"اصحى يا نايم.. وحّد الدايم.. اصحى يا نايم.. وحّد الدايم"، جملة ممتزجة بطرقات الطبل لا نسمعها إلا فى شهر رمضان، جمل مرتبطة بمهنة المسحراتى، التى بدأت فى الاندثار سوى ببعض القرى والمدن، بعضها احتفظت بتراثها القديم والبعض جدد فيها.
حيث التقت "البوابة نيوز" بعم السيد على عبد الحميد فارس، البالغ من العمر 55 سنة، ابن قرية منية سندوب التابعة لمركز المنصورة بالدقهلية، وهو يطوف القرية ممسكا بكلبته يطرق عليها، مرددا "اصحى يا نايم وحّد الدايم" ووراءه العشرات من الأطفال وسط حالة من السعادة يرددون معه نفس الجمل "اصحى يا نايم وحّد الدايم".
حيث يقول عم السيد "أعمل فى المهنة منذ صغرى حتى كبر سنى، وسأظل بها حتى يختارنى الله وأنا رغم المسافة الكبيرة التي أقطعها فى طوافى داخل القرية إلا أننى أجد فيها لذة وراحة، فرغم أن هناك تطورا والناس أصبحوا ساهرين حتى الفجر إلا أننى أقوم بمهنتى التى أحبها كل يوم من الساعة الثانية عشرة صباحا حتى قبل أذان الفجر أطوف فيها البلدة كلها مناديا "اصحى يا نايم وحّد الدايم" مع دقات الطلبة وأجد الأطفال ورائى يسيرون ويرددون معى.
ويضيف عن السيد لـ"البوابة": ورثت المهنة أبا عن جد، ووصانى والدى بها، وأن أعلمها لأبنائى إن استطعت، حيث نقوم بفعل ذلك لله وحب الناس هو مكافأتى على استمرارى بها لم أرهق أو أتعب منها أبدا".
فيما يلاقى عم السيد ترحيبا كبيرا من المواطنين أثناء عمله، وبعضهم يلتقط الصور معه والبعض يعطيه الهدايا والبعض يسير معه ومعه أبناؤه، مؤكدين أنهم سعيدون به لأنه ظل ممسكا بمهنة والده لم يتركها، فوالده وجده كانوا يعملان بنفس المهنة قبل أن يتوفاهم الله.
