمون واسترجاع سلطة الديانة القديمة، وعندما تبوأ رمسيس الأول عرش فرعون، عمل على تثبيت ديانة آمون والقضاء على ديانة آتون لحفظ البلاد من الثورة الجارية فيها، بدأ رمسيس الأول فى بناء قاعة الأساطين الكبرى «بهو الأعمدة» فى الكرنك التى أكملها ابنه سيتى الأول، ولقصر فترة حكمه لم يتمكن رمسيس الأول من ترك آثار مهمة فى مصر، فى نفس الوقت أمر ببناء مقبرة له فى وادى الملوك إلا أنه توفى قبل إنجازها، ولذلك تم دفن مومياه فى إحدي الغرف الأمامية من مقبرته، وعثر فى مقبرته على مخطوط يُسمى كتاب الأبواب أحد أجزاء كتاب الموتى، وهذا المخطوط له أهميته حيث يعطينا فكرة عن المعتقدات المصرية القديمة، وتوجد آثار قليلة للملك رمسيس الأول فى منف وهليوبليس، وكذلك فى معبد ابنه سيتى الأول فى أبيدوس. سُرقت مومياء رمسيس الأول وبيعت بسبعة جنيهات، وتم تهريبها إلى أمريكا الشمالية بواسطة الدكتور جيمس دوجلاس عام ١٨٦٠، ووضعت بعد ذلك فى متحف نياجرا فولز بكندا، وظلت المومياء مجهولة الهوية، وعرض متحف نياجرا فولز محتوياته للبيع، وقام بشرائها رجل أعمال كندى يُدعى ويليام جيميسون عام ١٩٩٩ وباع مجموعة الآثار المصرية ومن بينها عدد كبير من المومياوات إلى متحف مايكل كارلوس بمدينة أتلانتا الأمريكية مقابل ٢ مليون دولار، وبقيت فى المتحف لمدة ٤ أعوام، ثم أجريت العديد من الدراسات والفحوص عليها، وتم التأكد من أنها مومياء رمسيس الأول، وتمت إعادة المومياء إلى مصر فى مطلع عام ٢٠٠٣، وتم استقبالها فى المتحف المصرى باحتفال كبير.