رفضت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، اليوم الأحد مطالبات بعض النشطاء بتأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة الخميس المقبل، مؤكدة الإبقاء على موعد الانتخابات، وضرورة استئناف الحملة الانتخابية الإثنين.
وقالت ماي: إن الكيل طفح بعد تزايد الهجمات الإرهابية في بريطانيا، وأنه إذا كانت هناك حاجة لتشديد الأحكام على جرائم الإرهاب، حتى إن كانت بسيطة، فـ"سنفعل ذلك"، مشددة على ضرورة بذل الجهود لضبط حسابات المتطرفين على الإنترنت، وأن الهجمات تجمعها الإيديولوجيات التي تشوه الحقيقة، وهي لا تشبه الإسلام.
وجاء حديث ماي بعد ساعات من تعرض لندن لحادثين إرهابيين نفذتهما مجموعة واحدة من 3 أشخاص، بسيارة مغلقة (فان)، دهسوا المارة على جسر لندن، ثم خرجوا من السيارة، وطعنوا زوار المطاعم والمقاهي بالسكاكين في منطقة بارا ماركت، وأضافت: "7 أشخاص قتلوا وكثير من الجرحى في حالة حرجة".
وأضافت ماي أن "الليلة الماضية وقعت بلادنا ضحية لهجوم إرهابي وحشي"، وأن "طبيعة التهديد أصبحت أكثر تعقيدا، وعلينا أن نعزز استراتجيتنا لمكافحة الإرهاب"، موضحة أن الشرطة تمكنت من إحباط 5 هجمات منذ مارس الماضي.
وكان مجموعة من الناشطين البريطانيين قد دعوا إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية عبر تويتر لتأجيل الانتخابات البرلمانية لاختيار كامل أعضاء مجلس العموم الذى يبلغ عدد مقاعده 650 مقعدا.
وكان البعض دشن هاشتاج أجلوا الانتخابات للضغط على رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى لتأجيلها الانتخابات التي تأتي بعد 4 أيام فقط من وقوع عمل إرهابى جديد فى بريطانيا.
واستبعد السفير جلال الرشيدي، عضو وفد مصر الدائم بالأمم المتحدة سابقا، أن تقوم الحكومة البريطانية بتأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة يوم الخميس المقبل علي خلفية الحوادث الإرهابية الأخيرة، لافتا إلى أن قيام الحكومة بهذه الخطوة سيعتبر خطوة غير ديمقراطية في ظل تناقص حظوظ الحزب المحافظ الحالي.
وأضاف الرشيدي، في تصريحات خاصة "للبوابة نيوز"، أن الحوادث الإرهابية المتكررة خلال الفترة الأخيرة قلل من فرص الحزب المحافظ الحالي في الفوز في الانتخابات ومنح فرصة لحزب العمال للترويج لنفسه في ظل انعدام الأمن والاستقرار والتأكيد أن الحكومة الحالية عاجزة عن السيطرة علي الوضع الأمني.
وتوقع الرشيدي أن تفرض الحكومة البريطانية على الانتخابات البرلمانية المقبلة إجراءات أمنية مشددة قد تصل إلى فرض حالة الطوارئ.
قال السفير محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تأجيل الانتخابات البرلمانية البريطانية المقررة في 8 يونيو القادم أمر وارد، وإن كانت الحكومة البريطانية ستكون حريصة على أن تتم هذه الانتخابات في موعدها حتى لا تعتقد الجماعات الإرهابية أنها نجحت في التأثير على سير الأمور والحياة في بريطانيا.
وأضاف المنيسي، في تصريحات خاصة "للبوابة نيوز"، أن الحكومة البريطانية لديها مواقف متناقضة من جماعة الإخوان المسلمين، ففي الوقت الذي وصفت فيه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجماعة "بالمعتدلة"، خالفتها الرأي اللجنة التي شكلت في السابق لتقييم تحركات جماعة الإخوان المسلمين والتي قالت إنها جماعة لجأت إلى العنف في بعض الأماكن.
وأكد المنيسي أن جماعة الإخوان المسلمين تواجه موقفا صعبا في أهم دولة داعمة لها بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة، لافتا إلى أن السلطات البريطانية تدرك جيدا أن الجماعات الإرهابية جميعها خرجت من عباءة الإخوان.
رجح الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أن تلجأ الحكومة البريطانية لتأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد الحوادث الإرهابية الأخيرة، إلا أنه أوضح أنه من الصعب الآن أن نجزم بهذا التأجيل إلا إذا أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ذلك.
ودعا اللاوندي، في تصريحات خاصة "للبوابة نيوز"، بريطانيا إلى إعادة النظر في استضافة كل حركات المعارضة العالمية التي تمنحها اللجوء السياسي وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين في ظل كونها مستهدفة من قبل الإرهاب.
وتوقع اللاوندي أن تقوم السلطات البريطانية بتشديد الإجراءات الأمنية خلال المرحلة المقبلة لتفادي مزيد من الهجمات الإرهابية، وأن تتوقف عن استقبال رموز المعارضة والجماعات الإرهابية لأنها تدفع حاليا ثمن استضافتها لهذه الجماعات.
