كشفت دراسة، أجريت مؤخرا في "معهد العلوم الصحية" في نيويورك"، النقاب عن كيفية مساهمة تعلم العزف على آلة موسيقية في مساعدة كبار السن على الاحتفاظ بمهارات الاستماع الخاصة بهم، ودرء الانخفاضات المعرفية المرتبطة بالتقدم في العمر.. ويمكن أن تؤدي هذه النتائج المتوصل إليها إلى تطوير تدخلات إعادة تأهيل المخ من خلال التدريب الموسيقي.
فقد وجدت الدراسة - التي نشرت في العدد الأخير من مجلة علم الأعصاب - أن تعلم العزف على آلة موسيقية يعمل على تغيير موجات المخ بطريقة تحسن مهارات الاستماع والسمع لدى الشخص على مدى فترة زمنية قصيرة.. ويدل هذا التغيير في نشاط المخ على قدرته على إعادة بناء نفسها والتعويض عن الإصابات أو الأمراض التي قد تعيق قدرة الشخص على أداء المهام.
ويقول الدكتور برنارد روس كبير علماء في "معهد روتمان للبحوث" في نيويورك، :"كان من المعروف أن الموسيقى لها آثار مفيدة على المخ، ولكن كان هناك فهم محدود لما يحدث حول الموسيقى..
وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تدل على أن تعلم الحركة الدقيقة اللازمة لإعادة إنتاج الصوت على أداة موسيقية يغير تصور المخ للصوت بطريقة لا ينظر إليها عند الاستماع إلى الموسيقى".
وتدعم هذه النتيجة أبحاث الدكتور "روس" باستخدام التدريب الموسيقي لمساعدة الناجين من السكتة الدماغية على إعادة تأهيل الحركة في أجسامهم.
وأجريت الدراسة على 32 من الشباب الأصحاء، الذين لديهم مستويات سمع طبيعية و لا يعانون من تاريخ وراثي للاضطرابات العصبية أو النفسية، وقد سجلت موجات المخ بين المشاركين في الدراسة - لأول مرة - أثناء سماعهم لأصوات موسيقية تشابه قرع الأجراس .. وبعد الاستماع لهذه الموسيقى، طلب من المشاركين في الدراسة إعادة محاكاة الصوت عن طريق الضغط على مفتاح لوحة مفاتيح برنامج كمبيوتر لإصدار النغمات الموسيقية.
ويقول الدكتور "روس" أستاذ الفيزياء في جامعة "تورنتو" الكندية، لقد افترضنا أن عمل الموسيقى يتطلب عمل العديد من أنظمة المخ معا، مثل أنظمة السمع، والحركة والإدراك.. إلا أنها كانت المرة الأولى التي نرى فيها حدوث تغييرات مباشرة في المخ بعد جلسة واحدة، مما يدل على أن عزف الموسيقى قد يؤدي إلى تغيير قوي في نشاط المخ.
وقد شملت الدراسة إجراء هذه التجارب على مرضى السكتات الدماغية، ليتم مقارنتها مع المرضى الذين خضعوا لجلسات العلاج الطبيعي التقليدية لدراسة تأثير التدريب الموسيقي على مخ كبار السن.
لذلك، خلصت الدراسة، إلى أن برامج إعادة تأهيل التدريب الموسيقي يؤثر على الوظائف الحركية مثل إصابات المخ الصادمة.
