السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو.. "البوابة نيوز" في ضيافة أسرة "أسد سيناء".. سيد زكريا بطل ملحمة العاشر من رمضان.. ابن الأقصر قتل 32 إسرائيليًا ودمر 3 دبابات بمفرده.. وكرمه الكيان الصهيوني

سيد زكريا بطل ملحمة
سيد زكريا بطل ملحمة العاشر من رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحيي مصر غدًا الإثنين، ذكرى حرب العزة والكرامة "العاشر من رمضان" والتى انتصر بها الجيش المصرى على الجيش الصهيوني، واستطاع أن يعيد لمصر فرحتها وكرامتها من جديد، وأن يحول مرارة كأس هزيمة 67 إلى ملحمة انتصارية خالدة.

ملحمة العاشر من رمضان ضحى الكثير من أبناء الوطن بأرواحهم فداء للبلاد، ومن ضمن هؤلاء الأبطال، الشهيد" سيد زكريا خليل"، صاحب الـ23 عاما ابن نجع الخضيرات بمركز البغدادى بمحافظه الأقصر، هذا البطل الذي سطر ورفاقه بحروف من النور ملحمة العبور العظيم، والذى تغنت إسرائيل ببطولاته، بعد أن حاصرته بكتيبة من الكوماندوز في ليل رمضان، كي تتمكن من قتله، بعد قيامه بتدمير 3 دبابات وتمكن من قتل 32 إسرائيليا بمفردة ولقبته إسرائيل بـ "أسد سيناء".

"البوابة نيوز" التقت أسرة الشهيد سيد زكريا والتى قصت لنا مدى فخرها واعتزازها بابنهم الذى كان فخرا لمصر وللعرب بأكملهم، مؤكدين بأنه كان مثال الابن البار لأهله ووطنه وحبه لبلده جعله يتمنى الشهادة، لكن بعد أن يقوم "بالشرب من دماء اليهود "على حد قوله لابن أخيه فى آخر رسائله التى وصلتهم بعد 23 عاما.

إسرائيل تتغنى بالشهيد وتصفه بأسد سيناء

"الأرض خلت منك يا سيد.. أخذت تقاتل بنفسك وحيدا كالجنود العتاة.. ودارت المعركه بيننا وبينك يا أسد سيناء.. كنت جبيها لإسرائيل وعندما لمحتك صوبت عليك مجموعة طلقات وإلا أصبت منك.. ورغم ذلك لم تقع على الأرض، وكنت أتمنى ألا أقتلك ولكن لو لمحتنى لقتلتنى، علمتنى حقوق السلاح، وعندما اقتربت إليك مرتعدا وجدتك باسما، إنك لست بشرا مثلنا بل ملكا من السماء، ضاحكا مبتسما يا سيد، فلتحيا مصر فلتحيا مصر التى أنجبتك وليحيا أبوك ولتحيا أمك". بتلك الكلمات تغنى أحد المحاربين القدماء فى إسرائيل والذى يعمل حاليا رجل أعمال بألمانيا بالشهيد سيد زكريا الذى أبهره شجاعته لقيامه في تدمير 3 دبابات وقتل طاقمهم المكون من 12 جنديا، ثم قضى على سرية مظلات بها 22 جنديا، بعد استشهاد كافة زملائه، وظل سيد يحارب وحده ليلا حتى ظن الأعداء أنهم أمام كتيبة كاملة بعدها تسلل جندي إسرائيلى لسيد من الخلف، وأطلق على ظهره دفعة من الرصاص فأوقعه شهيدا.

سيد الأخ الحنين

"سيد.. مكنش فى زيه فى أخلاقه وطيبته وحنيته.. عمره ما زعل حد وكان الكل بيحبه".. هكذا بدأت "أم أحمد" شقيقة الشهيد السيد زكريا، بقرية الخضيرات مركز البغدادية محافظة الأقصر، مضيفة أن الشهيد فرح كثيرا عند دخوله الجيش وأنه كان يتباهى بانضمامه لقوات الصاعقه بالجيش فى كل مرة تراه فيها، مؤكدة أن التحاقه بالجيش أهم لديه من الارتباط وتكوين أسرة.

واستكملت أم أحمد حديثها " للبوابة" باكية: علمنا بخبر استشهاد سيد عقب عيد الفطر مباشرة، وقع علينا كالصاعقه ولم نصدقه، لافتة إلى أنهم استقبلوه وهم على أمل أن يكون الخبر غير صحيح، آملين أن يكون ما زال على قيد الحياة، قائلة: " أخته الصغرى من صدمتها قصت شعرها لأنه كان حنين عليها قوى".

تمنى الالتحاق بالجيش وتحققت أمنيته

وتابع أحمد محمد سليم ابن اخت الشهيد: تربيت مع خالى من صغري، لأن من عادات الصعيد الفتاة عندما يتوفى زوجها تذهب إلى بيت أبيها، مستكملا: الشهيد كان أصغر إخوته وقتها، وكان يعشق التعليم، ولحبه التعليم تعلم القراءة والكتابة وهو يعمل مع والدة فى الزراعة، وكان مسئولا عن البيت؛ لأن إخواته الشباب حينها كانوا مسافرين، لافتا إلى أن زكريا كان يتمنى الالتحاق الجيش منذ صغره، وفى عام 1971 تحققت له تلك الأمنية عندما تم استدعاؤه للتجنيد والتحق بعد ذلك بسلاح الصاعقه وكان قدوة للجندى المصري بمعنى الكلمة.

تمنى الشهادة ونالها

وأضاف سليم، أن سلاح الصاعقة تشعر أنه مفصل عليه، فكان يحكى لنا عن شدة فرحته بتدريباته، وكيف أخذ فرقة الصاعقة وأجادها وحصل بعدها على معلم صاعقة، وقص لنا أيضا عن مشاركته فى حرب الاستنذاف، موضحا قائلا: "خالى تمنى دايما الشهادة فى سبيل الله ونالها".

واستكمل سليم: آخر إجازة للشهيد كانت قبل حرب العاشر من رمضان، فبعد استدعائه للجيش خلال إجازته، سيرنا سويا من قريتنا بالخضيرات إلى الأقصر مشيا على الأقدام ولم نشعر بالوقت، وبعد ذلك جلسنا على مقهى بجوار المحطه فى انتظار القطار، وفاجأني بقوله: "أنا هسافر واحتمال أنول الشهادة فى سبيل الله.. وأما أسافر فى رسالة هبعتهالك أقراها ومتبلغش حد في البيت المكتوب فيها غير بعد استشهادى"، مضيفا أنه بكى بعد سماعه لذلك الكلام وقام الشهيد بمسح دموعه واحتضانه قائلا: "لماذا تبكى فأنا من سيشفع لك فى الآخرة".

يوصي بعدم البكاء عليه فى آخر رساله قبل استشهاده

وأشار إلى أنه بعد قيام حرب العاشر من رمضان بأسبوع وصلته الرسالة التى حدثه عنها الشهيد طالبا مكتوبا بها: "ابن أختى وحبيبي أحمد بعد السلام، أنا أتمنى الشهادة زى ما فهمتك ومش عاوز أمك وخالتك تصوت على ولا يزعلوا"، وبكيت عند قراءتها وطمئنتهم رغم حزنى وخوفي على خالى، موضحا أنه في 22 أكتوبر 1973 تم إبلاغنا خبر استشهاده.

إسرائيل تكرم أسد سيناء

وأكد سليم أنه فى عام 1996 وبعد استشهاده بـ 23 عامًا تقريبًا، فوجئ بالإعلام وكافة القنوات تحكى عن الشهيد سيد زكريا، وما فعله فى حرب العاشر من رمضان وقيامه بالقضاء على سرية إسرائيلية كاملة بمفرده بعد استشهاد كل زملائه بالكتيبة، لافتا إلى أن أحد المقاتلين الإسرائيلين تغنى باسمه فى جريدة أحرانوت الإسرائيلية وصفه بأسد سيناء قائلا: "الأرض خلت منك يا سيد.. أخذت تقاتل بنفسك وحيدا كالجنود العتاة.. ودارت المعركة بيينا وبينك يا أسد سيناء.. كنت جايبها لإسرائيل وعندما لمحتك صوبت عليك مجموعة طلقات، ورغم ذلك لم تقع على الأرض وإلا أصبت منك، وكنت أتمنى ألا أقتلك ولكن لو لمحتنى لقتلتنى علمتنى حقوق السلاح، وعندما اقتربت اليك مرتعدا وجدتك باسمًا، إنك لست بشرا مثلنا بل ملكا من السماء، ضاحكا مبتسما يا سيد فلتحيا مصر فلتحيا مصر التى أنجبتك وليحيا أبوك ولتحيا أمك".

محارب يهودى يحتفظ بمتعلقاته 23 عامًا تقديرا له

ولفت إلى أن المقاتل اليهودى احتفظ بمتعلقات الشهيد ورسالة منه لمدة 23 عامًا، وبعد وقام بإعطائها بالسفيرة المصرية بألمانيا، وهناك وتحدث عن الشهيد، وأطلق 22 طلقة كتحية عسكرية تضرب لكبار العسكريين المقاتلين.

واستكمل سليم: أنه استلم تلك المتعلقات ومعها الرسالة والتى كانت تحتوى على: "بعد السلام على الأهل أحب أعرفكم أنى لو وصلت تلك الرسالة، فأنا سأكون مت شهيدا، فأتمنى أن لا يبكى عليّ أحد، لأن الشهداء مع النبيين والصدقين وهكون مت وأنا بدافع عن وطنى وأهلى ودينى وهشرب من دم اليهود".

سيد زكريا فخر للمصريين

هكذا وصف إبراهيم زكريا أخو سيد زكريا الصغير، مضيفا: ولدت بعد استشهاد سيد الله يرحمه ولم أره قط، ولكنى كبرت وأنا أسمع حكايات كثيرة عنه، منها قتله لسرية كاملة بمفرده فى حرب العاشر من رمضان، وإسرائيل لم تتوقع أن شخصا واحدا من يقوم بمحاربتها فتوقعت أن جيشا كاملا يحاربها، ولم يصدقوا ذلك إلا عندما رأوه والتفوا حوله وقتلوه بعد صراع كبير دار بينهم، مشيرا إلى أن أحد المقاتلين الإسرائيليين حينها تغنى بأخيه وقال: "لو لم أقتله لقتلنى.. لو أم أسبقه لسبقنى، وقام بحضنه وأخذ كل متعلقاته، مؤكدا أنه فخور جدا بأخيه الشهيد متمنيًا أن أكون مثله.

اليهود افتخرت به وأتمنى أشوف ولادى زيه

وأشاد الحج محمد الصغير عبد الباري ابن عم الشهيد، بسيد زكريا وما فعله خلال حرب العاشر من رمضان، وخوف اليهود منه وافتخارهم به، والذى تغنوا ببطولاته بعد وفاته أمام العالم أجمع، مؤكدا أن زكريا شرفهم أمام الجميع، متمنيا أبناءه يكونوا مثله ليحافظوا على وطنهم، قائلا:" الوطن غالى وكلنا فده".

 كان قوى البنية وأفعاله لا يصدقها عقل

وأكد عبد المنعم سيد أحمد، أحد أقرباء الشهيد، أنه فى شبابه كان مثالا للشاب الخلوق، وقوى البنية، "الضمة" الخاصة بدبح اللحوم التى يقوم برفعها 3 أشخاص كان يرفعها بمفرده دون مساعدة أحد، فكنا نتباها به خلال جلساتنا، لأنه لم يفترِ فى يوم من الأيام على أحد ولا تباهى بقوته على أحد، موضحا أنه كان إنسانا بسيطا ونموذجا مشرفا لنجع الخضيرات.

 وأشار إلى أن زكريا كان يتباهى كثيرا بتدريباته فى الصاعقه والتى كنا لا نصدقها، ومن ضمن الأفعال التى أدهشتنا قيامه بأكل ثعبان أمامنا، وقام أيضا بذبح " الفرخة" بأصبعه وليس بالسكين، وعندما سألناه لماذا تفعل ذلك؟ أجابنا: "تدريبات الصاعقه بتعلمنا إزاى نتصرف وإحنا فى الصحراء ونعرف نعيش"، مؤكدا أنهم فرحوا جدا بعد إشادة إسرائيل بسيد زكريا وشعرنا بالفخر، متمنيا أن يجد أبناءه مثله.

والأمر ذاته أكده على محمد خير ابن عم الشهيد، مضيفا: "إنه كان قوى البنية، ففى إحدى جلساتنا سويا فى الحديقة يتواجد بها ماسورة مياه، خرج منها ثعلب، ونظر الينا الشهيد وقال: إنه يستطيع اصطياده، ولم نصدق ذلك إلى أن فوجئنا به يجري وراءه وضربه بقدمه ورفعه للأعلى، وقام بإمساكه من ذيله، وأتى به إلينا ميتا"، مؤكدًا أن حبه للجيش جعلنا نتمنى أن نكون مثله، متمنيًا أن تدرس قصته فى كافة مراحل التعليم لرفع مستوى الانتماء والوطنية فى أبنائنا.