السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

سير الصالحين.. الإمام الشافعي تتلمذ على يد "مالك" ومعلم "ابن حنبل"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«البوابة» تستعرض على مدار الشهر الكريم، أشهر المباريات التى أقيمت فى أيام الصيام والروحانيات، ليستعيد القارئ ذكريات الكرة فى رمضان.
ولد الشافعى فى غزة يتيمًا، فى نفس العام الذى مات فيه أبو حنيفة، وعاش حياة اليتامى الفقراء، وانتقلت به أمه إلى مكة وحفظ القرآن الكريم، وظهر ذكاؤه الشديد فى سرعة حفظه له، ثم اتجه بعد حفظه القرآن الكريم إلى حفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان حريصا على جمعها، ويستمع إلى المحدثين فيحفظ الحديث بالسمع، ثم يكتبه على الخزف أحيانا، وعلى الجلود أحيانا أخرى، لأنه لم يكن يملك ثمن الورق.
ظل الشافعى فى مكة يدرس فى صغره وكان يقول الشعر ويحفظ الأشعار القديمة، وقد طلب العلم بمكة على يد من كان فيها من الفقهاء والمحدثين، وبلغ شأنا عظيما، حتى أذن له علماؤها بالفتوى.
حفظ الشافعى كتاب الموطأ للإمام مالك وهو ابن ثلاث عشرة سنة تقريبا ثم ذهب إلى المدينة المنورة ليتتلمذ على يد الإمام مالك، وبهذه الهجرة أخذت حياة الشافعى تتجه إلى الفقه بشكل أكبر، ولما رآه مالك ـ وكانت له فراسة ـ قال له : «يا محمد، اتق الله، واجتنب المعاصي، فإنه سيكون لك شأن، إن الله تعالى قد ألقى على قلبك نورا، فلا تطفئه بالمعصية»، فكان الشافعى معروفا بالتقوى والورع والاجتهاد فى العبادة حتى أنه يذكر عنه أنه كان يختم القرآن فى رمضان كل يوم.
ولما مات مالك اتجه الشافعى إلى اليمن ثم إلى العراق حيث التقى بالإمام أحمد بن حنبل الذى تتلمذ على يد الشافعي.
وقال الإمام أحمد بن حنبل لابنه، الذى سأله لماذا يدعو للشافعى فى كل صلاة: «كان الشافعى كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن، فهل ترى لهذين من خلف، أو عنهما من عوض».
ثم انتقل الشافعى إلى مصر وعاش فيها يعلم أهلها العلم والدين، وكانت وفاته فيها وقد بلغ من العمر أربعة وخمسين عاما، وقبره بها ودفن بالمكان المعروف باسمه حتى الآن.
أويس بن عامر القرنى أفضل التابعين الذى بشر به النبى 
هو أفضل التابعين، وقد عاصر النبى عليه الصلاة والسلام، ولكنه لم يره فكان يعيش فى خدمة أمه باليمن، لكن النبى عليه الصلاة والسلام، بشر أصحابه به وأخبرهم عن مكانته العظيمة عند الله فقد كان من كبار الصالحين، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يعرفون مكانته لما سمعوه من النبى عليه الصلاة والسلام فقد قال فيه: «إن خير التابعين رجل يقال له أويس» وهناك أحاديث تذكر صفاته ومناقبه، ولقد خصص الإمام مسلم فى صحيحه بابًا كاملًا لذكر فضائل أويس القرني، وتعلم على يد كثير من الصحابة ونهل من علمهم حتى صار من أئمة التابعين زهدًا وورعًا، ولقد تعلم منه خلقا كثيرا.
وكان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه ناس من أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر؟ حتى قابله فقال: أنت أويس بن عامر؟ فأخذ يسأله حتى تأكد أنه هو فقال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: «يأتى عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره؛ فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل»، فطلب منه عمر بن الخطاب أن يستغفر له فاستغفر له.
وأراد السفر إلى الكوفة بالعراق قال له عمر بن الخطاب: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ (أى يوصى به الأمير ليكرمه ويعتنى به) فرفض أويس ثم انطلق إلى الكوفة فعاش بها. لم يكن أويس القرنى كعامة الناس يحيا ولا يفكر إلا فى طعامه وشرابه؛ لكنه فهم حقيقة هذه الدنيا، فالتزم طريق عبادة الله وكان أويس معروفا بكثرة عبادته، فكان تارة يصلى وتارة يجلس يذكر الله وتارة يجلس فيتفكر فى خلق الله والكون وما فيه من آيات، وكان يخصص وقته كله للعبادة وقراءة القرآن ومع ذلك كان لا يغتر بعبادته بل كان يكثر من الاستغفار على تقصيره فى حق الله، فكان يدعو فيقول: «أعوذ بالله من عين نوامة وبطن لا تشبع».
دافع عن الإمام على بن أبى طالب فى معركة صفين وتذكر المراجع التاريخية أنه مات فى فتوحات أذربيجان وقيل إنه مات شهيدا فى معركة صفين.