الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

بعبع غرق "الدلتا".. يعود

بعد انسحاب ترامب من اتفاق باريس للمناخ

الرئيس الأمريكى دونالد
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مصر تستهلك 5% من الوقود الأحفورى فى العالم.. و260 إجراءً لخفض الانبعاثات فى كل القطاعات
أثار قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ انتقادات دولية واسعة، حيث يمثل انسحاب الولايات المتحدة، انتكاسة لمحاولات العالم لمواجهة تغير المناخ والتحول لاقتصادات ذات نمو نظيف.
وتشكل قضية التغيرات المناخية وتقلبات الطقس، الشغل الشاغل لدى معظم الدول المتقدمة والنامية فى ذات الوقت.

وتعرض «البوابة» تقريرا مفصلا عن قضية التغيرات المناخية وخطورتها وتهديداتها على الدلتا ومختلف القطاعات المصرية وعلى قارة إفريقيا والعالم.
وقال الدكتور أيمن فريد حديد، وزير الزراعة السابق، وخبير التغيرات المناخية، إن ٩٠٪ من مخلفات القرى المصرية يتم إلقاؤها فى النيل دون أى معالجة، مشيرًا إلى أن التوسع العمرانى يستمر بجانب المناطق الزراعية ويتوقف عند الحدود الصحراوية قائلا: «نحافظ بشدة على الأراضى الصحراوية»، مؤكدا أن إنتاج القمح سيتناقص بالبلاد حال ارتفعت درجات الحرارة ٤ درجات مئوية.
وقال أبوحديد، خلال كلمته بالبرنامج التدريبى على التغيرات المناخية للباحثين بجهاز شئون البيئة وفروعه: «لا بد من تطوير الرى الحقلى، ويجب أن يتحول الرى فى مصر إلى متطور كالرى بالرش والتنقيط، ويجب فصل المصارف الزراعية عن الصرف الصحى، وضرورة وضع استراتيجية للتنمية الزراعية المستدامة ٢٠٣٠، وبرامج تربية توضح وتشرح المحاصيل المقاومة للأمراض والجفاف، وذات الإنتاجية العالية».
التغيرات المناخية تؤثر على الغذاء والمياه
أكد «أبو الحديد» أن التغيرات المناخية تؤثر على الغذاء والمياه والبيئة، وأن ارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض إلى درجة مئوية أدى ذلك إلى زيادة حدة التغيرات على الأرض والمياه والتنوع الحيوى.
وشدد أبوحديد، على ضرورة تطوير الرى الحقلى بسبب الزيادة السكانية الكبيرة، مشيرا إلى أن الزراعة تستهلك أكبر كمية من المياه، ويجب أن يكون هناك فصل فى الاختصاصات بين وزارة الزراعة والرى.
وأكد أبوحديد، أن تملح الأراضى بالدلتا سيؤدى إلى غرق مساحات كبيرة بشمال الدلتا وتقليل الزراعات الصحراوية، وزيادة الاستهلاك المائى للمحاصيل، مشددا على ضرورة عمل برامج مستمرة لتربية المحاصيل ومواجهة الجفاف، وتنفيذ استراتيجية للتنمية المستدامة.
وشدد خبير التغيرات المناخية على أهمية تخزين المياه العذبة بالآبار بمناطق سقوطها، وتشجيع وسائل التعليم المختلفة على أن تدخل بمناهجها ظواهر التغير المناخى، وأهميتها وخطورتها.
وأكد أبوحديد، أنه كلما ارتفعت درجة الحرارة زاد منسوب سطح البحر بين ١٠سم و٨٠ سم، وأسوأ السيناريوهات أن ارتفاع منسوب البحر إلى متر، وأن معظم الموارد المائية العزبة تعتمد على حوض النيل والمرتفعات الإثيوبية وبحر الغزالى والبحيرات الاستوائية.
وأشار أبوحديد، إلى أن مصر تستهلك حوالى ٥٪ من جملة الاستهلاك العالمى للوقود الأحفورى لذلك لا يوجد عليها عبأ كبير، لافتا إلى أنه لا بديل عن ترشيد استهلاك المياه، وخفض معدلات التلوث بواسطة مشروعات الصرف الصحى.
مضيفا: «المياه المتجددة الموجود بأمريكا الشمالية تبلغ ١٦ مليار متر مكعب فى السنة، ومتوسط العالم يبلغ ٧ آلاف متر مكعب بالعام، والعراق كانت تبلغ حوالى ٣ آلاف متر مكعب بالعام، ومنطقة وسط آسيا وشمال إفريقيا وباكستان وإيران تبلغ حوالى ٢٠٠٠ متر مكعب بالعام، ومصر تبلغ ٥٠٠ متر مكعب للفرد بالعام».
وأكد أبوحديد، أن أسعار القمح ارتفعت عام ٢٠٠٧ ارتفاعا مفاجئا عن ٢٠٠٦، وبسبب التغيرات المناخية الحالية لا بد من الوضع باعتبارنا أن هذه القصة ممكن أن تتكرر مرة أخرى.
وعن الجراد، أكد وزير الزراعة الأسبق، وخبير التغيرات المناخية، أن البلاد تحتاج إلى زيادة لنقاط الرصد والمراقبة الخاصة بهجوم الجراد، المتواجدة بجنوب مصر وبسواحل البحر الأحمر لذلك لا بد أن تزيد الرقابة ويجب أن ننسق مع السودان، لافتا إلى أن الجراد يهاجر من أجل التزاوج.
وأشار «أبوحديد» إلى تزايد الآفات والحشرات بشكل كبير بسبب التغيرات المناخية، وأن أغلب الآفات يتكيف مع التغيرات المناخية، مؤكدا أن ارتفاع درجة الحرارة سيؤدى إلى انتشار العديد من الأمراض الخطيرة.
وتابع أبوحديد: «مصر كانت الرابع على العالم فى إنتاج التين بالساحل الشمالى، ولكن بعد اختفاء الغطاء النباتى، والتوسع العمرانى من قبل الفنادق وغيرها من المنشآت السياحية التى ساهمت فى الحد من ذلك، تغير هذا الترتيب».

من جانبه قال الدكتور ماهر عزيز خبير التغيرات المناخية، إن مصر تلعب دورا بمختلف القطاعات لخفض الانبعاثات الحرارية، مؤكدا ضرورة قيام الدول بتأسيس برامج للتكيف الوطنى مع التغيرات المناخية، وتحديد ضريبة الكربون، ووجود هدف للطاقة، كاشفا أن أهم الأبعاد الاستراتيجية تجاه المساهمات المحددة والمعتزمة الوطنية، المستهدفة بقمة التغير المناخى بباريس تنص على الوصول إلى برنامج عالمى لتثبيت الغازات الدفينة على وجه الأرض، مؤكدا أن جميع دول العالم تسعى بكل جهدها ألا تصل وترتفع درجة حرارة الأرض إلى درجتين مئويتين، مشيرًا إلى وجود خلافات كبيرة بين الدول النامية والمتقدمة بجميع المحافل الدولية الكبيرة بسبب من يتحمل تكلفة الانبعاثات الكربونية، وأن عام ٢٠٠٥ كانت الولايات المتحدة الأمريكية تنتج ٢٧٪ من غازات الاحتباس الحرارى، وكانت تنتج الصين ٧٪ من غازات الاحتباس الحرارى، وبعد ١٠ سنوات أصبحت الصين تمثل ٢٧٪ من غازات الاحتباس الحرارى.
وأوضح عزيز، أن الولايات المتحدة الأمريكية وعددا من الدول المتقدمة تخلصت من بروتوكول كيوتو، لأنه كان يفرض التزامات إجبارية عليهم لتخفيض الانبعاثات الكربونية والحرارية، حيث كان يجبر الولايات المتحدة على تخفيض الانبعاث الحرارى ليصل إلى ١٧٪، وألمانيا تخفض الانبعاث الحرارى ليصل إلى ٧٪.
وقال الدكتور مجدى عبد الوهاب، أستاذ الأرصاد الجوية بعلوم القاهرة وخبير التغيرات المناخية: «إن نسبة ثانى أكسيد الكربون بالقاهرة وصلت إلى ٤١٤»، مشيرا إلى أن ٥٠٪ من الانبعاثات الكربونية الموجودة بالقاهرة جاءت من الدول الأوروبية عن طريق البحر المتوسط، مشيرا إلى أن الهواء يتحرك دائما من المناطق المرتفعة إلى المنخفضة، وأن روسيا من الدول المستفيدة من التغير المناخى.
وقالت المهندسة ليديا عليوة، مدير إدارة البحوث بالإدارة المركزية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة، إن زيادة درجة الحرارة تؤدى إلى زيادة معدل سطح البحر وتغير كميات الكائنات الحية، وذوبان الجليد وانقراض العديد من الحيوانات، مشيرة إلى انعدام الثلوج من جبل كلمنجارو بكينيا، وأن هناك العديد من الجزر مهدد بالغرق بسبب التغيرات المناخية وتقلبات الطقس.
وأكدت أن قارة إفريقيا تعد من كبرى القارات على مستوى العالم تأثرًا بالتغيرات المناخية، مؤكدة أن القارة الإفريقية تتأثر بمقدار ٤٪ على مستوى العالم، وتتأثر مصر بمقدار ٦٦٪ من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم.
وقال الدكتور حامد قرقر خبير التغيرات المناخية، إن البحوث أثبتت أنه على مدى الـ١٠٠ عام الماضية ارتفعت درجة الحرارة بنسبة درجة مئوية واحدة على الكرة الأرضية ما يمثل مشكلة كبيرة، موضحا أن العلماء أثبتوا وجود عوامل تؤكد تغير درجات الحرارة بالغلاف الجوى وعلى سطح الأرض.
وأشار إلى أن ٩٠٪ من الغازات المتواجدة بالغلاف الجوى قادمة من الوقود الأحفورى الذى تستخدمه الدول بسطح الأرض.
وأوضح قرقر، أن المحيطات تمتص كميات كبيرة من غاز ثانى أكسيد الكربون، والمتبقى من الغازات يتكون من طقبات الجو.
وأوضح أن هناك ١٠ ظواهر تؤكد حدوث التغيرات المناخية، على رأسها الزيادة من انبعاث غاز الميثان وارتفاع الحرارة والتصحر وظهور موجات جديدة من الأمراض، وذوبان الجليد، والحروب التى انتشرت بالعالم، والصراعات القبلية بين الدول الواحدة، ونفوق الحيوانات.
وكشف خبير التغيرات المناخية، أنه إذا استمر الحال كما هو عليه، فإنه من المتوقع ارتفاع سطح البحر بحدود ٦٦ سم، وهذا من الممكن أن يؤدى إلى غرق الدلتا.
وأكد قرقر، أنه من المتوقع خلال الخمسين عامًا المقبلة أن تنقرض العديد من الدببة على سطح الأرض نتيجة تغير المناخى، وتقلبات الطقس ودرجات الحرارة.
وقال الدكتور سمير طنطاوى، مدير مشروع بناء القدرات لخفض الانبعاثات، إن أى خفض لاستهلاك الكهرباء تتم ترجمته إلى خفض الانبعاثات، مؤكدا أن وزير البيئة طالبه بتخصيص ورقة يتم تقديمها إلى مجلس الوزراء توضح أهم القطاعات البيئية على مستوى الجمهورية التى تعانى من الانبعاثات الكربونية والإجراءات التى من المفترض أن تنجز لخفض انبعاثاتها.
وأوضح، أن الورقة تتضمن أهم عشرة قطاعات، والإجراءات التى من المفترض أن تجريها القطاعات لتخفيض الانبعاثات، والمعايير الوطنية لهذه القطاعات، وقاعدة البيانات التى تشمل ٢٦٠ إجراءً لخفض الانبعاثات.